دمشق-سانا
بمناسبة مرور عام على إطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، أقامت اللجنة الوطنية للبرنامج فعالية تحت عنوان “ليكن لكل طفل صوت يُسمع” على مدرج جامعة دمشق.
وتضمنت الفعالية عرض فيديو لطفلين يظهر اللحظة الأولى لسماعهما الصوت بعد إجراء أول عمليتي زراعة حلزون ضمن البرنامج الوطني، وفيديوهات توعوية بأهمية الكشف المبكر لنقص السمع، إضافة لعرض التقرير الأول لإنجازات البرنامج.
وأكد وزير الصحة الدكتور حسن الغباش في كلمة له أن البرنامج أنجز خلال عامه الأول بروتوكولاً وطنياً بمعايير عالمية، وإجراءات مُحدّثة للكشف والتدخل والتأهيل والتوسع بعدد مراكز المسح السمعي لإتاحة الخدمة بشكل أكبر، ورفد مراكز الاستقصاء بالكوادر والتجهيزات والبنى التحتية اللازمة لتقديم الخدمات وفق المعايير المعتمدة.
ولفت الوزير الغباش إلى أن البرنامج أوجد الطمأنينة لـ 23 ألف عائلة عبر تأكيد سلامة السمع لدى أطفالهم، وقام بالتدخل اللازم من خلال المعينات السمعية ومنها جراحة الحلزون، ثم التأهيل اللازم لهم ليماثلوا أقرانهم في المجتمع، إضافة إلى تقديم برنامج تأهيل معمق للأطباء على زراعة الحلزون ليكون لدى سورية خلال عام أكثر من 10 أطباء جدد قادرين بكفاءة عالية جداً على إجراء هذه العمليات، معتبراً أن هذه الإنجازات تحققت بجهود جماعية وتضافر أجهزة الدولة ومؤسساتها والجمعيات الأهلية وخبرائها.
ونوه الدكتور الغباش بأهمية المرسوم التشريعي رقم 19 لعام 2024 المتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، في نقل مفهوم الإعاقة إلى نهج يقوم على حقوق الإنسان وضمان توفير برامج الكشف المبكر والتدخل عند الحاجة، وتوفير الخدمات بهدف تقليل نسبة الإعاقة إلى أدنى حد ممكن والوقاية من ازديادها.
وتوجه الدكتور الغباش بالشكر والامتنان للسيدة الأولى أسماء الأسد، التي رسخت مفاهيم العمل الإنساني والإنجاز النوعي والعطاء وتذليل العقبات بأبهى الصور، مثنياً على كل من ساهم بدعم هذا البرنامج وإنجاحه.
ممثل المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” كلوديا توما بينت أن نجاح البرنامج يستند بشكل أساسي على الوعي المجتمعي لأهمية الكشف والتدخل المبكر عند حديثي الولادة، للوصول لأكبر عدد من الأطفال والحفاظ على حق كل طفل لديه نقص سمع بالحصول على سمع طبيعي، معتبرة أن إدارة البرنامج من قبل لجنة وطنية مشتركة خطوة مهمة لوضع العمل ضمن إطار مؤسساتي، والاستفادة من تكامل الخبرات وتنوع الموارد وانتشارها.
مديرة البرنامج الدكتورة منال الحمد بينت أنه تم تشخيص نقص السمع لدى 25 طفلاً وإحالتهم الى مرحلة التدخل، ومن خلال المتابعة تبين وجود 8 أطفال بحاجة لعملية زراعة حلزون، تم إجراء 4 عمليات منهم وإحالتهم لمتابعة التأهيل، مشيرة إلى أن العمل جار من خلال 69 مركز مسح سمعي و8 مراكز استقصاء و7 مراكز تأهيل، في حين بلغ عدد الكوادر العاملة بالبرنامج الوطني حوالي 260 مختصاً.
مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي بينت أن البرنامج يسعى للتوسع بشكل أكبر بمراكز المسح السمعي لإيصال الخدمة لأكبر عدد ممكن من الأطفال تحت عمر الشهر، لكشف الأطفال الذين يعانون مشكلة نقص السمع والتدخل بشكل مبكر، من خلال كادر طبي مدرب يتم العمل حالياً على زيادته.
عميد كلية العلوم الصحية وعضو اللجنة الوطنية الدكتور سامر محسن عرض الأسس العلمية التي يعمل من خلالها البرنامج، وكيفية مواجهة التحديات وتذليل الصعوبات عبر التشاركية والتحالف الوطني، إضافة إلى أهمية رفع الوعي المجتمعي والاستفادة من دور الإعلام المؤثر.
عضو في اللجنة الوطنية والفريق الجراحي بالبرنامج الدكتور حسام حديد لفت إلى أن العمليات تجري ضمن العديد من المشافي الحكومية، ما يعكس الاهتمام بزيادة عدد العمليات والكادر الطبي، مع ضرورة توسيع مجال إجرائها ليشمل مختلف المحافظات، مبيناً أن العملية دقيقة ومكلفة وبحاجة لتدريب وتأهيل.
بدورها رئيسة قسم مسح الوليد في مشفى تشرين العسكري وعضو اللجنة الوطنية الدكتورة وفاء درويش، وصفت العمل في البرنامج بالرسالة الإنسانية لرسم البسمة على وجه الأطفال وعائلاتهم من خلال الاطمئنان على صحتهم أو التدخل عبر تركيب معينات سمعية.
راما رشيدي
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency