ندوة علمية في جامعة دمشق حول منظومة القياس في سورية وأهميتها

دمشق- سانا

تناولت الندوة العلمية التي أقامها مركز الدراسات والبحوث العلمية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية اليوم تحت عنوان /المترولوجيا..القياسات والضوء/ منظومة القياس في سورية كجزء محوري من البنية التحتية للجودة إضافة إلى أهمية علم القياس وممارساته باعتباره يمثل ركيزة أساسية في الحياة اليومية.

وركزت الندوة التي أقيمت في قاعة الموءتمرات بجامعة دمشق بمناسبة اليوم العالمي للقياس على التقنيات الضوئية الحديثة وأثرها في تطوير نوعية الحياة وأهميتها لمستقبل البشرية والتطوير المستدام للمجتمعات إضافة إلى توضيح دور موءسسات القياس الوطنية في مواضيع قياس الضوء وتحديد مجالات الاستفادة المثلى من تقنياته.

وأكد مدير عام هيئة الطاقة الذرية الدكتور ابراهيم عثمان الحاجة الملحة لتطوير منظومة القياس في سورية من أجل تلبية احتياجات القطاعات الوطنية وخصوصا في مرحلة إعادة الإعمار إذ ان هناك //حاجة ماسة لطيف واسع من معايير القياس وتجهيزاته// إضافة إلى //قانون وطني جديد للقياس يعيد هيكلتها ويحدد مسوءوليات القياس للموءسسات المعنية// بحيث تتم تغطية كل أنواع القياسات العلمية والصناعية والقانونية بما يتوافق مع الممارسات الدولية ذات الصلة.

وقال الدكتور عثمان.. //هذه المرة الأولى التي يتم فيها إحياء مناسبة اليوم العالمي للقياس وسورية ممثلة كعضو مشارك في اتفاقية /المتر/ بالمخبر الوطني للمعايير والمعايرة وبالمخبر الوطني للقياسات الإشعاعية كمخبر مخول//.

وفي تصريح ل/سانا/ أكد مدير عام مركز الدراسات والبحوث العلمية الدكتور عمرو الأرمنازي أهمية علم القياس ولا سيما في المشاريع الإنشائية والعمليات التجارية واستعرض تاريخ تأسيس اتفاقية /المتر/ التي كانت البداية لتأسيس نظام القياس الدولي بصورته الحالية والبداية لتأسيس منظمات القياس الدولية والإقليمية التي أصبحت مرجعيات القياس على المستوى الدولي.

من جهته قدم الدكتور عصام أبو قاسم من هيئة الطاقة الذرية عرضا حول /الضوء وتقنيات القياس/ تناول فيه عدة محاور بدءا من تاريخ تطور مفاهيم الضوء من العصور القديمة وحتى الوقت الراهن إضافة إلى لمحة عن الحساسات الضوئية المعيارية وتطبيقات القياسات والتقنيات الضوئية والاحتياجات المحلية من القياسات وأهميتها في الوقت الراهن.

وأشار أبو قاسم إلى أهمية موضوع الضوء وتقنيات القياس لمستقبل البشرية إذ ان قرارات الاستثمار في الطاقة الشمسية تستند إلى بيانات دقيقة بما يخص كفاءتها وعمرها الاقتصادي مبينا أن القياسات المباشرة من الشمس بواسطة الأقمار الصناعية ضرورية لتعزيز مفهوم الإشعاع الشمسي ومساهمته في تغيير المناخ.

بدوره استعرض الدكتور سفير عيسى باحث في المخبر الوطني للمعايير والمعايرة عددا من القضايا المحورية في النظام الوطني للقياس ومتطلبات تطويره ومقترحات مواءمته مع الممارسات الدولية موءكدا //ضرورة وجود جهة مركزية للقياس تنسق قضايا القياس بين مختلف الموءسسات ذات الصلة ومراجعة قانون القياس الحالي كونه يتعامل مع المترولوجيا القانونية ولا يشمل كل فئات المترولوجيا وغير مطبق بشكل فعال//.

ولفت عيسى إلى ضرورة تأسيس مخابر معايرة وقياس لتلبية متطلبات القياس على امتداد الجغرافيا الوطنية وحسب الاوليات.

حضر الندوة معاون وزير التعليم العالي لشوءون البحث العلمي الدكتورة سحر الفاهوم ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي وعدد كبير من الباحثين والمختصين.

وكان المخبر الوطني للمعايير والمعايرة تأسس عام /1987/ بالتعاون بين الحكومة السورية والحكومة اليابانية الممثلة بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي /جايكا/ ويمتلك هذا المخبر المعايير الوطنية للقياسات الكهربائية والميكانيكية ويقوم بالمحافظة الفنية عليها كما يجري البحوث العلمية التطبيقية لضمان دور المخبر ليكون المرجع الأساسي للقياسات في سورية.

يذكر أن اليوم العالمي للقياس هو إحياء لذكرى توقيع اتفاقية /المتر/ والتي بدأت ب/17/ دولة عام /1875/ بهدف إيجاد إطار دولي منسجم وموثوق لضبط القياسات وسلسلتها دوليا الى مرجعية موحدة وتجاوز عدد الدول المنضمة إلى الاتفاقية حتى الآن /91/ دولة منها ثمان عربية بينها سورية التي قبلت كعضو مشارك عام /2012/.