دمشق – سانا
نظم مركز القياس والتقويم فى وزارة التعليم العالى اليوم ملتقى علميا حول “التعليم الطبى واحتياجات المجتمع خلال الأزمات” وذلك على مدرج مشفى الأسد الجامعى بدمشق ويستمر لمدة يومين.
وتضمنت جلسة الملتقى الأولى التى عقدت تحت عنوان “الجهوزية والاستجابة والتعافي في التعليم الطبي” عدة مواضيع أبرزها التخطيط والإعداد خلال الأزمات والدروس المستفادة والحوادث الدماغية الوعائية فى التعليم الطبى خلال الأزمات والتدريب في حالات الطوارىء والرضوض الوجهية الفكية فى التعليم الطبي خلال الأزمات.
وقال وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني في كلمة له..”إن الوزارة تتطلع اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التعليم الطبى بوصفه استجابة إنسانية للظروف الراهنة والمخاطر المحدقة التى لم تنل من عزيمة العاملين في القطاع الصحي” مؤكدا حرص الوزارة على جودة التعليم الطبي وربطه بالمجتمع خلال الأزمة رغم الصعوبات والتحديات ضمانا لاستدامة الاعتراف بشهادات الخريجين من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو.
وأوضح المارديني أن الوزارة وبالتعاون مع الجامعات في سورية صاغت مجموعة من المعايير الأكاديمية الوطنية الموحدة تعتبر بمثابة الحد الأدنى من المعرفة والمهارات التى يجب على الخريج امتلاكها كما أقرت خضوع خريجى الكليات الطبية فى الجامعات السورية وغير السورية لامتحانات وطنية معيارية موحدة باعتبارها من أهم الإجراءات التى تم تبنيها من الوزراة لضمان أمننا الأكاديمي.
واستعرض المارديني حجم الأضرار التي لحقت بالمؤسسات والمشافي التعليمية التابعة للوزارة في المحافظات منذ بداية الأزمة في سورية جراء الاعتداءات الإرهابية مشيرا إلى أن “أضرار مشفى الكندي وحدها تقدر بنحو 5ر1 مليار ليرة نتيجة تدمير البنى التحتية وسرقة الأجهزة المتطورة التي كانت تقدم خدماتها لآلاف المواطنين السوريين من قبل الإرهابيين”.
وأكدت مدير عام مركز القياس والتقويم الدكتورة ميسون دشاش..”إن التعليم الطبى بات أمرا أساسيا خلال الأزمة لأنه ينقل الرعاية الصحية من حالة تلبية الاحتياجات العاجلة للمجتمع إلى حالة التجديد والانعاش مبينة أن احتياجات التعليم الطبى تلبى طريق التنمية باعتباره القوة الدافعة التى تمنح الأمل بالمستقبل وتوفير الحماية المعرفية والنفسية والسلوكية والاجتماعية.
وتحدث الدكتور محمد إياد الشطي رئيس رابطة أطباء التشريح المرضي في محاضرته بعنوان “قراءة ثانية لمناهج كليات الطب” عن أهمية الارتقاء بالتدريس في مجال الطب وتوسيع الأبحاث والتعريف بالأمراض التي قد يواجهها الطبيب خلال ممارسته لمهنته.
وأكد الدكتور محمد الأحمد مدير عام مشفى الأسد الجامعي في محاضرته في فعاليات الأسد الجامعي “معالجة وتعليم وخدمات” ازدياد عدد المراجعين للعيادات منذ عام 2010 إلى 2014 مبينا أن الأزمة التي تمر بها سورية استدعت فتح قسم للإسعاف لافتا في الوقت ذاته إلى نسب الأشغال وإعداد المرضى الذي يستقبلهم المشفى وعدد العمليات الأجمالي والتحاليل المخبرية والتخطيط والايكو.
وتناول مدير مشفى دمشق الدكتور أديب محمود في محاضرته نقاط القوة والضعف في التعليم الطبي خلال الأزمات لمشفى دمشق مستعرضا واقع الموارد البشرية وغير البشرية والمالية للمشفى والبنى التحتية والتجهيزات والمعدات والأدوية والمستلزمات والموارد إضافة إلى عدد الكوادر الطبية وتوزيعها والمؤهلات والخبرات وعمليات التعليم والتدريب والتوجه وبيئة العمل في المشفى داعيا إلى التطوير الذاتي وحسن استثمار الموارد المتاحة وترسيخ العمل الجماعي واعتماد الكفاءات والابتعاد عن المحسوبيات.
وتحدث الدكتور حسين نوفل المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي بسورية في محاضرته الحاجة للتعليم الطبي الشرعي والإسعافي في مشفى المواساة أثناء الأزمة عن الإدارة الشاملة للطوارئ والكوارث مبينا أعداد المرضى والمصابين في مشفى المواساة بين عامي 2013 و 2014 ونسب الوفيات من المقبولين كإسعاف والمتوسط الحسابي للجثث المكشوف عليها حسب الطب الشرعي منذ عام 2012.
من جانبه نوه رئيس اتحاد الطب الرياضي الدكتور جهاد حاج ابراهيم في محاضرته الفجوة بين التعليم الطبي في المرحلة الجامعية والممارسة في قسم الإسعاف بالخبرة التي يمتلكها بعض الطلاب الخريجين في قسم الإسعاف مؤكدا أهمية المجهود الشخصي في اكتساب الخبرة داعيا في الوقت ذاته إلى التدريب على مواجهة جميع الحالات الإسعافية وحسن التصرف.
واستعرض الدكتور نزار عباس استاذ في جامعة دمشق خلال محاضرته التحديات الكبرى لبرنامج السرطان التعليمي خلال الأزمة الواقع الراهن لمرض السرطان وعدد الحالات الجديدة والمسجلة على مستوى العالم مبينا موقع المرض في منظومة الصحة السورية الراهنة باعتباره أحد أهم المشاكل الصحية الكبيرة.
كما تطرق عباس إلى أهم المراكز المتخصصة بمعالجة الأورام الحالية في سورية والتحديات الراهنة الكبرى لبرنامج السرطان كعدم كفاية مراكز الأورام التخصصية ونقص عدد الاختصاصيين والأكاديميين في الأورام ونقص التجهيزات الطبية النوعية الأساسية والسلبيات الناجمة عنه ونقص أو انقطاع الأدوية والحلول العاجلة.
وتستكمل غدا أعمال الملتقى بمحاضرات تدريس الجوانب النفسية في التعليم الطبي خلال الأزمات و التعليم الطبي المرتكز على المجتمع و ممارسة طب الأسنان في ظل الأزمة و إدارة البحث العلمي ودمجه مع التعليم الطبي للصمود في الأزمات ودور التعليم الطبي في إلغاء الوصم والتمييز لدى العاملين في القطاع الصحي و تصنيع الأطراف الصناعية خلال الأزمات ومبادرة فريق الكريات الحمر بحملة توعية صحية في دمشق والرعاية الصحية الأولية لذوي الاحتياجات الخاصة ودراسة بحثية للمعالجات الخاطئة لاذيات الطلق الناري.
حضر الملتقى معاون وزير الصحة ومعاونا وزير التعليم العالي ورئيس جامعة دمشق وعمداء كلية الطب وطب الأسنان وعدد من المديرين العامين للمشافي العامة والخاصة وعدد من الأطباء والطلاب.