دمشق-سانا
ركزت الباحثة الدكتورة ملكة أبيض خلال مشاركتها بندوة لأدب الأطفال أقيمت بالمنتدى الثقافي العراقي بدمشق على أهمية أدب الأطفال وتصنيفاته وأنواعه والفئات العمرية التي يتناولها وآثاره الايجابية في تنشئة الأطفال والمراهقين ودور هذا الأدب في اغناء الحياة الخلقية والفكرية والاجتماعية والروحية للقراء الصغار.
وأوضحت أن الكتب ذات تأثير كبير في حياة القراء الصغار وحتى في عالم اليوم القائم على المعايير والمسؤولية والاختبارات ووسائل الاعلام الالكترونية فان الكتب تشكل جوهرا حيويا في تربية أبناء القرن الواحد والعشرين لما لها من قدرة على فتح عوالم جديدة وجعل القراء يفكرون بطرق جديدة ويغيرون أساليبهم في الحصول على المعرفة.
وأشارت الدكتورة أبيض إلى أن التنوع والغنى اللذين يميزان الأدب اليوم يضعان أمام المعلمين وأصحاب المكتبات والأهل والناشئة ثروة من الكتب يستطيعون الاختيار منها لتكون أعظم مصدر لتربية الأطفال وليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعنا.
وعرفت الباحثة أدب الأطفال بأنه يشمل الكتب المكتوبة لجمهور الأطفال والمراهقين ويشتمل على ثلاث مراحل الأولى هي مرحلة الحضانة ورياض الاطفال والثانية مرحلة المدرسة الابتدائية والثالثة المرحلة الثانوية ..أما تصنيف هذا الأدب فمن خلال تقسيمه إلى متخيل وغير متخيل موضحة أن المتخيل هو غير واقعي ومصنوع ومخترع ومهمة المؤلف أن يجعل هذا المتخيل يبدو قابلا للتصديق في اطار عالم القصة والرواية التي أبدعها فيما يبنى غير المتخيل على معلومات واقعية قابلة للتحقيق.
واستعرضت الدكتورة أبيض الآثار الايجابية لأدب الأطفال في تنشئتهم موضحة أن قراءة الأدب تطور المهارة في القراءة وأن الشغف بالقراءة يقود القراء إلى البحث عن قصص مثيرة ومعلومات هامة وقصائد آسرة ..كما أن قراءة الأدب المتميز تساعد القراء على أن يصبحوا كتابا أفضل وتحضهم على استكشاف مشاعرهم الخاصة وتساعد الطلبة في الحصول على تميز أكاديمي يدعم نجاحهم وتمكن الناشئين من استكشاف العالم وفهمه وتربية مخيلتهم.
من جانبها تحدثت الإعلامية الهام سلطان عن أدب الاطفال من خلال شاعرهم سليمان العيسى الذي كتب لهم الأناشيد والمسرحيات الغنائية والقصص الشعرية والنثرية والذي قال عندما سئل لماذا تكتب للصغار: /لأنهم فرح الحياة ومجدها الحقيقي .. لأنهم المستقبل ..لأنهم الشباب الذي سيملأ الساحة غدا أو بعد غد ..لأنهم امتدادي وامتدادك في هذه الأرض/.
وأوضحت سلطان أن عالم الصغار عالم خصب واسع وغني وأن أي كلمة أو موقف أو تصرف غير ملائم “يكون أحيانا بمثابة الحجر الذي يحطم اناء جميلا أو يقتل عصفورا أو يقطف وردة “فالطفل نفسه “قصيدة وطاقة لا تتوقف من الخلق والابداع ” ودور الأهل والمربين كبير في توجيه هذه الطاقة.
وما يميز أدب الأطفال عند العيسى وفقا لسلطان أن للموسيقا في شعره صلة عميقة بحركة الطفل وبجوانب حياته المختلفة وبعد الموسيقا تأتي الكلمة الشفافة التي تمتزج بأنفاس الطفل وتخالج شعوره ..ثم يأتي دور الصورة الشعرية وبعدئذ تأتي الفكر.. /أرسم بابا أرسم ماما بالألوان …أرسم علمي فوق القمم أنا فنان/.
وتخللت الندوة فقرات فنية قدم خلالها الباحث الموسيقي أحمد بربور عزف تقاسيم نهاوند على آلة العود وعزف أغنية لأم كلثوم من ألحان زكريا أحمد ..كما عزف تقاسيم هزام وقدم مقطعا من أغنية دارت الأيام لكوكب الشرق من ألحان محمد عبد الوهاب عزفا وغناء.
وقال الباحث الفنان لـ سانا الثقافية إن “تفاعل الجمهور مع الفقرات الفنية كان كبيرا ما يؤكد “عطش الناس للترفيه والخروج من أجواء الظروف الصعبة التي يمرون بها “مشيرا إلى أنه لاحظ أن الجمهور يقبل أكثر على الفعاليات التي تتضمن أجواء فنية معتبرا انه استطاع ان يكسر الجمود الذي تفرضه طبيعة المحاضرات بعزفه المنفرد.
سلوى صالح