كشف رئيس وزراء حكومة أردوغان أحمد داوود أوغلو، والملقب في تركيا بـ»المخادع والكاذب» أن حملة الأكاذيب والإشاعات ضد سورية تدار من غرفة قذرة في الأراضي التركية، حيث مرر أوغلو أمس في تصريح له عقب زيارته إلى منطقتي بيغول ولاريغ التركيتين منتجا من أخبارها وإشاعاتها الكاذبة والمفبركة عن القيادة السورية، سرعان ما أخذ مكانه الأول في بعض وسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري.
فحكومة أردوغان التي فشلت في استثمار ما حصل في إدلب وجسر الشغور سياسياً، ووصولها إلى الحائط المسدود مع المتحالفين معها من مشيخات النفط، تحاول اخذ ما عجزت عن إنجازه بالإرهاب والعدوان بوسائل الدعاية القذرة، والإشاعات التي تستهدف معنويات المواطن السوري بعد أن أخفقت في النيل من معنويات الجيش العربي السوري.
وانطلاقا من ذلك، تعمل أجهزة الدعاية التركية القذرة على مراقبة نشاط الدولة السورية، واستغلال أي ثغرة لبث سمومها إلى الشعب السوري، فتارة تفبرك أخباراً كاذبة عن أداء المؤسسات والوزارات الحكومية، وأحياناً تنتقل إلى رأس الدولة لتوليف إشاعات لا أساس لها من الصحة، معتمدة في ترويج هذه الإشاعات والأكاذيب على وسائل إعلام العدو الإسرائيلي، ومشيخات النفط وبعض وسائل الإعلام التركية الناطقة بالعربية، والتي تموّل من أموال النفط القذرة، وتجارة السلاح مع الإرهابيين.
و ما تبثه الغرفة القذرة من شائعات وأكاذيب، يعتمد في غالب الأحيان على قاعدة الدعاية النازية، وهذا ليس مستغربا على الإطلاق من الحكومة التركية التي لديها تاريخ حافل بارتكاب المجازر وتزوير التاريخ، ودائما تطور أدوات إجرامها، حيث وجدت هذه الأيام في التنظيمات الإرهابية وسيلة ناجعة للحفاظ على التاريخ الإجرامي لأسلاف اردوغان بحق مكونات المنطقة.
في الأسبوعين الماضيين ركزت غرفة الدعاية والإشاعات التركية ضد سورية على تكرار أخبار ذات طبيعة محلية صرفة، رمت من خلالها إلى بث الخوف، وزعزعة الثقة بالمستقبل لدى المواطن السوري، وحاولت التشكيك بعمل بعض المؤسسات، وتناولت نشاط البعض منها بتفصيل مفبرك لا يمت إلى الواقع بصلة، معتمدة بعض الأحيان في بث سمومها على مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع الكترونية مجهولة الهوية، تشكل مصدرا تتكئ عليه وسائل إعلام أخرى مشتركة في سفك الدم السوري حيث تقوم باعادة بث هذه الاكاذيب كما تفعل بعض المحطات والصحف السعودية واللبنانية.
على ما يبدو أن غرفة الدعاية والإشاعات الكاذبة ضد سورية التي كشف عنها أوغلو تعتمد على خبراء في نشر الأكاذيب، ولكن ذلك لا يعني إطلاقا أنها تحقق مرادها في الوسط الشعبي السوري ، فللوهلة الأولى يفاجأ المواطن السوري بهذه الأخبار، وتشكل عاملا مزعجا من الناحية النفسية له، ولكن ذلك لا يستمر طويلا فالمواطن السوري عالم بما تتعرض له بلاده من عدوان متعدد الجوانب ، وواجه في بداية الازمة مثل على هذه الإشاعات عندما حاولت قنوات فضائية مثل «الجزيرة والعربية» اسقاط الدولة السورية بالدعاية الاعلامية كما فعلت في تونس ومصر واليمن .
إن وعي المواطن السوري وحده لا يكفي لدحض حملة الإشاعات والأكاذيب المثارة حول الدولة السورية ونشاطها المتنوع، والمطلوب من جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الإعلام رصد هذه الإشاعات، والعمل على تفنيدها بأسرع وقت ممكن عبر بث الحقائق التي تشكل الوسيلة الأنجع لمواجهة الشائعات بسرعة.
حتى اليوم لم تتوقف أجهزة الدعاية المشتركة في الحرب الإعلامية على سورية عن بث سمومها نحو سورية وشعبها ، والشيء اللافت هو تحول وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أداة فيها، ومصدر للأخبار الكاذبة، الأمر الذي يعد عاملاً مساعداً لدحض هذه الشائعات وتجنيب المواطن السوري التبعات المختلفة لها وخاصة النفسية والمعنوية .
صحيفة الثورة