موسكو-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة تطبيق القوانين الدولية فيما يتعلق بجميع النزاعات الدولية ورفض المعايير المزدوجة فيها.
وخلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في موسكو أوضح بوتين أن “لدى روسيا وألمانيا وجهات نظر مختلفة تجاه الوضع في أوكرانيا لكن الجانبين يتوافقان على الحل السلمي”.
ودعا الرئيس بوتين إلى وجوب التطبيق التام لاتفاقية “مينسك” والحوار المباشر بين كييف ودونيتسك ولوغانسك لتسوية الأوضاع في أوكرانيا بشكل دائم لافتا إلى وجود تقدم في عملية مينسك رغم المعوقات وبدء هدنة في المناطق الجنوبية الشرقية.
وأكد بوتين أن روسيا ستبذل كل ما بوسعها لتكون نتائج اجتماعات مجموعة العمل المنبثقة عن اجتماع رباعية النورماندي التي انطلقت في السادس من أيار الجاري لتسوية الأزمة في أوكرانيا إيجابية معتبرا أن نجاح هذه المحادثات يعتمد على الأشخاص الذين يملكون الصلاحيات.
من جهتها أكدت المستشارة الألمانية أن بلادها تتعاون مع روسيا لحل الأزمة الأوكرانية وملفات دولية عدة ولا سيما الأزمة في سورية والملف النووي الإيراني وقالت “أريد أن أؤكد بأننا نعمل مع روسيا وليس ضدها”.
واعتبرت ميركل أن ما حصل في أوكرانيا أحدث ضررا كبيرا بالعلاقات بين روسيا وألمانيا وأن ذلك يعد خطرا على النظام الحالي السائد في العالم.
وشددت ميركل على ضرورة تطبيق اتفاقية مينسك كأساس للتسوية السلمية في أوكرانيا مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية وقالت “علينا بذل كل الجهود من أجل إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة”.
وشكلت الأزمة الأوكرانية في الآونة الأخيرة محور مباحثات بوتين وميركل المباشرة منها وغير المباشرة إذ تحادثا حول هذه المسألة خلال عام 2014 أربع مرات وجها لوجه و34 مرة هاتفيا فيما شهد العام 2015 حتى الآن لقاءين بينهما و16 اتصالا هاتفيا.
وبالنسبة لتقييم زيارة المستشارة الألمانية إلى موسكو هذه الأيام في الوقت الذي لم تحضر فيه دول أخرى احتفالات روسيا بالنصر على النازية قال بوتين “بلادنا لم تحارب ضد ألمانيا وإنما ضد النازية.. وألمانيا كانت الضحية الأولى للنازية والفاشية” لافتا إلى أنه من الطبيعي أن تأتي المستشارة الألمانية إلى موسكو بهذا الهدف غير أن قادة الدول الأخرى في الحلف المعادي لألمانيا النازية أعاروا اهتماما لمسألة البنية السياسية الحالية أكثر من القيمة المبدئية للحفاظ على السلام والأمن في العالم.
بدورها بينت ميركل أنها حضرت إلى روسيا من اجل الاحتفال بعيد النصر ووضعت إكليلا قرب قبر الجندي المجهول متذكرة ملايين الضحايا وما أسفرت عنه تصرفات سياسة ألمانيا النازية.. وقالت “لن ننسى كم من المصاعب تعرض لها الشعب الروسي وكيف كانت هذه الحرب عنصرية وأن السياسة النازية كانت بربرية ودمرت الكثير من المدن”.
يذكر أن الولايات المتحدة مارست ضغوطا على قادة الدول الأوروبية لمنعهم من المشاركة في احتفالات عيد النصر على النازية التي جرت في موسكو أمس غير أن المستشارة الألمانية قررت زيارة العاصمة الروسية في اليوم التالي لهذه الذكرى مباشرة.