دمشق-سانا
تخيل معي عالماً حيث يمكن للأفكار أن تنتشر بسرعة الضوء، هذا هو عالم التسويق الإلكتروني الذي يعتبر ركيزة أساسية في عصرنا الرقمي المتطور.. ويُعرف ببساطة على أنه استخدام التقنيات الرقمية والوسائل الإلكترونية للتواصل مع الجمهور وتسويق المنتجات والخدمات.
منح ارتفاع شرائح مستخدمي الإنترنت حول العالم فرصاً هائلة لأصحاب الأعمال والمشاريع للاستثمار في حقل التسويق الإلكتروني الذي يعتبر من أهم اتجاهات زيادة الدخل لدى الشباب في عصرنا الحالي، ولكن نجاحه يتطلب عدة عوامل وقواعد يستحسن أخذها بعين الاعتبار.
وفي هذا الصدد تتباين آراء الشباب السوري حول تصورهم لمفهوم التسويق الإلكتروني، فمنهم من يعتبره ضروريا ومنهم من يعتبره ثانوياً.
سانا الشبابية استطلعت آراء مجموعة من الشباب في عدة محافظات حول الموضوع كما طرحته على متخصص في هذا المجال.
ففي دمشق وصفت شذى سعيد وهي تعمل بالتسويق الإلكتروني آلية العمل بهذا المجال من خلال التبعية لشركة تسويق منتجات محددة وذلك عبر الانضمام لمجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي لها مدير ومشرفون يتم من خلالها طلب السلعة من الزبون، مقترحة وجود نسبة محددة من التكاليف يلتزم بها كل المسوّقين.
ولفتت عفاف النابلسي إلى ميزة التسويق الإلكتروني لجهة التواصل بين كل الأطراف واختصار جهد البحث عن القطعة المطلوبة وإمكانية التوصيل لكل مكان.
وأوضح شادي أن التسويق الإلكتروني مهم لجهة توفير فرص عمل للشباب لكنه يعاني بعض الثغرات، منها ضعف المصداقية وجودة المنتج وآلية التعامل مع الزبون وعدم وجود كفالة للمنتجات، مبيناً أنه اتبع عدة دورات في هذا المجال لكنه لم يباشر العمل به بسبب ارتفاع عدد المسوقين بشكل لا يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
ومن طرطوس قالت ساندرا حسن خريجة أدب انكليزي وتعمل في مجال التسويق الإلكتروني العقاري عبر الفيسبوك: “اتبعت دورات تدريبية حول التسويق الإلكتروني وحصلت على مهارات عن كيفية التواصل مع الزبون والإقناع وآلية تسويق المنتج بشكل صحيح وإيصاله لأكبر عدد ممكن من الزبائن”، مضيفة: إن الاستمرار بهذا النوع من التسويق يتطلب الحصول على ثقة الزبون من خلال المصداقية والشفافية لضمان تواصله مرة ثانية.
وتجد الشابة غنى مردن أن التسويق الإلكتروني أسهم في شهرتها وتعريف الناس بموهبتها بالرسم وتصنيع الإكسسوارات وزيادة متابعيها على صفحات التواصل الإجتماعي، ما وفر لها فرصة عمل حقيقية لبيع منتجاتها، مبينة أن معلوماتها عن التسويق الإلكتروني مبنية على اجتهاد شخصي يقوم على بناء جسور الثقة وتلبية احتياجات المستهلك.
ويرجع المخرج المسرحي عصام علام عدم ثقته بالتسويق الإلكتروني إلى غياب الهيكلية الموثوقة المعتمدة بهذا العمل الذي يحتاج بحسب رأيه لضوابط وأسس ومرجعيات ليكون عملاً ناجحاً، وقال: “في حال اعتماد التسويق الإلكتروني وفق أسس واضحة تضمن حقوق جميع الأطراف سنصل إلى عمل احترافي مضمون، وخصوصاً مع وجود تجارب ناجحة لفعاليات تجارية عالمية أثبتت حضورها بهذا المجال الذي يوفر الوقت والجهد وفرص العمل للشباب”.
الشاعرة والأديبة أريج سعود تعمل في مجال التسويق الإلكتروني، قالت: “إن التسويق الرقمي يحتاج لاتباع طرق عمل جديدة تخدم انتشار الخدمات المقدمة للجمهور المستهدف عبر استغلال الوقت والجهد والعمل وكل ما يرتبط بالإنترنت وأجهزة المحمول لتحقيق الانتشار وازدياد عدد الجمهور بهدف تحقيق مبيعات أعلى”.
وأضافت: كل ذلك يتطلب المصداقية في التواصل مع العملاء والخبرة في طرائق التسويق للعلامة التجارية، داعية الشباب العاملين في هذا المجال إلى تطوير أنفسهم لمواكبة التسارع الهائل في معطيات الأسواق وتنوعها اللامحدود مع امتلاك المهارات والخبرات عبر التدريب المستمر ومعرفة آراء الجمهور حول الخدمة المقدمة والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال.
ومن حمص رأى الشاب أحمد عثمان أن التسويق الإلكتروني أكثر رواجاً من التسويق التقليدي، لما له من ميزات لجهة الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور بأقل ميزانية، لكنه يتطلب خطة تسويقية كاملة تشمل طرق الإعلان وتقديم الخدمات.
وأشارت الشابة يارا غنوم التي تعمل في مجال التسويق الإلكتروني إلى أنه يعتبر تجربة ناجحة بالنسبة لها لكنها بذلت جهوداً كبيرة لفهم طريقة التسويق وعرض المنتجات ،مؤكدة أنه أصبح المحرك الأساسي لأي شركة والعامل الأهم في زيادة معدلات الشراء من خلال استهداف المستهلكين بالمحتوى المرئي أو المكتوب.
ومن السويداء ذكرت الشابة سهر مرشد وتعمل في مجال التسويق الإلكتروني أنه يقوم على إيصال المنتجات أو الخدمات لشرائح مختلفة من الناس وهو وسيلة مساعدة لدراسة متطلبات واحتياجات قطاع السوق، مؤكدة ضرورة دراسة هذا المجال جيداً وتحديد التخصص المراد العمل به وتعلم مهاراته وتطبيق الدورات التدريبية وتنظيم العمل مع مراجعة الأخطاء والتعلم منها.
وحسب المهندسة الشابة خزامى الشحف فإنها لن تعمل في هذا المجال كونه يتطلب وقت فراغ ووجود شبكة إنترنت بشكل دائم، فيما بين الشاب مضر هنيدي أنه لم يخضع لأي دورة في مجال التسويق الإلكتروني، لكن كانت له تجربة عبر نشر بعض الإعلانات لدورات مسرح الطفل الخاصة لبعض المراكز بما يتوافق مع مجال عمله، مبيناً أن العمل بهذا المجال يتطلب الوقت والتوجه للصفحات المهتمة بالمادة المراد التعريف بها.
وأكدت الشابة هديل أبو رسلان أهمية هذا المجال في وقتنا الحالي كون السوشيال ميديا باتت تدخل في كل مجالات الحياة، فيما بين الشاب سليمان المعاز أن التسويق الإلكتروني أصبح لغة العصر وأهم وسيلة للتجارة والبيع المباشر.
بدوره عرف الباحث في مجال تنمية مواهب الشباب عبادة دعدوش التسويق الإلكتروني بأنه عملية تسويق المنتجات أو السلع والخدمات والتواصل مع الجمهور من خلال الإنترنت، وتتضمن هذه العملية تقنيات مختلفة، كما يطلق على التسويق الإلكتروني العديد من المسميات مثل التسويق الرقمي أوالتسويق عبر شبكة الإنترنت.
وأجاب دعدوش عن سؤالنا.. ما أهمية التسويق الإلكتروني خصوصا للشباب بقوله: “إن التسويق الإلكتروني والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي هو لغة العصر والعملة المتداولة بين كل شرائح المجتمع ما يتطلب من الشباب مواكبة هذا الأمر، لكن ضمن حدود وضوابط يستطيعون من خلالها الوصول إلى أهدافهم وتحقيق دخل إضافي خصوصا بعد أن أصبح التسويق الإلكتروني مفتاحا رئيسياً لوصول الشركات وعمليات تسويقها”.
وعند سؤالنا.. كيف يمكن للشباب أن يكونوا ناجحين في عالم التسويق الإلكتروني أوضح دعدوش أن عليهم فهم وتحديد الجمهور المستهدف واحتياجاته لأن أهم خطوة لأي حملة تسويقية ناجحة هي فهم الجمهور المستهدف واحتياجاته، وعليهم كذلك الابتكار في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها بشكل أكثر إبداعاً للتفاعل مع الجمهور وبناء علاقات قوية معه، كما عليهم استخدام البيانات لاتخاذ القرارات إذ يُعتبر تحليل البيانات والإحصائيات جزءاً أساسياً من عملية التسويق الإلكتروني، حيث يمكن من خلالها قياس أداء الحملات وتحسينها بشكل مستمر.
وعن سؤالنا كيف يمكن للشباب امتلاك المعرفة والخبرة اللازمة في التسويق الإلكتروني؟ أجاب دعدوش بأن ذلك يتم من خلال:
1 التغذية البصرية والسمعية: عبر مراقبة المسوقين وآليات التسويق الحديثة ومواكبة الأحداث والنشاطات على مستوى محلي وعالمي بشكل يغذي رؤية الشباب ويساعدهم في ابتكار وإبداع أساليب وطرق فعالة وناجحة.
2 التعلم المستمر: يجب على الشباب أن يكونوا على اطلاع دائم بأحدث اتجاهات التسويق الإلكتروني وممارساته.
3 التجربة العملية: من خلال المشاركة في مشاريع تسويقية فعلية، يمكن للشباب تعزيز مهاراتهم واكتساب الخبرة اللازمة.
4 الاستفادة من الموارد التعليمية: يمكن للشباب الاستفادة من استخدام الموارد التعليمية مثل الدورات عبر الإنترنت وورشات العمل لتوسيع معرفتهم ومهاراتهم.
وأجاب دعدوش عن سؤال كيف أبدأ في مجال التسويق الإلكتروني بقوله: إنه يجب على الشباب اتباع الخطوات التالية:
1- تحديد الهدف
2- تحديد الجمهور المستهدف
3- تحديد القنوات المناسبة
4- إعداد الخطة التسويقية
5- إنشاء المحتوى التسويقي
6- تحسين محركات البحث
7- الإعلانات
8- تحليل الأداء
واختتم دعدوش حديثه بالتأكيد على أنه بتبني هذه الاستراتيجيات والممارسات، يمكن للشباب تحقيق نجاح مستدام وتألق في عالم التسويق الإلكتروني وتحقيق الريادة والوصول إلى الأهداف التي يريدونها.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency