الشريط الإخباري

ساعة حمص القديمة تدق من جديد ونسب انجاز خدمات البنى الأساسية 60 بالمئة

حمص-سانا

في الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم غد ستدق ساعة حمص في المدينة معلنة طي صفحة من الدمار والخراب وعودة الحياة بكل معانيها إلى أحياء المدينة ودعوة لجميع أهلها ليرجعوا ويواصلوا مع من عادوا حملات إعادة التأهيل التي حققت حتى اليوم نسبة 60 بالمئة.

وعلى وقع أجراس الساعة تودع حمص القديمة عامها الأول بعد عودة الأمن والاستقرار إلى أحيائها ومعه معاناة وحزن ودمار خلفه الإرهابيون قبل خروجهم منها ويحتفل الأهالي بالحياة التي استحقوها بصمودهم وشجاعتهم ووقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في تصديه للإرهاب.

وتتجاوز اليوم نسبة عودة المهجرين للمدينة القديمة 20 بالمئة وانجاز الخدمات في مجال الكهرباء والمياه 60 بالمئة فيما وصلت نسبة إنجاز الصرف الصحي إلى مئة بالمئة حسب محافظ حمص طلال البرازي الذي يرى أن تحقيق هذه النسب يأتي “بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها المؤسسات العامة والشركات من أجل تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين العائدين والظروف المناسبة لعودة الباقين”.

ويضيف البرازي في تصريح لـ سانا أن حمص القديمة شهدت مع بداية العام الدراسي الحالي عودة 5 مدارس وتتم الآن صيانة 4 أخرى لتعود إلى العمل مع بداية العام الدراسي القادم مشيرا إلى أن يوم الأحد القادم سيشهد عودة أجراس ساعة حمص للعمل من جديد “وهو أمر له رمزية كبيرة من حيث إعلان نبض الحياة منها”.

ويكشف البرازي أنه و”خلال الفترة القصيرة القادمة ستشهد حمص خطوة مهمة على طريق الحل السلمي وعودة الأمان بشكل كامل لكل أحياء المدينة مع التقدم الكبير بمجال عودة الأمان لحي الوعر والوصول إلى عتبة اتفاق سيفضي إلى حل سلمي يعيد الأمان للحي” ما سينعكس ايجابا على حمص ريفا ومدينة.

وقال محافظ حمص “سورية اليوم تنتفض من جديد عبر محافظة حمص وأبناء المدينة القديمة الذين عادوا وأعادوا لمدينتهم ألقها ونورها وأعطوا مثالا عن انتصار إرادة الحياة مهما كبرت المحن”.

بدوره أوضح رئيس مجلس مدينة حمص المهندس ناظم طيارة أنه ومنذ خروج الإرهابيين من مدينة حمص القديمة سارعت الكوادر العاملة في مجلس المدينة إلى فتح الشوارع الرئيسية وإزالة الانقاض منها بهدف عودة الحياة إليها إضافة لتأهيل المجمع الحكومي لعودة الدوائر الرسمية حيث تمت إزالة 300 ألف متر مكعب من الانقاض.

ويبين طيارة “أن أولوية إزالة الانقاض من الشوارع التي يود الأهالي العودة إليها” حيث تم حاليا التعاقد مع خمس شركات من القطاع العام لإزالة 125 ألف متر مكعب من الانقاض معربا عن تقديره لتضحيات أبطال الجيش العربي السوري الذين اعادوا الأمن للمدينة وبفضلهم عادت الحركة إلى الأسواق وعادت معظم الدوائر الحكومية إلى مقراتها الأساسية كمديريات البريد والمالية والآثار والمصرف المركزي.

وفيما يخص خدمات المياه يذكر مدير مؤسسة المياه بحمص المهندس حسن حميدان أن الإرهابيين ألحقوا أضرارا كبيرة بخطوط الشبكة الرئيسية نتيجة لاستخدامها كأنفاق للعبور أو تخزين الأسلحة والاختباء وتركزت الأضرار في أحياء باب هود و جورة الشياح وبستان الديوان وباب تدمر وحي الورشة وضهر المغارة وباب السباع والعدوية وسوق الهال وحي الناعورة.

ويشير إلى أن ورشات الصيانة التابعة للمؤسسة سارعت لإصلاح خطوط الشبكة الرئيسية بالكامل حيث بلغ عدد خطوط الشبكة الرئيسية التي تمت صيانتها نحو 125 خطا بأقطار مختلفة من 700 مم وحتى قطر 2 إنش بكلفة تقريبية بلغت نحو 5ر12 مليون ليرة سورية.

ويضيف حميدان أن المؤسسة عالجت أيضا أكثر من 80 بالمئة من فروع المشتركين في الأحياء المذكورة عبر وضع سدات على هذه الفروع وتمت إعادة الاشتراك وتسوية وضع جميع المشتركين الذين عادوا إلى منازلهم ضمن تلك الأحياء.

وبالنسبة لخدمات الكهرباء يذكر مدير الشركة العامة لكهرباء حمص المهندس مصلح الحسن أنه تم تجهيز خمسة وثلاثين مركز تحويل موزعا في كل من باب السباع والحميدية وبستان الديوان وباب هود والدبلان وسوق الناعورة وجميعها تغطي أكثر من 99 بالمئة من القاطنين في هذه الأحياء.

وفيما يتعلق بشبكات التوتر المنخفض يشير إلى أن الورشات قامت بتأمين التغذية الكهربائية إلى 70 بالمئة من أحياء الحميدية بستان الديوان باب السباع الدبلان وأكثر من 99 بالمئة من المواطنين العائدين لمنازلهم وفق الطلبات التي تقدموا بها إضافة لتأمين التيار الكهربائي إلى جميع الدوائر الحكومية في مركز المدينة ومازالت الورشات تعمل على تأمين التيار الكهربائي للمواطنين المراجعين للشركة.

كما استبدلت ورشات الصيانة حسب الحسن 870 عدادا وتركيب 330 حافظة مع تكليف ورشة عمل بتخديم المشتركين “مباشرة دون الرجوع” للشركة واستقبال الطلبات المقدمة ومعالجتها وتركيب العدادات و التابلوهات والتفريعات اللازمة لتغذية المشتركين.

ويكشف مدير الكهرباء أن القيمة التقديرية للأضرار في حمص القديمة دون الأجور 25ر6145 مليون ليرة مشيرا إلى أبرز صعوبات العمل ومنها “تعرض الكثير من الشبكات للتعدي والسرقة من قبل ضعاف النفوس” وحجم العمل الكبير نظرا للأضرار البالغة.

وبخصوص خدمات الاتصالات يشير مدير فرع الشركة السورية للاتصالات بحمص المهندس كنعان جودا إلى أن الشركة تمكنت من إيصال خدمة الهاتف إلى90 بالمئة من الأهالي الذين عادوا إلى المدينة القديمة عن طريق تمديد خطوط وكوابل جديدة مبينا أن الشركة تقوم بتأمين الخدمة لجميع العائدين إلى المدينة القديمة بناء على طلبهم وبالسرعة القصوى فيما تقتصر الخدمة على المناطق المأهولة بالسكان أما المناطق الأخرى كجورة الشياح وغيرها “فلا يوجد إمكانية لوضع كوابل فيها دون الاستفادة منها”.

وعن خدمات الصرف الصحي يلفت مدير الشركة العامة للصرف الصحي بحمص المهندس سهيل ديب إلى جاهزية الورشات الفنية منذ الساعات الأولى لإعادة الأمن والاستقرار إلى حمص والقيام بالكشف على الشبكات الرئيسية للصرف الصحي بالمدينة القديمة واحيائها حيث تواصل الورشات عملها بصيانة وتأهيل كامل الخطوط الرئيسية وآخرها الخط الرئيسي في حي وادي السايح وبلغت أطوال الخطوط التي تم تأهيلها نحو450 كم من أصل نحو1400 كم.
ويؤكد استمرارية عمل الورشات بالشركة على مدار الساعة وفي أيام العطل حيث تم تأمين كل المواد الأولية اللازمة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في الوزارة والمحافظة متوقعا دعم بعض المنظمات الدولية بخصوص الخطوط التي تعمل تحت الضغط نتيجة نزوح السكان الى حي دون آخر وبكثافة ما شكل ضغطا على الشبكة في نقاط دون أخرى حيث سيتم استبدال بعض الخطوط الرئيسية لعدد من الأحياء المكتظة.

وحول النشاط التجاري في المدينة يقول رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة بحمص عبد الناصر شيخ فتوح “تم ترميم مقر الغرفة من جديد وخلال شهرين أقلعت بالعمل وباشرت نشاطها التجاري واستعادت دورها بلم شمل التجار والدفاع عن مصالحهم وتمثيلهم وإيصال صوتهم للمسؤولين” مشيرا إلى عودة 3 آلاف تاجر خلال الفترة الماضية.

ويكشف شيخ فتوح عن “نية غرفة التجارة بالتعاون مع عدد من الفعاليات تنظيم شهر للتسوق في الوسط التجاري بحمص القديمة خلال شهر رمضان المبارك “بهدف إيصال البضائع من المنتج إلى المستهلك بأسعار رخيصة وتشجيع حركة التسوق وإعادة الحياة للوسط التجاري ومساعدة الحرفيين وأصحاب المهن الصغيرة والمتوسطة على ممارسة عملهم مؤقتا حتى تعود عجلة الاقتصاد في المدينة إلى الدوران من جديد.

وكانت مدينة حمص القديمة أعلنت في التاسع من أيار عام 2014 آمنة وخالية تماما من التنظيمات الإرهابية بفضل تضحيات وبطولات بواسل الجيش العربي السوري لتباشر بعدها الجهات المعنية أعمال إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنى التحتية.

انظر ايضاً

إدارة الهجرة والجوازات تعلن عن بدء عودة الخدمة للعمل، وبدء إصدار الجوازات، واستكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الطباعة وإعادة جدولتها ضمن مواعيد جديدة