السويداء-سانا
تركزت ورشة العمل التي نظمتها مديرية الشؤون الاجتماعية بالسويداء أمس بالتعاون مع جمعية براعم لرعاية الطفولة حول واقع ظاهرتي التشرد والتسول بالسويداء وكيفية وضع الرؤى المناسبة لمعالجتهما.
وأكد المشاركون بالورشة ضرورة تشكيل لجنة موسعة بالمحافظة تضم عددا من الاختصاصيين لمعالجة ظاهرتي التشرد والتسول وإجراء إحصائيات دقيقة حولهما وزيادة التوعية الاجتماعية بخطورتهما من قبل وسائل الإعلام والمراكز الثقافية ودعم الأسرة وتوجيهها نحو المشاريع التنموية الصغيرة وزيادة عدد مراكز التأهيل للمتشردين والمتسولين.
ولفتوا إلى ضرورة تنفيذ دورات مهنية للأطفال المتسربين من المدارس وتشكيل لجان صغيرة على مستوى الأحياء لدراسة أسباب التسول والتشرد ونتائجهما وتوظيف طاقات الأطفال بشكل جيد والكشف الطبي والنفسي والاجتماعي على أوضاع المتسولين وتشميل جميع المدارس بمسائل الإرشاد الاجتماعي.
وبينت مديرة الشؤون الاجتماعية بالسويداء بشرى جربوع أن الورشة تأتي ضمن خطة المديرية بالتشاركية مع الجهات الأهلية والحكومية لتبادل الآراء والأفكار المهمة وتقديم المقترحات المناسبة لوضع حد لظاهرتي التشرد والتسول وتفادي أخطارهما مؤكدة أن المديرية تسعى لإحداث مركز لتأهيل المشردين وفاقدي الرعاية الأسرية خلال الفترة القادمة.
وقدمت رئيسة جمعية براعم الطفولة بالسويداء عادية أبو عسلي عرضا لبعض حالات التسول واسبابها الحقيقية كما استعرضت المشكلات الاقتصادية والصحية والاجتماعية الناتجة عن ظاهرتي التشرد والتسول وكيفية مواجهتهما عبر زيادة الاهتمام بالأسرة والطفل.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة بشار نصار ضرورة التنسيق بين مديريتي الثقافة والشؤون الاجتماعية لتخصيص محاضرتين كل شهر بالمراكز الثقافية لتسليط الضوء على ظاهرتي التسول والتشرد والتوعية حولهما وكذلك بذل المزيد من الجهود بالتنسيق مع مديرية التربية لمعالجة ظاهرة التسرب المدرسي التي تعتبر أحد الأسباب المؤدية للتسول والتشرد.
وتحدث قاضي التحقيق في مدينة السويداء أدهم زين الدين عن الآثار السلبية لظاهرة التسول ومدى استخدامها من قبل بعض الأشخاص ضعيفي النفوس لتنفيذ “جرائم معينة تهدد أمن المجتمع كالاتجار بالأشخاص والمخدرات والقتل والأفعال المنافية للحشمة” لافتا إلى كيفية تعامل القضاء مع هذه الظواهر من خلال المواد الواردة في قانون العقوبات وعدم اقتصارها على المتشرد أو المتسول نفسه بل شمولها أولياء أمورهم.
ودعا مدير ثقافة السويداء منصور حرب هنيدي إلى التنسيق بين جميع الجهات المعنية بهذه الظواهر وتحديد أسبابها وتوصيفها لوضع الحلول الناجعة ومعالجة المشاكل المتعلقة بقلة فرص العمل وازدياد التسرب المدرسي والظروف المادية الصعبة للأسرة.
وبينت رئيسة فرع جمعية تنظيم الأسرة السورية بالسويداء اقبال حامد مدى خطورة ظاهرتي التشرد والتسول على الاطفال والاذى النفسي والجسدي الناجم عنهما موءكدة ضرورة التشدد بتطبيق التشريعات القانونية الخاصة بذلك.
شارك في الورشة ممثلون عن الجمعيات الاهلية والمحافظة ووسائل الاعلام ومديريات الثقافة والتربية والسياحة وصندوق المعونة الاجتماعية وفرع الهلال الاحمر العربي السوري وقيادة الشرطة والقضاء.
يذكر أن جمعية البراعم لرعاية الطفولة التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى محافظة السويداء تشكل خطوة مهمة على طريق إبراز دور المجتمع الأهلي في دعم ورعاية الأطفال وتهدف إلى العناية بقضايا الاطفال الذين يعانون ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة وإقامة ندوات ومحاضرات تتعلق بتوعية الأسر للمساهمة في خلق جو من الاستقرار اللازم للتنشئة السليمة وكذلك تنظيم دورات تعليمية وتدريبية ومهنية وبرامج ترفيهية.