S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أكد خبيران روسيان بالشؤون السياسية أن الحديث عن تفاهمات بين روسيا وامريكا حول مكافحة الإرهاب عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الى سوتشي ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف مبالغ فيه ولا يلغي حقيقة ان الخلافات بين الطرفين ما زالت متجذرة خاصة بخصوص أوكرانيا وسورية التي تواصل الولايات المتحدة التآمر عليها.
وقال كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف من الوهم الاعتقاد بأن التفاهمات ستؤدي إلى القيام بعمليات عاجلة ضد “داعش” وبأن تعاونا روسيا أمريكيا سيكون في هذا المجال مشيرا إلى انه لو رغبت الولايات المتحدة فعليا بمحاربة “داعش” لاستطاعت أن تقوم بذلك على نحو أكثر فعالية وفي وقت أبكر لكنها غير راغبة في ذلك على ما يبدو كما أنها مستمرة في التآمر على الحكومة السورية والسعي لجلب قوى أخرى خاضعة للهيمنة الأمريكية لتحل محلها.
وأعرب دولغوف في حديث لمراسل سانا في موسكو عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لا ترغب في التخلي عن مخططاتها وأن ما تقترحه من تعاون مع روسيا في هذا المجال ليس إلا من قبيل محاولة استغلال موسكو لخدمة مصالحها عن طريق جرها إلى “ائتلاف” واشنطن من أجل استغلال دورها ووزنها في الشرق الأوسط.
بدوره أشار الخبير في الشؤون العربية في الجامعة القومية للبحوث قسطنطين تروييفتسيف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو الى أن روسيا مهتمة بإعادة الاستقرار إلى سورية وموقفها من ذلك ثابت ومبدئي موضحا أن لقاء الوزير الأمريكي مع الرئيس بوتين يعتبر خطوة كبيرة نحو الانفراج العام حيث تحتل الازمة في سورية مكانة مهمة وتأتي في المرتبة الثانية بعد الأزمة الأوكرانية في جدول أعمال التفاهمات الروسية الأمريكية.
واعتبر تروييفتسيف إن الأنباء عن اتفاقات تمت في سوتشي بين لافروف وكيري حول أمور عامة تخص محاربة المجموعات الإرهابية مثل “داعش” و “جبهة النصرة” في سورية مبالغ بها مؤكدا ان الأهم من الإعلان عن تفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة حول مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية هو الالتزام بها من قبل الولايات المتحدة فعليا على الأرض.
