دمشق -سانا
بمشاركة 40 طفلا وطفلة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بدأت اليوم في قلعة دمشق فعاليات ورشة عمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التي تقيمها مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع معهد الفنون التطبيقية.
وذكر مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت لسانا أن هذه الورشة هي نشاط سنوي الهدف منه تقديم الدعم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم بالمجتمع من خلال مشاركتهم مع عدد من الأطفال الأسوياء لتنمية قدراتهم ومهاراتهم ليشاركوا في المجتمع مثل باقي الأطفال دون الشعور بالغربة وأنهم من ضمن المجتمع منوها إلى أنه تم اختيار 25 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق عدد من الجمعيات الأهلية التي ترعاهم و15 طفلا من الأسوياء من عدة مدارس تتراوح أعمارهم من 8 إلى 11سنة.
وأضاف كسحوت إنه تم اختيار قلعة دمشق مكانا لورشة الرسم لأنها رمز تارخي مهم ليتعرف الأطفال عليه إضافة إلى الفضاء الواسع الذي يمكن الأطفال من اللعب والرسم مشيرا إلى أنه يشرف على تدريب الأطفال في الورشة عدد من خريجي كلية الفنون الجميلة ومعهد الفنون التطبيقية.
وأوضحت رئيسة دائرة المعارض والمقتنيات في مديرية الفنون الجميلة رنا حسين أن هذا النشاط هو نشاط تفاعلي اجتماعي يهدف إلى تنمية قدرات الأطفال في الرسم من جهة إضافة إلى تنمية روح المشاركة والتعاون والصداقة بين الأطفال والتعلم من بعضهم البعض دون فرق بين طفل سليم وطفل ذي احتياجات خاصة من جهة أخرى وسيكون اللون هو القاسم المشترك بينهم في رسم اللوحات واختيار المواضيع التي يرغب الأطفال برسمها.
وبين كل من رهف مرتضى واياد الحموي مشرفين على ورشة الرسم أن الرسم هو وسيلة التعبير الأفضل لدى الأطفال وخاصة أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون مهارات جيدة لاتختلف عن الأطفال الأسوياء ويتميزون بالعفوية بالرسم بشكل مباشر بالألوان دون استخدام قلم الرصاص ويقدمون أفكارا رائعة في اختيار المواضيع التي يرسمونها.
وعبر مجموعة من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عن سعادتهم بالمشاركة في الورشة فقالت الطفلة غنى سويد أنا أحب الرسم وعادة ارسم بالبيت بتشجيع من والدي أما اليوم فسوف ارسم الأشجار والزهور في الطبيعة مع أصدقائي .
أما الطفلة ريم محمد فرسمت الفراشات الملونة على لوحتها وقالت إنها تحب الرسم وستشارك بأكثر من لوحة مع صديقتها رند أبو الشامات التي تحب رسم أشكال الحيوانات ورسم الشمس لأنها تحب اللون الأصفر.
ورأت والدة الطفل أيهم ديراني من ذوي الاحتياجات الخاصة ويبلغ 11 عاما أن مثل هذه الورشات تساهم في اكتساب الطفل الثقة بالنفس وأنه مثل باقي الأطفال الأسوياء وتمكنه من ممارسة هوايته إضافة إلى تعليمه مهارات وتقنيات في الرسم من خلال المشرفين على الورشة .
وقال الطفل محمد سعد الدين إن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لايختلفون عنا نحن الأطفال الأسوياء سوى حاجتهم لرعاية صحية واجتماعية أكبر فكلنا نحب الرسم واللعب ونتعلم ونكبر لنبني مجتمعنا ووطننا .
وأشارت المشرفة حسناء الاسطواني من جمعية صندوق الرجاء الخيرية التنموية إلى أن التدخل المبكر يساهم في تنمية مواهب وقدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى الرعاية والاهتمام من قبل الأهل والجمعيات والمعاهد التي تهتم بهؤلاء الأطفال منوهة بنجاح تجربة دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الأسوياء وخاصة في مثل هذه الورشات التفاعلية.
يذكر أن الورشة تستمر حتى 28 من الشهر الجاري وسيقام في ختامها معرض فني لإنتاج الأطفال المشاركين.