دمشق-سانا
بمشاركة عدد من الشعراء والأدباء أقامت مديرية ثقافة ريف دمشق مهرجانا ادبيا اليوم بالمركز الثقافي العربي في الميدان حيث غلبت على كتابات المشاركين مواضيع الشهادة وحب الوطن اضافة الى تجلي النزعة الانسانية والاجتماعية.
ومع بدء المهرجان أكدت ليلى الصعب مديرة ثقافة ريف دمشق ان هذه الفعالية التي تقام تزامنا مع ذكرى شهدائنا الأبرار وفاء لما قدموه من تضحيات حتى ظهر شذى دمائهم على الورود الحمراء وشقائق النعمان على شعاب أريافنا والتي تدل على من ضحوا بأنفسهم ورفضوا المؤامرة على سورية مؤكدة أن هذا المهرجان سيستمر اسبوعيا للمساهمة في انماء الثقافة السورية والحفاظ على هويتها الحضارية.
وألقى الشاعر والاديب غسان كنفاني قصيدة بعنوان “أزهر اللوز” أظهر فيها السمات العظيمة التي تتجلى بالشهيد معتبرا انه قد يموت جسدا ولكنه سيبقى خالدا وفق اسلوب حديث ألم بالأسس الشعرية ابتداء من الدلالات وصولا الى النغمة الموسيقية المناسبة للمعنى فقال..
أثرت تغادر هذا الزمن الجاحد .. زمن الاقزام المنتصرين برايات الغرباء أثرت تغادر كي لا تتلوث بغبار النفط الطافح من أكباد الجوعى”.
كما كانت نصوص الشاعر احمد عبد الرزاق عموري مليئة برفض الواقع المليء بالاسى والقتل والحزن والخطايا الذي فرضه المتآمرون على وطنه فقال في قصيدة اي دنيا نحن فيها مستعار عالم الاحياء فينا من خوابي كربلاء والردى يصطاد فينيق الكلام .. من مرايا الروح كالخل الطليق والاهالي يعصرون الدمع نهرا فوق دار في مقاليد الزوال وفي قصيدته النثرية انتقد الشاعر رضوان فلاحة الواقع الذي اصبح ملتزما بطقوس الموت والخطيئة امام الجوع وتخمة الانتهازيين من قوت الفقراء فقال في قصيدته “الموت ماثل تحت الشجرة”..
“الموت ماثل تحت الشجرة .. هي وحدها هناك .. لا تنتظر احدا
أما ابناء الخطيئة ..ففي بيداء الصمت ينتظرون .. وأمعاوءهم
مترعة بحيف المجون وبين الرغبة الاثمة ..والشجرة سقاها أبي .. دمعا ودما وماء”.
والقت الشاعرة وليدة عنتابي قصيدة بعنوان “مثخن بالشجو” عبرت فيها عن روءاها الاجتماعية عبر رموز وفلسفة شعرية اعتمدت على خيال احتوى كثيرا من التجارب الحياتية والاجتماعية فقالت..
“تخاتلني المسافات .. وادخل في صميم الصمت .. أسرج في صهيل المرج
صهوة خافق ابكم .. سأبقى ظل أشجاني .. وارقأ بالمدى المسفوح دمع القلب”.
وفي قصته القصيرة جدا بعنوان “رسالة” رفض الأديب سامر منصور كل ما يدور في العالم من شر وتقمص للشياطين الذين يحركون الشر ضد الخير في عالمنا وذلك باسلوب فني مختزل جاء باسلوب الومضة.
كما عبر الاديب قصي عبدو في مقالته المسرحية “الغريب” عن تاريخ الظلم ومدى تحمل مجتمعاتنا الهم والاسى عبر التاريخ.
وفي اطار الشعر المحكي كان الهم الوطني والانساني الذي سببته المؤامرة على سورية حاضرا في نصوص الشاعر ايهم الحوري الذي التزم باسلوب غنائي حزين ورقيق وقريب إلى المتلقي فقال ..
“شو بعمل بدمي ..اللي صبح نشفان
وعروق يبست بايدي
حاولت انس ما فادني النسيان
سخر مني وشمت في .. وقلي مكتوب على جبينك الحرمان”.
في حين التزم ماهر محمد في قصيدته المحكية بالحديث عن خذلان العرب وعن نسيانهم للقضية الفلسطينية وتامرهم على الشعوب التي تحب وطنها فقال في قصيدة بعنوان “واخيرا اتحدوا العرب”.
“واخيرا اتحدوا العرب.. وصاروا ينتخوا بوقت المحن
ياريت الهبة قدام العدو .. ما كانت بوجه اليمن
وكل شي تغير بهالزمن”.
كما كانت هناك محاولات ناحجة وواعدة بمستقبل أدبي وشعري جيد كقصيدة قصي البابا بعنوان “جرح وطن” و”علمني الغدر” لمحمد عصام قدور و خاطرة للكاتب عبد الله حلاق وقصيدة “احم الشآم” لحسام المقداد التي قال فيها..
“كنا بهاء وحب الشام يجمعنا .. تفرق الشمل بعد الجمع عصيان
دمشق تنزف لا عن ظلم مغتصب .. فالموت ديدنها والحيف اشجانا”.
كما قدمت مليكة محمد نزعات وجدانية وصوفية تعبر عن خلجات انسانية في داخلها بعيدة عن الوزن محاولة ان تعوض بالعاطفة كقولها..
“معصومة عن الفقر .. العملة الصفراء في جيبي
تحنو علي السماء .. أرضي بقسمة .. يناديني نصيبي”.