عادت الجهات الإعلامية الشريكة في سفك الدم السوري إلى اجترار قذاراتها وحملاتها الإعلامية السابقة بعد الفشل المتلاحق لكل الأساليب العسكرية والسياسية في النيل من صلابة وصمود الشعب والجيش والقيادة والدولة السورية.
عشرات الأخبار الملفقة والكاذبة التي تطول جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية تنشرها وسائل الإعلام الناطقة باسم التنظيمات الإرهابية في سورية، تعكس من جانب استمرار محاولات لتحقق بالإعلام ما لن تستطع تحقيقه بالحرب الإرهابية، ومن جانب آخر، الفشل ونضوب الوسائل والأدوات لدى القوى التي تقود الحرب الإرهابية على سورية وأدواتها، وهذا يفسره عودة هؤلاء القطعان إلى اجترار وسائل سابقة استخدمت من قبل قنوات «العربية والجزيرة» في بداية الحرب، ومنتصفها عندما حاولتا إسقاط الدولة السورية بواسطة الأكاذيب والأخبار الملفقة، وحوّل الشعب السوري آنذاك السلوك الإعلامي المشين لهاتين المحطتين إلى مجال للضحك والسخرية على من يشغّلهما ويموّلهما.
وما يجري اليوم لا يختلف عن الأمس، إلا من الجهة المستهدفة، فتارة يتم تلفيق خبر كاذب عن مسؤول سوري، ومن ثم الانتقال إلى ترويج خبر كاذب عن مؤسسة عامة، كنشر أخبار عن نقل مؤسسات من محافظات إلى أخرى أو نقل متاحف من مكان إلى آخر في منطقة معينة، أو الزعم بنقل مصرف من محافظة إلى أخرى بهدف إدخال الخوف في نفوس المواطنين وأبناء سورية.
كما تتسم هذه الحملة الإعلامية القذرة بمحاولتها «ضرب هدفين بحجر واحد»، فمن جهة، تركز على الروح المعنوية والثبات والصمود التي كانت ومازالت سمة بارزة في مواجهة الشعب السوري لهذه العدوان الإرهابي، ومن جهة أخرى، استهداف معنويات الجيش العربي السوري الذي يقاتل قوى دولية على مدى أربع سنوات وأكثر مستغلين بعض المناورات والتكتيكات العسكرية، وسيطرة التنظيمات الإرهابية على بعض المناطق.
أما الأمر الثالث المستهدف، فهو تماسك الدولة السورية ومؤسساتها، وهنا لجأ العاملون على بث حملة الأكاذيب والتلفيقات إلى استهداف مسؤولين بعينهم، ومحاولة بث عناصر تشيطن القيادة السورية، فهنا يتناولون صحة مسؤول معين، وفي مكان آخر يتحدثون عن خلاف وصدام عنيف، وغيرها من الأخبار التي من المؤكد أن جهات خبيرة بالحرب الإعلامية والنفسية تشرف عليها، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة من طريقة بث هذه الأكاذيب التصاعدية والجهات التي تطولها.
من الملاحظ أن السوريين وعلى الفور أدركوا بوعيهم هدف هذه الحملة الإعلامية الشرسة عليهم وعلى الدولة السورية، ومن يتابع ردود أبناء سورية وتهكماتهم على هذه الأخبار على صفحات التواصل الاجتماعي يدرك أنه لا خوف إطلاقا من هذا الاجترار الذي تعتمده القوى الدولية وأدواتها الشريرة في المنطقة للنيل من إرادة السوريين، ولكن لا بد من مراقبة تطورات هذه الحملة واعتماد أسلوب تكذيب الأخبار بإظهار الحقيقة عملا بمنطق محاربة الشائعات، ولدفع الأطراف المعادية لإيقاف هذا السلوك المشين منعاً لإشغال الشعب السوري وجيشه في قضية التساؤل حول صحة أخبار يتم تكرارها وتنويعها من قبل أعداء سورية.
إن نضوب أدوات الحرب على سورية وإعادة اجترار وسائل فاشلة لا دليل له، إلا أن الدولة السورية وشعبها ماضون في القبض على مفاتيح النصر في هذه الحرب، ومن المعروف أن العدو عندما تسد الطرق بوجهه، يلجأ إلى خيارات مجربة سابقة، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى خسارته السريعة للحرب، وما يجري اليوم على كل الجبهات يستدلّ منه أن النصر آت لا محالة.
صحيفة الثورة
مقالات سابقة بقلم : أحمد ضوا