الشريط الإخباري

قصائد مزركشة بحب الوطن ومجبولة بالحس الوطني في أمسية للشاعر باسم غدير

اللاذقية-سانا

الوطن وجيشه وشهداؤه شكلوا روح القصائد التي ألقاها الدكتور والشاعر باسم غدير غدير في أمسيته الشعرية التي أحياها في المدرج الرابع بكلية الاقتصاد بجامعة تشرين وجاءت في جوهرها وظاهرها مزركشة بحب الوطن ومجبولة بالحس الوطني والواقع المعيش وما فيه من آلم الفقد لشهدائنا الذين ضحوا بدمائهم كرمى لعيون الوطن.

ووثق الشاعر في قصائده التي القاها في الأمسية الشعرية والتي جاءت تحت عنوان “تحية إلى الوطن” وعبر معظمها عن الحرب الإرهابية على سورية خلال العديد من اللقطات المهمة والمؤثرة التي مر بها وطننا كما رافقه الشاعر الفنان وسيم جلول عضو نقابة الفنانين بعزف منفرد على العود وموسيقا وأغان وطنية وفيروزيات تحاكي روح القصائد التي ألقيت.

وفي قصيدته الأولى صباح الخير ياوطني تغنى الشاعر بسورية بلاد الشمس وهي قصيدة عمودية مؤلفة من عشرة أبيات حيث قال “وأن الشمس ملعبها وشانئها هو الأبتر .. وأن عيونها شمس وكحل عيونها أخضر”.
في قصيدة “عيدية” والتي قدمها الشاعر لأفراد الجيش العربي السوري وهي قصيدة عمودية مؤلفة من عشرين بيتا كتبها عندما كان يشاهد بعض جنودنا البواسل على إحدى القنوات التلفزيونية في لقاء حي معهم وهم ساهرون الليالي الباردة يحرسون الوطن ونحن الذين نخلد للراحة لأنهم يحرسوننا لننعم بالأمان فكتب لهم:

يا زارعين النوم فينا والرجا .. نحن النيام ومثلكم من يحرس

إن نمت يوما هانئا فبفضلكم ..أو قمت يوما غيركم من يغرس

آملا بأن بلادنا محمية .. وترابها بدمائكم يتقدس

خوذاتكم في الحر ظل لهيبنا .. وعيونكم بالبرد دفئا نلبس

الليل يغفو في بريق سلاحكم .. والصبح من أفواهكم يتنفس.

أما قصيدة “قانا السورية” أيضا فهي قصيدة عمودية تتألف من عشرين بيتا شعريا توصف بدقة شعور إحدى الأمهات التي كانت تنتظر طفلها على المفرق القريب من مدرسة عكرمة ويصف الشاعر فيها كيف ضمت الأم جسد طفلها وبدأت تشمه فتفوح منه رائحة الياسمين وللحظة تصعد روحه كالفراشة نحو السماء تودعه وتمسك حقيبة ظهره تعاين الأقلام والأحلام في تلك الحقيبة وتنذر طفلها قربانا للوطن حيث يقول:

في المفرق المعتاد تنتظر ابنها.. مرهونة بهتافه المترقرق

ماما .. يصيح مرددا إني هنا .. فتطير شوقا كالفراشة ترتقي.

في قصيدة “كرمى لعينك يا حلب” وهي قصيدة عمودية تحكي عن سورية الصغيرة التي يراها الشاعر في حلب وكيف صمدت صمودا مذهلا في وجه المؤامرة الكبرى فما كان من الغازين الا معاقبتها على ذلك الصمود حيث يقول:

اليوم يا حلب العظيمة ساءهم .. كيف الصمود على البلية يكتسب

أخبرتهم قصص ابن حمدان الذي .. هزم الغزاة وعرشهم ردا ضرب

إن حاولوا قتل الكرامة ويحهم .. فدماؤنا كرمى لعينك يا حلب.

وقصيدة أخرى بعنوان “الثلج المزهر” أيضا مهداة لأبطال جيشنا الباسل الذين كان يغمرهم الثلج والزمهرير ولم يمنعهم هذا عن تأدية واجبهم الوطني فكانت هذه القصيدة التي قارن فيها الشاعر بين نقاء الثلج ونقاء قلوب وسريرة أفراد جنودنا البواسل حيث يقول:

الثلج يحمل من بريق دمائهم .. بردا علينا مثقلا بعظاة

فعظاتهم صحف تجدد وحيها.. من بعد أن ختمت بخير هداة

الثلج يكتب بالبياض سطورها.. والماء يعربها بنص سقاة.

وفي قصيدته التي أهداها لأرواح الشهداء بعنوان “وطني على أرواحهم يغفو ويتكئ” وهي قصيدة تفعيلة يصور فيها الشاعر كيف أن أرواح الشهداء شكلت مظلة حملت الوطن وأبقته صامدا حيث يقول:

مشوارنا في عتمتة البرد .. وفي صبح رفيق..

في زحمة الموتى ..إلى مجد يقارب عشقنا.

أما قصيدة “رسائل عاشقين يترجمها الوطن” وهي قصيدة نثرية مستوحاة من قصص الصبايا اللواتي ينتظرن أحبائهن في الجيش وهن لا يمللن ولايسأمن من الانتظار فالصبايا يحرسن الحب بينما يحرس الجنود حدود الوطن فيقول:

عيناها أرجوحة العيد المنتظرة ..وهو البعيد عن العيد ثمة مايمنع العودة .. وثمة مايؤجل العيد .. تعرف بأنه يحرس بلهفة .. كل تفاصيلهما معا”.

وفي قصيدة من ديوانه البكر “جلنار ..عندما يضحك الربيع” الذي صدر في عام 1996 اختار الشاعر قصيدة كتبها لقريته “الياغنصة” التي يحبها حيث وثق فيها الكثير من العادات والتقاليد الجميلة ومنها الأعراس إذ يقول:

وأذكر عرس ضيعتنا .. فما أحلى مزاياه

يجيء الركب مبتهجا .. وبالبخور نلقاه

نترجم حسنا فرحا .. وننسج لحن مبداه

فمن رقص ومن دبك ومن أوف غزلناه.

يذكر أن الشاعر باسم غديد غدير دكتور في كلية الاقتصاد وصدرت له العديد من المجموعات الشعرية مثل “جلنار عندما يضحك الربيع-تجليات في موسم العشق-عيناك ماذا يخبر الوقت-ذاكرة المطر.

بشرى سليمان