لم يدرك أقطاب العدوان على سورية بعد أن سياسات التضليل والتعمية التي يمارسونها، وكمّ الشائعات الهائل التي يسوقونها، لن يوصلهم إلى تحقيق أحلامهم وأمانيهم لأن الحقائق تظل تسطع كضوء الشمس ولا يمكن لغربال النفاق وحفلات الرياء والدجل السياسي أن تغطيها، أو أن تحرفها عن مسارها.
استنفارهم قبل الدعوة إلى جنيف ثلاثة وأثناء انطلاقة مشاوراته منذ يومين تركز على تسويق ما هو خارج أجندات المؤتمر، وبما يتقاطع مع أجنداتهم، متجاهلين أن مستقبل سورية هو بيد أبنائها وليس بيد أحد غيرهم.
حقيقة لم يستطع حتى المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن يتجاوزها حين خرج إلى الصحافة ليعلن أن مستقبل سورية يقرره السوريون، وأن جهوده ستصبُّ نحو تفعيل مقررات المؤتمر لخلاص الشعب السوري من آثار الأزمة الكارثية.
وإذا كان ثمة خلط في المفاهيم لدى أقطاب العدوان، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وإذا كانت هناك قراءة خاطئة من قبلهم لتطورات الأحداث في المنطقة، فإن الرد على تصريحاتهم يكاد يكون يومياً من قبل الرافضين لنهجهم، وفي مقدمتهم روسيا التي ترى أن التهديد والوعيد لا يوصلان إلى أي حل في سورية، بل إن المحاولات الوقحة لإعادة كتابة التاريخ من قبل أميركا – كما قال بوتين – غير مقبولة على الإطلاق، لتصطدم واشنطن من جديد بجدار سياسي لا قبل لها باختراقه ولا تستطيع بوصلة المصطلحات الجديدة حرفه عن مساره.
الجدار إياه تكاد تلامس حجارته داخل دول الغرب أنفسها، فرغم أن منظمة العفو الدولية تواصل سياسة الكيل بمكيالين وتتجاهل جرائم الإرهابيين، والاعتماد على معلومات أحادية الجانب، ثمة من يعلو صوته داخل الاتحاد الأوروبي ليطالب دوله بجدية مكافحة الإرهاب وعدم التعامل بازدواجية مع الأوضاع، لكن الأهم من هذا وذاك هو صمود الشعب السوري أمام كل ما يجري وتضحيات شهدائه الأبرار من أجل مستقبل لا يصنعه إلا هو وبإرادته فقط!!.
بقلم: أحمد حمادة