S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
عواصم -سانا
انتقدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عدم تحرك الدول الغربية من أجل المساعدة في إنقاذ مدينة تدمر المدرجة على لوائح التراث الإنساني من هجوم تنظيم داعش الإرهابى عليها.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم بقلم الصحفى فيليب جيلى “في تدمر استشهد الرجال ونهبت الحجارة وهو ما يثير سؤالا.. لماذا لم يحرص التحالف الذى يسير طائراته فى سماء سورية والعراق على منع هذه المذبحة البشرية والمعمارية”.
وأضافت الصحيفة “إن تدمر هذه الجوهرة الصحراوية شهدت اثنين وعشرين قرنا من التاريخ البشرى على مفترق طرق الحضارات اليونانية والرومانية والفارسية والعربية.. وتدميرها بالجرافات والمطارق أن حصل كما جرى في شمال العراق سيكون فقدان تراث فريد لا غنى عنه”.
وتساءلت الصحيفة “هل يجب علينا أن نستسلم لرؤية الكنوز الثقافية لمنطقة الشرق الأوسط تسقط واحدة تلو الأخرى تحت سيف الجحافل الهمجية لتنظيم داعش”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الامريكية “لم تعد تعرف من الذى يجب دعمه فى سورية الآن بعدما تبين أن الذين تطلق عليهم المعتدلين نزعوا القناع عن وجههم وأظهروا تقربهم من تنظيم القاعدة”.
ونوهت الصحيفة بقيام إدارة الأثار السورية بنقل العشرات من التماثيل القديمة فى مدينة تدمر إلى مكان آمن.
من جهتها حذرت صحيفة دي بريسه النمساوية من تعرض مدينة تدمر الأثرية للتخريب على يد إرهابيي تنظيم داعش ما يهدد بإلغاء كل معالمها التاريخية وطمس كنوزها وإرثها الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين.
واعربت الصحيفة في مقال نشر على موقعها الالكتروني اليوم عن خشيتها من قيام الإرهابيين بهدم أثار المدينة ومحو الرموز الحضارية فيها على غرار ما قاموا به من تدمير للآثار والكنوز في مناطق عراقية تعود إلى زمن الآشوريين في مدينة النمرود بمحافظة نينوى والحضر في الموصل .
من جهة أخرى حذر باحثون تشيك من قيام إرهابيي تنظيم داعش بتدمير أثار وكنوز مدينة تدمر الفريدة وقال الباحث في معهد العلاقات الدولية المختص بالشؤون العربية يان كوجفارت في حديث لإذاعة راديو جورنال أن تنظيم داعش الإرهابي “سيحاول تدمير كل ما يستطيع لأن ذلك يندرج ضمن استراتيجيته عندما يخسر عسكريا” معتبرا أن التنظيم الإرهابى يتعرض للخسارة.
من جهته قال الباحث فى معهد الاستشراق التشيكى في براغ برونيسلاف اوسترشانسكى الذى درس العربية في سورية في تسعينيات القرن الماضي “إن مصير أثار تدمر الغنية غير واضح في ضوء ما أقدم عليه إرهابيو داعش في أماكن أخرى من تدمير للأثار وللمساجد”.
وكانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو ايرينا بوكوفا أكدت أن أي تدمير لمدينة تدمر الأثرية المدرجة على لوائح التراث العالمي من قبل إرهابيي تنظيم داعش “سيشكل خسارة هائلة للبشرية” وليس فقط جريمة حرب داعية مجلس الأمن وقادة العالم إلى بحث المسألة واطلاق نداء مشترك كي لا يتكرر ما حصل في أثار مدينة نمرود العراقية ومتحف الموصل.
