ريف دمشق-سانا
إحياء للذكرى الـ 67 لنكبة فلسطين أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم مهرجان “الوفاء للمقاومة وشهداء العودة” في ساحة الشهداء بمخيم جرمانا بريف دمشق.
وتحدث نائب الأمين العام للجبهة أبو أحمد فؤاد عن مواقف الأنظمة العربية من القضية الفلسطينية وما “وقعته من اتفاقيات مع العدو الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني من كامب ديفيد إلى وادي عربة من أجل حفظ ممالكهم وسلطانهم وقبائلهم”.
ودعا فؤاد القيادة الفلسطينية إلى “حسم خياراتها وإلغاء اتفاقات أوسلو والتنسيق الأمني واتفاقات باريس الاقتصادية وقطع أي مفاوضات أو علاقات مع الكيان الصهيوني والانضمام للمؤسسات والمحاكم الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب ونقل القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وعدم تقديم أي تنازلات” مؤكدا أن “الخيار الذي يحقق ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني هو المقاومة”.
وقال فؤاد “إن الجبهة الشعبية تؤيد أي خطوات لاستعادة الوحدة الوطنية وحل المشكلات التي تعترض إنهاء الانقسام” معلنا “الوقوف مع أي خيار يؤدي إلى عودة أهلنا في مخيم اليرموك إلى بيوتهم وتحييد المخيم وجميع المخيمات في سورية عن الأزمة الراهنة”.
بدوره أشار راتب شهاب أمين فرع اليرموك للتنظيم الفلسطينى لحزب البعث العربى الاشتراكي في كلمة المخيمات الفلسطينية إلى “استمرار معاناة النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني قبل 67 عاما من التشرد والضياع والحرمان ومحاولة طمس الهوية وتجزئة الشعب الفلسطيني بين داخل وشتات وشمال وجنوب”.
وبين شهاب أن “الأمة العربية تمر في أخطر مرحلة من تاريخها الراهن وتشهد فيها فصولا دموية تنتقل من بلد إلى آخر في سياق مؤامرة كونية تستهدف حاضرها ومستقبلها” داعيا القوى والأحزاب التقدمية إلى “مواجهة الخطر الداهم على امتداد الوطن العربي والتصدي لأدواته العربية والإقليمية”.
وأشار شهاب إلى ممارسات التنظيمات الإرهابية المسلحة في مخيم اليرموك “من قتل وذبح وقطع الرؤوس واغتيالات من أجل إفشال جميع المبادرات التي طرحتها الفصائل الفلسطينية لتحييد المخيمات عما يحدث في سورية” داعيا إلى “عودة القرار الموحد النابع من المخيمات بالتنسيق مع سورية باعتبارها الدولة المضيفة وصاحبة الشأن والسيادة”.
وأعلنت دائرة اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها تلي خلال المهرجان “التمسك بحق العودة باعتباره جوهر البرنامج الوطني الفلسطيني وأن طريق المقاومة الشاملة هو الطريق للعودة ولنيل الحقوق” مؤكدة في بيانها على “مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن حماية ودعم المخيمات وتجنيبها أتون الصراعات القائمة في المنطقة”.
وأكد المشاركون بالمهرجان أن مفتاح العودة لا يزال في إدراج البيوت وأنهم لن يبقوا مهجرين للأبد معتبرين أن أخطر ما يواجهه الشعب الفلسطيني هو الانقسام رافعين شعار “المقاومة طريقنا والقدس عاصمتنا والعودة حقنا”.
وفي تصريح لمراسل سانا أكد عضو القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي سامي قنديل “التصدي لمحاولات طمس الذاكرة الفلسطينية” معتبرا أن “إحياء ذكرى النكبة يأتي في إطار التصدي لهذه المحاولات” منوها بصمود الشعب والقيادة في سورية ضد المؤامرة الكونية التي تشن عليها بسبب موقفها الثابت من القضية الفلسطينية.
من جهته اعتبر سفير دولة فلسطين في دمشق محمود الخالدي في إشارة إلى جرائم التنظيمات الإرهابية المسلحة أن “ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سورية حلقة من مسلسل تآمري على الشعب الفلسطيني” لافتا إلى “محاولة التخلص من وجود الشعب الفلسطيني في سورية من خلال تهجيره وإنهاء دوره كونه يشكل الرافعة الأساسية للحقوق الفلسطينية ومنها حق العودة”.
بدوره اعتبر مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي أن “ما جرى في مخيم اليرموك هو قرار إقليمي إسرائيلي من أجل تهجير الشعب الفلسطيني مرة أخرى إلى المنفى وإسقاط حق العودة” لافتا إلى أن “جرائم قطعان المستوطنين في مخيم اليرموك لن تنسي الشعب الفلسطيني حقوقه وخاصة حق العودة الذي يسلم مفتاحه من الآباء للأبناء”.
وتضمن المهرجان فقرات فنية وفلكلورية تعبر عما تعرض له الشعب الفلسطيني جراء النكبة من توطين وشتات ونكبة وتهجير ونكسة واقتلاع من أرضه وتؤكد على التمسك بحق العودة.
حضر المهرجان ممثلون عن الفصائل والقوى الفلسطينية ومؤسسات الثقافة الاجتماعية وجمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية.
يشار إلى أنه في الخامس عشر من أيار عام 1948 جرى الإعلان عن إنشاء كيان الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة والذي عرف بيوم النكبة بعد أن مهدت العصابات الصهيونية وبمساعدة سلطات الاحتلال البريطاني آنذاك لذلك من خلال طرد وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وحولتهم للاجئين في الدول المجاورة بعد ارتكاب مجازر وحشية راح ضحيتها آلاف الشهداء.