الشريط الإخباري

لأرواحكم السلام: احتفالية فنية منوعة بمناسبة عيد الشهداء باللاذقية

اللاذقية-سانا

شعر وغناء وعزف وتمثيل مسرحي كانت أبرز محطات الأمسية الفنية “لأرواحكم السلام” المهداة لأروح شهداء سورية في عيدهم التي أقامتها مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة واستمرت لمدة ساعة من الزمن على خشبة المسرح القومي باللاذقية.

2

وأكد الدكتور محمد بصل مدير المسرح القومي في اللاذقية في حديثه لنشرة سانا الثقافية أن الاحتفاء بالشهداء ليس بالأمر الجديد على السوريين فهم عرفوا أكثر من غيرهم قيمة الشهادة والشهداء فسورية بموقعها الجغرافي ومخزونها الحضاري كانت دائما ساحة لصراع المستعمرين فقدمت تضحيات كثيرة دفاعا عن تراثها الإنساني.

وأضاف لسنا هنا بصدد الحديث عن المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري عبر التاريخ اذ يكفي ان نرى ما يحدث اليوم على الأرض السورية لنقدر التضحيات التي يقدمها جنودنا البواسل في ساحات الوغى ومن الطبيعي أن يكون للأدب والفن دور في تجسيد قيم البطولة والفداء مبينا أن المسرح القومي في اللاذقية يواكب الأحداث ويوثقها ويسخر جميع امكاناته في سبيل خلق وعي جماهيري عام مستوحى من المبادئ والمثل التي نتمسك بها فللشهيد علينا حق يتمثل في تذكره واستحضار بطولاته التي ستكتب مستقبل سورية المجيد.

3

هي تحية وفاء وولاء لشهداء سورية يقول سلمان شريبا معد الأمسية موضحا أن كل مواطن سوري يناضل على طريقته الخاصة فالجندي يقاتل باستخدام بندقيته والفنان يدافع باللحن والأغنية والقلم لذلك حاولت أسرة المسرح القومي أن تقوم بواجبها تجاه الشهداء الأبرار من خلال تقديم موزاييك ثقافي فني يجسد كل معاني التقدير والاحترام لمعنى الشهادة فكل المشاركات كتبت ووضعت محاورها خصيصا لهذه الاحتفالية ليقول القائمون عليها أن سورية هي الملاذ الوحيد لجميع السوريين المنتصرين بدماء شهدائهم.

بداية الأمسية كانت مع الشاعر جبران البب الذي قدم ست قصائد من وحي المناسبة كتبها باللهجة المحكية وتحدث فيها عن الشهيد والوطن والشعب السوري العظيم والمؤامرة التي يتصدى لها دون كلل أو ملل حيث اتسمت قصائده بصغر حجمها وابتعادها عن الإسهاب لأنه يجد هذا النمط اقرب للمتلقي نظرا لاعتماده على التكثيف في طرح الأفكار.

4

بدوره أطرب العازف سمير الطرب الحاضرين بفقرة عزف منفرد على آلة الاكورديون لأغنيات وطنية منها “موطني-سورية يا حبيبتي-أنا سوري وأرضي عربية” التي عزفها بنمط كلاسيكي اعتاد عليه الحضور في تقديم هذه الأغاني مع تعمده إدخال توزيع حديث في الأكورديون التي تعطي رونقا جميلا لهذه الأغاني الوطنية المحببة.

ويقول سمير أحب عزف هذه الأغنيات بشكل دائم في المناسبات الوطنية وأردت من خلال ظهوري في هذه الأمسية أن أثبت حضور آلة الأكورديون القادرة على جذب المهتمين بها مع إضفائي لمسات حداثوية أظهرت بها رؤيتي الفنية الخاصة.

وكان لفرقة صوت القصب المؤلفة من مجموعة عازفين لآلات الأورغ والكمان والغيتار والمزهر حضورا لافتا في الأمسية وقال العازف زياد بسمة إن اسم الفرقة مستوحى من أغنية مثل القصب التي اشتهر بها المغني سامر أحمد حيث عزفت الفرقة أربع أغنيات لكل من الفنانة سوزان تامر.

والفنان سامر أحمد تحدث عن مشاركته قائلا نريد إيصال إحساسنا وموقفنا من هذه الحرب الكونية بتأييد جيشنا ووطننا الصامد لذلك عملنا على تقديم أغنية تهون يا وطني تهون من ألحاني وكلمات الشاعر فاضل حسون وتقصدت أن أجدد بلحن الأغنية الوطنية من ناحية المقام والإيقاع فقدمتها بمقام النهاوند والإيقاع الطربي الشعبي كما قدمت أغنية “سورية اسمك فوق” من كلمات وألحان عصام الخطيب والتي نالت المركز الأول بمهرجان الأغنية الوطنية الشبابية الأول في العام الماضي.

5

ختام الأمسية كان مع فرقة إليسار المسرحية التي صمم مديرها نضال عديرة فقرة خاصة بعيد الشهداء تعرض لأول مرة أمام الجمهور.

وتدور أحداثها في مقبرة الشهداء حيث استعان بفيلم تسجيلي وثائقي يروي حكايا الشهداء منذ الاحتلال العثماني وصولا للهجمة الاستعمارية التي نعيشها الآن.

ويقول المخرج عديرة نتناول موضوع الشهيد بأسلوب متقن نظرا لحساسيته في هذه الفترة فاعتمدنا على طرح حوارية بين فتاتين الأولى منهما استشهد جدها في القتال مع العدو الإسرائيلي في حرب تشرين التحريرية بينما والدها استشهد في حلب خلال الأزمة في محاولة لخلق مقاربة بين العدوين اللذين تتشابه نواياهما بتدمير سورية لكن مصيرهما سيكون واحدا وسيكلل السوريون تضحياتهم بالنصر فالاحتفال بعيد الشهداء لهذا العام كان له طابع عفوي خاص نظرا لأن الشهيد كرمز لم يعد مقتصرا على أسرته أو منطقته بل أصبح ملكا لكل السوريين الذين فعلوا ما بوسعهم للاحتفاء بشهدائهم في هذه المناسبة لأن ذلك سيقدم دعما معنويا لجيشهم يؤكد مساندتهم له على الخط الثاني للجبهة.