الشريط الإخباري

نور حماد.. تجربة متميزة في مجال الدعم النفسي لأبناء الشهداء

حمص-سانا

تمثل الشابة نور حماد المتطوعة في فريقي سوا وشموع سورية نموذجا مشعا لشابات سورية اللواتي انخرطن في العمل الأهلي بدافع من أحساسهم العالي بالمسؤولية تجاه ما يتعرض له الوطن من حرب إرهابية همجية تستهدف مقدراته البشرية والمادية حيث سعت الشابة منذ انطلاق الأحداث الراهنة في بلدها إلى وضع نفسها في خدمة الشأن العام ولاسيما فيما يتصل بتقديم الدعم النفسي والتخفيف من الآثار السلبية للأزمة الحالية معتمدة في اختيارها على تخصصها الأكاديمي في الإرشاد النفسي حيث خصت الوقت الأكبر للأطفال وأبناء الشهداء والمخطوفين ساعية إلى دعمهم تعليميا وترفيهيا ومعنويا.

وحول قصتها التطوعية تحدثت حماد إلى نشرة سانا الشبابية موضحة أن البداية كانت من خلال فريق شموع سورية التطوعي حيث كان الهم الأكبر هو مساعدة الأطفال المتضررين جراء الأزمة فكانت تصرف الوقت والجهد استماعا إلى قصص أطفال يروون على مدار الساعة أحاديث عما عانوه خلال الحرب الأرهابية على سورية وهو ما سبب لها الكثير من الوجع لرؤية هذه البراعم الصغيرة تتألم وتعاني من جروح عميقة.

وأضافت “كان لا بد لي و لمن حولي من الانتقال بهؤلاء الأطفال إلى مساحة أخرى بعد تضميد جراحهم و السهر طويلا على دعمهم و تأهيلهم من الناحية النفسية وبالفعل بدأت هذه اللالئ الصغيرة تغادر قصص القتل والتهجير والخوف القابع في النفوس إلى مكان آخر تتحدث فيه عن النصر القريب الذي سينهي قصة الوطن الحزينة ويعيد بناء البلد وأمنها و استقرارها فكان هذا تحولا كبيرا في حياة أطفال افتتحوا حياتهم بصور مرعبة طبعها الإرهابيون القتلة في مخيلتهم”.

أكثر من ذلك كان لا بد من مساعدة هؤلاء الأطفال على تجسيد أحلامهم و التعبير عنها بشكل من الأشكال كما ذكرت فما كان منها إلا أن بدأت بتحفيزهم على الرسم لتصوير أفكارهم و صياغتها على نحو مادي ما وبالفعل أفلح الأطفال بنقل أفكارهم بشكل ملون ومشرق ما أكد عودة الأمل والتفاؤل إلى نفوسهم المتعبة.

وقالت كنت أعمل مع الفريق على مساعدة الطفل ليتحدث عن نفسه وما يجول في خاطره ومن ثم بدأت اسعى ليكون هذا السرد أقرب إلى ما هو أدبي من حيث اللغة والخيال وبهذا بدأ الأطفال يحولون قصصهم المؤلمة إلى نثريات وصور أقرب إلى الفنون والأدب وربما يكون الارتياح الذي شعروا به في مراحل لاحقة هو ما ولد الاحساس بالثقة والطمأنينة من جديد ودفعهم إلى تمني مرور الوقت بسرعة ليكبروا فينضمون إلى فريقنا التطوعي ويباشرون بمساعدة الأخرين.

وذكرت حماد أن بدايتها هي وفريقها شموع سورية كانت من خلال إمكانات ومعارف بسيطة عمل الجميع جاهدا على تطويرها من خلال الخضوع لعدة دورات لتنمية مهارات الدعم النفسي والعمل مع الأطفال مع عدة جهات متخصصة مضيفة أنه نظرا لنجاح هذه التجربة مع أبناء الشهداء والمخطوفين تم العمل على توسيع النشاطات عبر التوجه إلى شريحة الأطفال في المدارس وهي الغاية التي أسس فريق سوا لأجلها فكانت أحد مؤسسيه.

وأوضحت أنها قدمت لفريق سوا المبادرة الأولى في شهر شباط 2014 والتي حملت عنوان الطفولة أمانتنا وكانت تعتمد على مقررات الرسم والرياضة والموسيقا في مدارس التعليم الأساسي الحلقة الاولى لتقديم الدعم النفسي للأطفال ونالت هذه المبادرة موافقات العمل الرسمية من المديريات والدوائر المتخصصة والمعنية في محافظة حمص وتم تطبيقها في مدرسة عبد الفتاح نشيواتي وبعد انتهاء تطبيق المبادرة ومناقشة نتائجها مع المسؤولين المتخصصين تم التوسع بنشاطات الفريق وتقديم مبادرات أكثر احترافية ودقة في أهدافها من قبل الأعضاء المتخصصين في هذه المجالات.

واختتمت حديثها بالقول أحلم كأي متطوع بزيادة إمكانات فريقي لنكون أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا وتقديم خدماتنا لشرائح أكبر من الأطفال وأهاليهم حيث آمل أن نتمكن في وقت ما من النهوض بمركز تدريبي ودورات وورشات عمل مع خبراء متخصصين في هذا المجال لتوسيع معارفنا وإمكانياتنا وبالتالي تقديم خدمة أجود وأبعد تأثيرا بالنسبة للأطفال.

هنادي ديوب