ريف حمص-سانا
رغم التطور وتغير ايقاع الحياة مازال للأواني المصنوعة من النحاس مكانتها لدى العديد من العائلات السورية كما أنها باتت أرثا عائليا يتناقله أبناء هذه العائلات كذكرى من أجدادهم.
ورغم أن مهنة تبييض النحاس من المهن المهددة بالاندثار إلا أن هيثم أبو نذير من بلدة شين التي تبعد نحو أربعين كم عن مدينة حمص لا يزال يمارس هذه المهنة التي ورثها أبا عن جد منذ خمسين سنة حيث يقصده الناس من مختلف قرى المنطقة.
ويقول أبو نذير لنشرة سانا سياحة ومجتمع إن “مهنة تبييض النحاس تتطلب الكثير من الصبر والدقة في العمل حيث يتم تنظيف وتبيض القطعة النحاسية عبر مراحل متعددة كما أنه يشترط في ممارس هذه المهنة أن يكون بصحة جيدة نظرا لثقل بعض الأواني النحاسية على غرار الصواني الكبيرة إضافة إلى طول المدة التي يستغرقها التنظيف والتلميع”.
وعن طريقة عمله أشار أبو نذير إلى أنه يقوم بجلي القطعة النحاسية بروح الملح ومن ثم يطليها بماء التوتياء وتوضع على النار ثم تمسح بقطعة قطن لتصبح جاهزة للاستعمال من جديد وبكامل لمعانها لافتا إلى أنه لا يمكن استعمال القطع النحاسية ما لم يتم تبيضها.
ويرى أبو ندير أن هذه المهنة تسير ببطء نحو الأندثار رغم أهميتها آملا من الجهات المعنية أن تعمل على أحياء هذه المهنة وتوفير مقومات بقائها.
وأشار إلى أن العديد من الأسر السورية مازالت تستخدم الأواني النحاسية وخاصة مع حلول مواسم الربيع والصيف التي تسجل اقبالا ملحوظا لزبائن أوفياء لزمن النحاس.
من جهتها أكدت أم محمد إحدى الزبائن التي ما زالت حريصة على استخدام الأواني النحاسية لإيمانها بصحة هذه الأواني ضرورة استمرار هذه المهنة لأن هناك عائلات تتمسك بعادات وتقاليد قديمة وتحرص على استمرارها خصوصا في المناسبات.
ويبلغ أبو نذير من العمر 72 عاما وهو مازال في صحة جيدة تمكنه من أداء عمله الذي يحبه بجد ونشاط.
فاتن خلوف