الشريط الإخباري

الشاعر صالح سلمان: التكلف في كتابة الشعر يظهر جليا للقارئ الحصيف

دمشق-سانا

لا يعتقد الشاعر صالح سلمان أن هناك تعريفاً مانعاً شاملاً للشعر فهذا الفن هو الانعتاق من كل تحديد وتقييد باعتباره روحاً أخرى تتكون في نفس الشاعر كلما انطلقت منه ازدادت تألقاً وازداد توهجا وكلما عادت إليه تجدد وتجددت.

ويقول الشاعر سلمان في حديث لـ “سانا”.. إن الشعر هو البوح الذي تعبر من خلاله اللغة عن قدراتها على التجلي وهو الحياة المتفتحة على الجمال والصدق والرهافة والشفافية مضيفا لا أذهب إلى كتابة الشعر بل هـو يأخذني إليه ويضعني في دنه فتصعد اللغة نشوى بما تحمل من نبض وفوح حتى أنني أرى نفسي وكأنني في عالم من النشوة التي لا حدود لها.

ويبين سلمان أنه لا يميل إلى الإيحاءات العميقة قصداً فهذا العمق من ضرورات الشعر لأنه إيحاء وكلما كانت هناك حجب كان هناك شوق إلى الاكتشاف الذي يظل بحاجة إلى كشف جديد وهنا سر غنى النص الشعري والعاطفة التي هي من أسس الشعر فكلما كانت متوهجة كان الشعر أكثر قدرة على الوصول إلى المتلقي.

والتشويق لدى شاعرنا يتجلى كما يوضح في الإيحاء وليس في التصريح وفي المفاجأة إن في الجملة أو الصورة أو الفكرة لأن القصيدة تأتي ثمرة تراكم الفكر والرؤيا واللغة الشفيفة والتوق إلى الانعتاق من الأسر إلى فضاء الحرية.

وعن وجود الفلسفة في نصوصه الشعرية يلفت سلمان إلى أنه لـم يدرس الفلسفة انما ما يوجد في قصائده من تجلياتها هو بسبب قراءاته المتنوعة ونظرته إلى الحياة والوجود أو لفلسفته ورؤاه الخاصة مبيناً أن ما يكتبه الشاعر هو حصيلة تكوينه الثقافي والفكري متسائلا عن قيمة الشعر إن لم يعبر عن رؤيا ما.

ويقول .. من خلال الأسئلة التي يطرحها الشاعر ولا يطلب لها جواباً لكنه يحفز من خلالها على الكشف وكلما كانت هذه الأسئلة مغايرة لما سبقها كانت جديدة وفي هذه الجدة تكمن قدرتها على التعبير عن مكنونات الروح وبالتالي قدرتها على التأثير في المتلقي .

ويؤكد سلمان أن الجمال من وجهة نظره لا يتجزأ والتغني به واحد من حيث المضمون لكنه متنوع من حيث الشكل والدلالات مبيناً أنه قد يبدأ بالغزل كما يبدو للوهلة الأولى ولكنه يجد القصيدة وقد أخذت تتسع لتشمل الحياة بالكثير مما فيها من جمال من حيث الشكل والمحتوى.

وعن العاطفة التي يقدمها في شعره يقول سلمان أن العاطفة ليست ضيقة عندي أو محددة بل متسعة اتساع الموضوعات التي يمكن أن تحركها كما أن إعجابي بالتجربة الصوفية لدى الكثير من الشعراء وبما أنتجته من أشعار ومواقف جعلتني أتأثر من حيث رؤية الوجود واحداً .

وبين الغزل وما سواه يوضح شاعرنا أن الوجد في كيان القصيدة يكون منطلقاً نحو التحليق في فضاءات لا حدود لها بأجنحة اللغة والصور التي قد ترى من جوانب متعددة لدى القارئ وحين يقتصر الغزل على الموقف من الأنثى جسداً وحسب يتكلس ولا يعطي جديداً وتعاني قصائده من التشابه وأحياناً التطابق.

ويشير الشاعر سلمان إلى أنه حين تأتي القصيدة يأتي تشكيلها بحسب محتواها من ألفاظ أو آلية تعبير وشكل عام لأنه لا يضع مخططاً لها ولا يقسرها على المجيء فقد يبدأ بجملة ما ثم يبدأ العزف على أوتارها لتأتي القصيدة متعددة النغمات والألوان والأشكال لكي تصل إلى خاتمتها وبعد قراءات عـدة لها يتم تغيير بعض المفردات أو الجمل وفق ما تقتضيه روح القصيدة كي تصبح مكتملة.

ويرى الشاعر سلمان في ختام حديثه أن التكلف في كتابة الشعر يظهر جلياً للقارئ الحصيف وبالتالي يؤثر سلباً على النص فنياً على الأقل مبيناً أنه قد يقصد أحياناً أن يضع القارئ في جو من الحيرة وذلك عندما ينهي القصيدة عند نقطة مـ وكأن كلاماً آخر يجب أن يقال والهدف من ذلك هو تحفيزه للمشاركة فيها بشكل أو بآخر والشاعر صالح سلمان من مواليد طرطوس عام 1953 حاصل على اجازة في اللغة العربية عام 1980 وعضو في جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب وصدر له تسع مجموعات شعرية وحاصل على عدة جوائز في الشعر والقصة القصيرة .

محمد الخضر ومحمد سمير طحان