S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
حاول الفنان طلال معلا في معرضه الذي افتتحه اليوم في صالة تجليات إعلان نهاية زمن من الصمت عاشه في لوحاته على مدى أعوام ليكون عنوانه “انتهى زمن الصمت” في رسالة واضحة لمتابعي جمهور الفن التشكيلي بولادة جديدة للوحاته بأساليب ومواضيع مختلفة.
وتضمن المعرض الذي يستمر لنهاية الشهر الجاري مجموعة من اللوحات التشكيلية بمقاييس وأساليب ومواضيع متنوعة حيث اكتفى برسم الوجوه مدخلا لشخوصه أيديا تجسد قدرة الأشخاص على الفعل وتفاصيل حاول من خلالها أن ينتقل بتجربتها من مرحلة لمرحلة وقال الفنان معلا في تصريح لـ سانا إن “معرضي اليوم يرصد يوميات فنان يعيش نفس الحالة التي يعيشها كل سوري يوميا” مضيفا إن هذا المعرض يختلف عن باقي معارضه السابقة بالمعنى والموقف فقط لأن ما يجري الآن لا بد من موقف فيه مبينا أن الصمت الآن نوع من خيانة الوطن.
وأضاف المعرض لا يروي حكاية وحسب وإنما يقدم هموم المواطن بطريقة تعبيرية مختلفة سواء كان مثقفا أو مبدعا أو إنسانا عاديا فكل فنان لديه أسلوبه في التعبير لافتا إلى أن اللوحة ما زالت فاعلة وتعالج باقي الأدوات التعبيرية.
وبين الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين أن تجربة الفنان طلال معلا هي تجربة غنية فهو ليس فنانا تشكيليا فقط وإنما باحث في الفن التشكيلي ولديه خبرة كبيرة في المدارس الفنية.
وأوضح أن لوحاته اليوم تتضمن لغة الشكل إلى جانب لغة المضمون فهو من الفنانين الذين يهتمون بموضوع مضمون العمل وبصيغه ضمن رؤية خاصة به وأن استخدامه للبورتريه في أغلب لوحاته يظهر القيمة التعبيرية التي يوجدها ضمن هذا الأسلوب الفني بدفق كبير وهذا أهم ما يميز معرضه اليوم عدا عن التأليف اللوني والتكوينات التي طرحها في هذه الأعمال.
أما مدير مديرية الفنون الجميلة النحات عماد كسحوت فرأى أن الفنان طلال معلا من الفنانين الذين لهم دور كبير في الحركة التشكيلية السورية إضافة إلى بصمته التي وضعها داخل سورية وخارجها مضيفا إن لوحاته فيها شيء مختلف في مواضيعها وأساليبها وهذا المعرض من أميز المعارض التشكيلية التي أقيمت في الفترة الأخيرة.
أما الفنان التشكيلي أنور الرحبي أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين فأشار إلى أن الفنان طلال معلا هو من “أحد الأسماء الشكلانية في التشكيل السوري وله قراءته الخاصة فيما يتعلق بالمشهد التشكيلي السوري” مبينا أن هذه الشكلانية “الآدمية” هي ثقافة تعتمد على شخص الفنان المتواجد دوما من خلال الحكاية واللحظات الاجتماعية المختلفة وهو من أحد الأسماء الحاضرة في المشهد التشكيلي السوري الذي يحتاج أحيانا إلى قراءة متأنية من المتلقين لتجربته لأنها تجربة تحتاج إلى دراسة وإمعان وخاصة فيما يتعلق بالبصريات.
أما الناقد التشكيلي عمار حسن فأوضح أن الفنان معلا خرج في معرضه اليوم من حيز الصمت الذي كان محور أعماله على مدى عشرين عاما إلى الكلام الذي اختزن من خلاله كل مشاعره وطرحه عن طريق لوحاته التي اختلفت تماما عن لوحاته السابقة من حيث الشكل والمضمون والأسلوب.
الفنان طلال معلا من مواليد بانياس عام 1952خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية درس تاريخ الفن المعاصر في إيطاليا وهو فنان وناقد فني وشاعر ينشر في الصحافة العربية والأجنبية شغل عدة مناصب إدارية لدى مؤسسات ثقافية وفنية عربية وله عدة أفلام وثائقية وعدة برامج تلفزيونية عن الفن التشكيلي وهو عضو في العديد من الاتحادات والنقابات والتجمعات الفنية في سورية والعالم وله مؤلفات في الفن التشكيلي والعديد من المعارض الفردية والمشتركة داخل سورية وخارجها أعماله مقتناة في سورية والعديد من الدول.
شذى حمود