دمشق-سانا
تميز الفنان رامز عطا الله في تجسيد الشخصيات الشريرة على مدى سنوات عمله الفني بسبب ملامحه القاسية ولكنه في الوقت ذاته أثبت من خلال أدواره الأخيرة أنه ممثل متمكن قادر على لعب مختلف الأنماط التمثيلية حتى الكوميدية منها وهذا ما يثبت موهبته التي تنتظر الفرصة الحقيقية لتظهر للناس بشكل جديد لم يشاهدوه بعد.
وعن الإنتاج الدرامي السوري لهذا العام يقول عطا الله في حديث لـ سانا إن الأعمال التي أنتجت هذا الموسم جاءت مقبولة من ناحية الكم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سورية وقلق بعض المنتجين من الاستثمار في الدراما.
ويضيف عطا الله: إنه من ناحية المستوى الفني كانت هناك أعمال جيدة وغيرها أتت هزيلة في الموضوع والشكل الفني وهدفها إضحاك المشاهد بأسلوب سافر وغير لائق فنيا.
ويوضح صاحب شخصية الشيخ محمود في بواب الريح أن التراجيديا التي تمر بها سورية أثرت على الدراما بشكل مباشر من ناحية المواضيع المقدمة فالكثير من الأعمال تناولت الأزمة بمحاكاة ورؤية موضوعية فحققت متابعة عالية من قبل المشاهدين لأنها تحاكي معاناتهم اليومية.
ويقول عطا الله إن الأعمال التي تناولت الأزمة كانت تستهدف العودة للحب والأخوة فهما طوق النجاة الأخير لنا وجاءت هذه المسلسلات كنداء للجميع للوقوف معا تحت سقف الوطن بوجه كل ما يحاك ضدنا في الخارج مؤكدا أن الدراما السورية اعتادت أن تكون معبرة عن هموم الوطن والمواطن وكان من الطبيعي أن تتناول الأزمة الحالية وانعكاسها على الناس والوطن.
وحول الإنتاج الدرامي الخارجي ودخول الممثلين العرب إلى الأعمال السورية بكثرة يعبر عطا الله عن تأييده للإنتاج المشترك والتفاعل مع الفنانين العرب مشيرا إلى أن هذه الطريقة في العمل ليست جديدة على الدراما السورية ولكن الأزمة أفرزت أوضاعا جديدة استدعت أحيانا التصوير في الخارج بحثا عن أماكن
أكثر أمانا معتبرا أن دخول الممثلين العرب إلى الدراما السورية لم يأت على حساب الممثلين السوريين الذين كانوا موجودين بأغلبيتهم في إنتاجات هذا العام.
ويقول إن سفر عدد من الممثلين المعروفين خارج البلد أتاح لغيرهم من الممثلين فرصا مهمة مع وجود تجاوز لبعض المخرجين المتطفلين على المهنة لتقاليد العمل في الدراما السورية وإسنادهم أدوارا مهمة لممثلين هواة وخاصة من الشباب ما أثر على فرص الممثلين المحترفين وهمش وجودهم في بعض المسلسلات.
ولا يرى الفنان المشارك بخماسية النداء الأخير للحب ضمن مسلسل الحب كله أن هناك دورا كبيرا للحظ في حياته فهو يسعى للمزيد من الاجتهاد في تأدية أدواره والالتزام بتقاليد العمل وهو راض عما قدمه حتى الآن مع انتظاره للفرصة الحقيقية التي يطمح لها.
ويتحفظ عطا الله على تسمية نجم للممثل وتصنيف الفنانين بصف أول وثان موضحا أن هناك أسماء من الممثلين يتم تسويق الأعمال الدرامية من خلالها لأن الدراما السورية باتت صناعة وتحتاج للترويج لدى المحطات والجمهور باسماء محبوبة من الفنانين يتم انتظار إطلالتها باستمرار.
ويقول إنه لا يوجد ممثل كبير وممثل صغير بل يوجد دور حجمه كبير وآخر صغير وكلاهما بحاجة لممثل حقيقي وموهوب لأدائهما وتحويل الشخصية من حبر على ورق إلى لحم ودم ومشاعر ليقنع من خلال أدائه الجمهور الذي يشاهده.
ويرجع الفنان المشارك في حمام شامي موضوع تفاوت الأجور بين الممثلين إلى تفاوت ما تدفعه الشركات للفنانين من شركة لأخرى على مبدأ العرض والطلب مبينا أنه لا يقبل دورا ما لم يشعر بأنه يأخذ الأجر المادي المقبول والذي لم يصل حتى الآن لمستوى طموحه وما يستحقه فعلا.
ويسعى عطا الله إلى عدم الالتزام مع فريق عمل واحد فقط على مبدأ الشللية فهو يعتبر أن الاجتهاد وتطوير الأداء والأدوات لدى الممثل يفتح له الأبواب ويجلب له الفرص الحقيقية رغم إقراره بأن الظروف الملائمة تبقى لها الأهمية الأولى ليتمكن الفنان من تقديم ما لديه من قدرة وموهبة عبر ما يقدم له من فرص وأدوار.
وحول واقع المسرح السوري يقول ابن المسرح القومي إن للمسرح لدينا تاريخا عريقا وتقاليد راسخة ومواسم ينتظرها الناس ولكنه يعاني اليوم من ضعف الامكانات المادية فهو لم يعد يلبي حاجة العاملين المادية بسبب تدني الأجور ما دفع الأغلبية للتوجه نحو الدراما التلفزيونية والإذاعية.
ويختم عطا الله بالتأكيد على ضرورة تقديم الدعم اللازم للمسرح وزيادة الأجور للعاملين به لإعادة الحياة لهذا الصرح الثقافي والفني المهم مع مراعاة ترسيخ وجود الممثلين الشباب من الخريجين في المسرح كي يتم استمرار العمل وتطويره للوصول لمسرح متطور يليق بالجمهور السوري.
محمد سمير طحان