الشريط الإخباري

ليت الجامعة لم تتحرك من أجل غزة!-الوطن العمانية

استنفدت إسرائيل منذ اليوم الثالث لعدوانها على غزة أهدافها، واستنفد بعض العرب منذ زمن بعيد أن يكونوا عربا باحساسهم وبوجدانهم وبتناغمهم مع أمتهم ومع قضاياها الكبرى والعادلة، بل إن هذا البعض صار يرسم لسياساته ما يحلو له من ارتباطات مشكوك بها وبعضها في موقع التماهي مع العدو الصهيوني، ومع الرؤية الأميركية في التسلط على المنطقة.
غزة مازالت صامدة، وهي تكتب في كل يوم عنوانا مجيدا مضافا لعناوينها الأخرى. وفي الوقت الذي طلب فيه مجلس الأمن الدولي ايقاف وقف النار، وتنطحت جامعة الدول العربية الغائبة عن الوعي تماما بأن طالبت الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، فان المطلب الأممي يجيء كعادته ضمن مفهوم التسامح مع العدو الصهيوني، لكنه مثلما فعل في ليبيا فقد قدم للحلف الأطلسي مبرراته في الاجهاز على ليبيا جيشا ومؤسسات ودولة، تماما كما هو المطلب العربي الخجول الذي يطالب المتضامن بل المخطط للعدو الصهيوني في عدوانه أن يتدخل بالحسنى من أجل وقف النار، وكان العرب أول من اعطوا الحلف الأطلسي ايضا ما يحتاجه من موقف ضد ليبيا والليبيين وأنهم قدموا لهذا الحلف التغطية الكافية من أجل أن يقوم بمسح ليبيا عن خارطة الدولة بكل معناها، الى دولة فاشلة لم يبق منها ما يقول إنها دولة بمقوماتها المعروفة.
ونحن نعيد الذاكرة إلى تلك الأيام القريبة السنوات، فإن ما يحزن أن نتذكر ايضا كيف تجاوزت جامعة الدول العربية بقيادة أمينها العام نبيل العربي حين سلطت كل أذاها على سورية العربية وحاولت وما زالت جاهدة أن تضرب المصير الوطني السوري، بل تآمرت ومازالت على وحدته وعملت على التغطية على الإرهاب الذي كان ومازال ينخر في الجسد السوري بل كان بعض أعضائها يقدمون الدعم لهذا الإرهاب ولا يخفون تدخلهم التآمري على سورية،وتحت رعاية وبتغطية من هذه الجامعة ، تماما مثلما فعلت من تآمر على ليبيا، وكأن أملها ومخططها أن يصل الوضع في سورية الى ماوصل اليه في ليبيا، بان يخسر السوريون دولتهم ونظامهم ووحدتهم ونسيجهم الاجتماعي وقواهم وأن يتفتت جيشهم، لكن هذا الأمل لم يحصل فانكفأوا خاسرين.
جامعة الدول العربية هذه لم تتغير رغم الانتكاسات التي تعرضت لها، تراها تتابع العدوان على غزة متابعة المتمني ولسان حال كثير من أعضائها يقول متى تخلصنا اسرائيل من هذا الداء الذي يسمى مقاومة، وربما طالبت في السر بالمزيد من العدوان على القطاع، بل انزال أشد الضربات به مهما كانت الخسائر البشرية والمادية، وربما تفرحها مشاهد الموت فيه.
ليت جامعة الدول العربية ظلت ساكتة تتأمل المشهد ولم تتحدث بمثل ما تحدثت به من تمنيات تطالب عدو الأمة أن يتدخل لصالح أحد شعوبها المميزين في نضالهم.
تأمل غزة ـ بل وفلسطين كلها ـ من هذه الجامعة أن تبتعد عن خياراتها، وأولى بها أن تصمت، فخير لغزة أن يتفرج بعض عرب الجامعة على نصرها خوفا من تحركهم الذي يخبيء خيانة لها. كفى هؤلاء أنهم قادوا ليبيا الى نهاية فاجعية لن يكون لها بلد بعد الآن، وكادوا لولا عوامل مختلفة ان يقودوا سورية الى المصير ذاته.
وتأمل غزة وهي تخوض معارك مصيرها بهذه الروح العالية وهذه المعرفة لقوتها ، ألا يتدخل هؤلاء كي لايساء لنصرها الذي تهديه للأمة كلها باستثنائهم.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …