دمشق- سانا
اشتهرت دمشق على مر العصور بالكثير من الصناعات والمهن اليدوية التي تميزت بسر الابداع في التشكيل والنقوش والرسوم ومن هذه المهن إبدع صناع الحلي الفضية في صياغة العديد من التحف الفنية من مشغولات الفضة وهي حرفة انتقلت من أيدي الأجداد إلى الأحفاد بحلة جديدة تواكب متطلبات العصر.
يقول أنطوني هربيديان أحد حرفيي صياغة الفضة لنشرة سانا المنوعة “إنه في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في العالم عموما وفي سورية بصورة خاصة ونتيجة لعزوف كثيرين عن شراء المصوغات الذهبية انتعشت حرفة صياغة الفضة في سورية خلال الأشهر الأخيرة في أسواق لمصوغات الفضية”.
ومع أن التعامل مع الفضة وتحويلها إلى مصوغات يعد مهنة دمشقية اشتهر بها الدمشقيون كما انتشرت صياغتها في حلب أيضا إلا أن حرفة صياغة الفضة تراجعت منذ عقود خلت تحت وطأة منافسة الذهب للفضة وبالتالي انخفض عدد العاملين في صياغة الفضة والفضيات كثيرا وتناقص عدد الورش اليدوية وأما الحرفيون الذين استمروا في صياغة الفضة فقد طوروا الحرفة لتصبح صناعة التحف الفضية التي يقتنيها السياح فهم يثقون بجودة صناعتها السورية.
واضاف هربيديان الذي يملك محترفا في حلب” أنه تعلم طريقة صياغة ونقش الفضة من أسلافه وهم من أوائل الحرفيين الحلبيين الذين حافظوا عليها عبر نقل سر صنعتها إلى أحفادهم ليكملوا مشوار صنعة أجدادهم” موضحا أن صياغة الفضة هي صنعة كاملة أصبح اسمها صناعة الفضيات بعد إضافة صياغة التحف الفضية إلى الحلي الفضية وهي بذلك لم تقتصر على الصياغة بل انتقلت منها إلى الصناعة وقد كانوا يستخدمون الأدوات التقليدية في إنتاج قطع الفضة مثل الشفت والزرادية ومقص الفضة ثم تطورت أدواتهم لتدخل الماكينات وقوالب الصب التي ساعدتهم في توفير الجهد والوقت في الإنتاج والتي أعطتهم نموذجا جديدا وحديثا يواكب متطلبات العصر حيث أصبحوا يعالجون معدن الفضة بمواد تحفظ بريقه مدة أطول دون تغير لونه أو اسمراره.
كما أضافوا الستراس على الإكسسوارات الفضية حيث أصبح الإكسسوار الفضي لا يقل أهمية عن الذهبي بأناقته وحفاظه على بريقه ولونه الفضي الآخاذ.
وختم هربيديان قائلا.. إن صناعة الفضيات السورية تستمر بتطورها وأن صناعة مجسمات تراثية من الفضيات زاد من طلبها وانتشارها رغم تناقص عدد حرفييها الذين أصبحوا اليوم لايتجاوزون عدد أصابع اليد.