اللاذقية-سانا
تواصل جمعية جنى الخيرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة مهنيا أنشطتها الهادفة لتأمين دعم مادي ومعنوي لهذه الشريحة ودمجهم بالمجتمع المحلي عبر توظيف طاقاتهم مهنيا بالشكل الصحيح وتخفيف العبء عن ذويهم.
ومنذ اشهارها عام 2012 اطلقت الجمعية مشاريع إنتاجية متنوعة منها مشروع لإنتاج المنظفات بالتعاون مع أحد التجار الذي أمن المواد الأولية وقدم اسم المنتج وساهم بصناعته 19 عاملا وعاملة من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تنوع ما بين الصابون وسائل الجلي والمعقمات وغيرها من المواد المصنعة وبفضل هذا المشروع استطاعوا أن يحصلوا على وظائف ثابتة ضمن شركات ومؤسسات تعمل في المجال نفسه.
وتركز الجمعية حسب رئيستها غادة الحايك على نقاط القوة الموجودة لدى هؤلاء الأشخاص الذين تتنوع إعاقتهم ما بين مرضى الأعصاب والإعاقات السمعية والذهنية والتخلف العقلي وضعف البصر بالإضافة إلى الإعاقات الحركية ومتلازمة الداون.
وتشير إلى أن نجاح مشروع المنظفات كان حافزا لاطلاق مشروع الجمعية الثاني المتخصص بتعبئة الحبوب وتغليفها ولاسيما الأرز والسكر والذي يعد نقلة نوعية للجمعية على اعتبار أنها تولت إدارة جميع الأمور من التمويل وشراء المادة الأولية إلى اختيار اسم أبو عبادة للمنتج وتأمين آلات التلحيم والتختيم الحراري وصولا إلى تسويقه في السوق بحيث يغطي جميع المحافظة.
وتعتبر رئيسة الجمعية أن هذه المنتجات مطابقة تماما للمواصفات القياسية السورية وتعبأ من أفضل أنواع الأرز والسكر.
وأشارت الحايك إلى أن الجمعية تعمل على توظيف المنضمين من ذوي الاحتياجات ضمن كوادرها ومنحهم رواتب شهرية وقالت “نعمل على فرز العمال كل حسب إعاقته فأصحاب الإعاقات الحركية تولوا أمر اللصاقات إضافة للتعبئة أما الذهنية منها فتولوا أمر الأعمال التي تحتاج مجهودا عضليا ليتولى أصحاب متلازمة الداون مسألة تعبئة المنتج يدويا”.
وأشارت إلى وجود مشرفين متخصصين يراقبون طريقة العمل وتدريب المنضمين من ذوي الاحتياجات الخاصة على تجاوز صعوباته موضحة أن الجمعية تقبل أي حالة إعاقة شرط ألا تكون متقدمة في الشدة وان المشروع القادم سيتوجه لأطفال التوحد لتأهيلهم مهنيا بعد تشخيص حالتهم وقياسها من خلال مشرف علمي متخصص وبمساعدة متطوعي الجمعية الذين يقدمون أقصى ما لديهم لتسيير العمل في جميع المشاريع.
من جهته قال محمد كوسا مدير الإنتاج في الجمعية أن مشروع تعبئة الحبوب الذي انطلق نهاية العام الماضي ما زال مستمرا وحقق حتى الآن 35 بالمئة من خطة التنفيذ الخاصة به معتبرا أنه من المشاريع التي ستستمر لفترة طويلة حتى وان اطلقت الجمعية مشاريع لاحقة.
ويتابع نحاول توزيع منتجاتنا ضمن المحافظات والمدن القريبة كبانياس وطرطوس وريفيهما وقطعنا اشواطا في التسويق لمنتجاتنا التي يزداد الطلب عليها معربا عن أمله بتوسيع المشروع وتوفير فرص عمل أكبر لهذه الشريحة من المجتمع داعيا الجهات المعنية لدعم مشروعهم من خلال شراء المنتجات وتأمين باص لنقل العمال إلى مقر الجمعية ما يتيح الفرصة لاستقطاب عدد أكبر من هذه الشريحة ومن مناطق أبعد.
وأكد كوسا أن الجمعية وضعت خطة استراتيجية بعيدة المدى تقوم على تأسيس مشروع للتأهيل المهني يضم جانبا خدميا يفسح المجال لجميع الجهات الفاعلة في هذا المجال لوضع خبراتها اللازمة لتأهيل أكبر عدد ممكن من ذوي الاحتياجات الخاصة مع تأمين مساكن لهم لضمان مستقبلهم في حال وفاة ذويهم منوها إلى أن توفير الاستقرار النفسي للعاملين ضمن مشاريع الجمعية يعتبر أولوية لكوادرها كما أن هذه المشاريع اتاحت الفرصة لإبراز عدد من مواهب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أثبتوا جدارتهم العلمية والعملية على أكمل وجه.
ياسمين كروم