الشريط الإخباري

مبادرة “الأيادي الخضراء”برنامج توعوي في قرية مشقيتا

اللاذقية – سانا

تعتبر “مبادرة الأيادي الخضراء” واحدة من المبادرات الخمس التي يشرف على تنفيذها نادي الباحثين الشباب التابع للمعهد العالي لبحوث البيئة بالتعاون مع وزارة البيئة ومنظمة اليونيسيف حيث انبثقت هذه المبادرة عن رغبة جامعة لعدد من الطلبة من أبناء قرية مشقيتا في ريف اللاذقية ممن أرادوا أن يبرهنوا على عمق انتمائهم السوري عبر عمل تطوعي تضمن شقين رئيسيين أحدهما توعوي يضيء على أهمية العمل التطوعي وضرورة نشر مفهومه الصحيح بين جيل الشباب و اخر عملي قام المتطوعون خلاله بحملة تشجير واسعة لأكثر من 150 شجيرة متنوعة توزعت على موقعين مختلفين في القرية.

وفي هذا السياق أوضح أحمد غصون المشرف على المبادرة في حديث لنشرة سانا الشبابية أن هذا العمل هو نتيجة جهود لافتة لمتطوعين شباب من نادي الباحثين الشباب إلى جانب جمعية الروابي الخضراء ومجموعة طلاب من إحدى مدارس قرية مشقيتا حيث توجهت المبادرة بالدرجة الأولى لطلاب المرحلة الثانوية في مدرسة الشهيد عدنان حسين في القرية حيث قام ثلاثة متطوعين من الحملة خلال مرحلتها الأولى بإلقاء عدد من المحاضرات التوعوية البسيطة عن أهمية الغطاء النباتي ودوره في حماية البيئة وضرورة إعادة ترميم ما خربه الإرهاب الذي استهدف الغابات بشكل كبير وذلك ضمن خطوات علمية ومدروسة يصار إلى تطويرها فيما بعد من قبل سكان القرية أنفسهم.

واختار القائمون على المبادرة موقع الجبل الشمالي لإعادة تشجيره بالإضافة إلى موقع ثان في محيط مقبرة الشهداء الخاصة بالقرية بعد تنظيف محيطها وتأهيلها لتنفيذ الخطوات اللازمة لتشجير غابة الشهداء وهو الاسم الذي حمله الموقع بعد تشجيره حيث قام المتطوعون بتسمية كل غرسة باسم أحد شهداء القرية الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن الوطن في محاربة الإرهاب سواء من افراد الجيش العربي السوري أو قوات الدفاع الوطني.

كذلك لفت غصون إلى تعاون عدد من الجهات الرسمية لإنجاح المبادرة ولاسيما مديرية البيئة التي قدمت معظم المعدات اللازمة لعملية التشجير دون نسيان دور بلدية مشقيتا التي ساهمت بتأمين الوسائط اللازمة لتنقل الطلاب من وإلى مواقع التشجير.

وقال..هي ليست المبادرة الأولى لأهالي قرية مشقيتا إذ سبق ونفذ عدد من المتطوعين الشباب مجموعة من المبادرات الأهلية التي عنيت بالتوعية والتثقيف لكن تبقى حاجة المجتمع كبيرة لتنفيذ أكبر عدد ممكن من المبادرات والأنشطة الأهلية التي يجب تفعيلها بشكل جيد للنهوض بالمجتمع و هو ما يتطلب مزيدا من الدعم لهذه المبادرات من قبل معظم الجهات المعنية وايلاء الجانب البيئي الاهتمام اللازم أسوة بالسياحة والثقافة.

من ناحيته لفت الدكتور حسين جنيدي المشرف على نادي الباحثين الشباب إلى أن النادي قدم لوزارة البيئة خمس مبادرات قامت مجموعة من الطلاب بوضع دراسة تفصيلية لكل منها بعد مشاركة هذه المجموعة بعدد من الورشات العملية البيئية التي أقامتها جامعة تشرين في كل من اللاذقية وطرطوس وتعلم المتطوعون خلالها كيفية طرح المبادرات وإجراء الدراسات اللازمة لتنفيذها منوها بأن وزارة البيئة قد قبلت المبادرات جميعا وقامت الجامعة بتأمين التسهيلات اللازمة لتنفيذها.

وكانت الورشات العملية قد دربت حتى الآن أكثر من 105 طلاب من كافة الكليات الجامعية ممن تم اختيارهم وفق معايير ركزت على روح المبادرة والقدرة على تقديم طروحات كفيلة بتنمية العمل البيئي التطوعي بما فيه خير وإيجابية للمجتمع حيث توزع الطلاب بعد الورشات على عدة فرق ضمت ما بين سبعة إلى عشرة طلاب في كل منها وقدموا مقترحاتهم التي تمحورت حول المياه وإعادة تدوير النفايات والأسمدة والتشجير.

ياسمين كروم