كتاب نقدي يرصد تجربة التشكيلي نزار صابور بقلم سعد القاسم

دمشق-سانا

يرصد الكتاب الذي ألفه الناقد سعد القاسم والذي حمل عنوان نزار صابور الإنسان اللوحة مشوار الفنان التشكيلي نزار صابور الغني منذ تفتق موهبته في المرحلة الثانوية إلى مراحلها المتقدمة والمتطورة تبعا لزيادة التجارب والخبرات والمعارف التي ترجمها بخطوطه وألوانه مبينا تأثر الفنان صابور بانتمائه إلى البيئة السورية.

وفي الكتاب يظهر القاسم العلاقة بين الزمان والمكان عند صابور ورؤاه الفنية حيث تماهت لمساته مع الحارات القديمة والمشاهد البحرية ووجوه القديسين والأبطال والزخارف والأيقونات وما هو موجود من قيم ثقافية في الحضارة التدمرية.

وبين القاسم أن الفنان صابور بدأ رحلته مع الفن مع دخوله المرحلة الثانوية متأثرا بجمال قريته والقرى المجاورة كما تابع التجارب الفنية الأخرى وما حملته من اتجاهات ومدارس مما مكنه من تجاوز المصادر التقليدية بعد أن استحضر مفاهيم جمالية أخرى اعتمدت على التراث والأصالة وجاءت بروءى معاصرة من خلال احتفائها بالواقع وجماله وتمكنها من اسقاط البعد الثالث على معانيها الفنية.

ورأى القاسم أن الأعمال الفنية عند صابور ساهمت في تنشيط الحياة التشكيلية وبرغم التحولات التي شهدتها تجربته بقي حريصا على انتمائها للواقعية دون أن يهمل أي جانب من جوانب الثقافة الفنية العربية والغربية والاطلاع على مدارسها برغم اعتراف صابور أن التجربة الغربية أعطته كثيرا لكنه اختلف كثيرا مع مصطلحات الغرب ومفاهيمه ومدارسه الفنية.

وفي الكتاب قراءة لعدد من اللوحات في مراحل مختلفة منها العشاء الأخير التي يتخيل فيها الفنان صابور مشهد العشاء الأخير الذي جمع السيد المسيح مع تلامذته إثر الوشاية به وقبيل سوقه إلى الصلب معتمدا في لوحاته على التخيل والرمز محاولا أن يبتعد عن تفاصيل الوجوه والأشياء حيث اكتفى بالشحنة التعبيرية لتلك اللحظات.

وأشار القاسم إلى مشروع تخرج صابور من كلية الفنون الجميلة والذي اختار فيه ملحمة جلجامش فاستغرق في الأسطورة وغاص في عوالمها البصرية وتفاصيل عصرها حتى استطاع أن يمكن المتلقي من تخيل شكل جلجامش وأنكيدو مستندا إلى وصف النصوص الأدبية والوثائق البصرية.

وكشف القاسم عن المستوى المتقدم الذي بلغته تجربة الفنان عبر الشكل واللون وقوة الخط وتمكنه من ظاهرة المزج وصناعة الألوان والقدرة الأخاذة في تكوين الشكل الفني القادر على الإقناع.

كما سلط القاسم الضوء على محطات نزار الفنية وعوالمه السحرية واثر الغربة وانعكاسها على لوحاته الفنية التي قدمت مزيجا متجانسا من المنمنمات العربية القديمة والأعمال التشكيلية المعاصرة والايقونات الشرقية وشكلت مزيجا وتجانسا ودلت على ثقافة وتجربة غنية.

يشار إلى أن الكتاب من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 133 صفحة من القطع الكبير.

يذكر أن الفنان نزار صابور من مواليد اللاذقية خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق وحاصل على دكتوراة فلسفة في علوم الفن من المعهد العالي للفنون التطبيقية في روسيا وحائز على عدد من الجوائز منها الجائزة الأولى في التصوير بينالي المحبة الأول في اللاذقية عام 1995 ومن أهم لوحاته مدينة الشرق الساحرة.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

التشكيلي نزار صابور: الفنان السوري يقاوم الكارثة بالعمل والفن والجمال

دمشق-سانا يرى التشكيلي نزار صابور أن الفن ليس هواية ولا احترافا إنما هو طريقة حياة …