دمشق-سانا
تتضمن مجموعة الشاعرة غادة البدوي “إلى أن” خيالات واسعة بمعانيها ومواضيعها ودلالاتها وانزياحاتها التي تمتد بقوة العزيمة والعاطفة والصوت الشعري الموهوب.
وتعبر الشاعرة البدوي عن كثير من المآسي التي يعيشها الإنسان خلال استخدامها لأدواتها الشعرية والاستعارات والتشبيهات انعكاساً لصدق العاطفة الوجدانية، فقالت متقمصة وجع الجميع:
وأنا التي شاخت مباهج قلبها
فكأنها فزاعة تلهو بها الأيام
وبرغم كل الأسى الذي يجتمع في دواخلها تبقى كرامتها سامية وحزنها في أعماقها، مستخدمة لشعرها الروي المناسب الذي دفعها لتختم قصيدتها غربة بحرف الميم المناسب لموسيقا البحر الطويل ونغمته المتناسقة مع حركة العاطفة والموضوع، فتقول:
غريباً يجوب القلب وهو يتيم
يعاني وروحي في الوجود تهيم
وإني لأعلو فوق غيم وأنجم
مراراً ودمعي في العيون مقيم
وفي نصوصها يبدو الحب حالة راقية لكن لا وقت له فالصعوبات تجعلها ترى الشقاء أكثر حضوراً وقوة، فقالت في قصيدتها همسات:
واهماً قلبي تعلق…
بتهاويم
وحلق راح يعلو مثل طير… شق آفاقاً وصفق
فأنا والليل بتنا… مثل شطآن وزورق
وتحب حماة كرمز بهي للوطن فتجمع في نصها الذي كتبته على تفعيلة البحر الوافر ليتلاءم مع الرقة وعذوبة الحركة الموسيقية، فقالت:
أحبك يا حماة كحب قيس
لليلى لا أمل ولا أتوب
ويثملني هواك أتيه عشقا
وما عشقي لمن أهوى غريب
وعن الشاعرة ومجموعتها، قال في مقدمته الشاعر جميل داري يتميز شعرها بالبلاغة والصور المبتكرة والأفكار الفلسفية والعواطف الجياشة والبلاغة وتجمع بين الأصالة والحداثة.
وقالت مديرة دار ليندا للطباعة النشر والتوزيع التي أشرفت على طباعة المجموعة الشاعرة ليندا عبد الباقي: “إن مؤلفة المجموعة الشاعرة البدوي من أهم شاعرات الوقت الراهن لكنها لم تأخذ حقها، وهي تكتب الشعر الذي يتميز بكل المقومات”.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency