المواقع الأثرية التي طالتها الاعتداءات الإرهابية في ندوة ومعرض لأثار حماة

حماة-سانا

ركز المشاركون في ندوة “حماية التراث والمحافظة عليه” التي أقامتها دائرة آثار حماة في المتحف الوطني بالمدينة اليوم على الأهمية التاريخية للمحافظة والأضرار التي طالت مواقعها الأثرية خلال الأزمة والإجراءات المتخذة لحمايتها ودور المجتمع الأهلي والجهات المعنية في الحفاظ على الأوابد الأثرية والممتلكات الثقافية السورية.

وأكد محافظ حماة الدكتور غسان خلف أن حماية الأوابد التاريخية والحضارية واجب وطني وأخلاقي وإنساني ولاسيما في ظل الظروف الراهنة لافتا إلى أن “الحكومة بذلت جهودا كبيرة في مجال حماية الآثار من خلال نقل الكثير من قطعها ومقتنياتها إلى مناطق آمنة”.

واستعرض رئيس دائرة آثار حماة عبد القادر فرزات سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الدائرة وشعبها في مختلف مناطق المحافظة لحماية المواقع الأثرية والمتاحف من الاعتداءات الإرهابية والسرقة ومنها “حفظ مقتنيات المتاحف ضمن مستودعات في مناطق آمنة وتكثيف الحراسة والمراقبة على أغلب المواقع بالتعاون مع أفراد المجتمع المحلي وتنظيم الضبوط بحق المخالفين ورفعها للقضاء ونشر الوعي الثقافي مع المجتمع المحلي للوقوف بوجه الممارسات الإجرامية بحق إرث سورية الحضاري”.

ورأى فرزات أنه مهما حاولت التنظيمات الإرهابية المسلحة وداعموها طمس الإرث الحضاري العميق لسورية فلن يفلحوا بفضل صمود أبناء الوطن وبطولات بواسل قواتنا المسلحة في محاربة الإرهاب ووعيهم تجاه إرث أجدادهم لافتا إلى امتلاك سورية أقدم رموز التراث الإنساني كمملكتي ماري وإيبلا.

وأشارت رئيسة شعبة آثار مصياف المهندسة أسمهان الوزة إلى أن حماة من أقدم المدن الأثرية في العالم حيث ترجع إلى الألف السادس قبل الميلاد وتضم نحو292 أثرا مسجلا على لائحة التراث الوطني إضافة إلى درة آثار حماة المتمثلة بمدينة أفاميا الأثرية التي كانت مطروحة للتسجيل على لائحة التراث العالمي داعية إلى زيادة الاهتمام والتركيز على هذه الكنوز الأثرية وحمايتها من التعديات باعتبارها تمثل هوية سورية الحضارية.

وأوضحت رئيسة شعبة آثار سلمية المهندسة رانيا الخطيب أن “التعديات على الآثار شهدت ارتفاعا ملحوظا جراء الأزمة وأدت إلى تخريب الكثير من السويات الأثرية وطمس المعالم التاريخية لها فضلا عن تخريبها وإجراء تنقيب سري لها ونهب محتوياتها وموقع أفاميا الأثري كان الأكثر تعرضا لهذه الأعمال التخريبية بينما طالت الكثير من المواقع الأثرية أعمال سطو وسرقة فضلا عن إشادة الأبنية السكنية المخالفة في حرم المناطق الأثرية”.

وأكد الباحث في مجال الآثار محمد مخلص حمشو أن الحضارة السورية بكل رموزها التاريخية والأثرية انتصرت على جميع حملات الغزاة والمستعمرين وأفشلت مخططاتهم وأحبطت اعتداءاتهم في مختلف المراحل التاريخية الماضية واليوم ستنتصر مجددا على التنظيمات الإرهابية وداعميهم وستبقى عصية على كل محاولات طمس هويتها وتشويه معالمها وتزوير تاريخها.

وأوضح المحامي غازي عليوي أن القانون السوري يعتبر التعدي على الآثار جريمة جنائية يعاقب عليها بالاعتقال من 15 إلى 25 سنة مع فرض غرامات مالية باهظة .

بعد ذلك تم افتتاح معرض للصور الضوئية يستمر حتى الخامس من أيار القادم تضمن عشرات الصور بينت مدى التعديات وأعمال التخريب والنهب في عدد من المواقع الأثرية بمختلف المحافظات السورية.

حضر الندوة وافتتاح المعرض أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي مصطفى سكري وعضو المكتب التنفيذي لقطاع الآثار أنس جولاق وفعاليات حزبية وثقافية وباحثون في مجال الآثار والتراث بالمحافظة.

انظر ايضاً

مدارس السياقة تعود لإجراء اختبارات منح رخص السياقة

دمشق-سانا عادت مدارس السياقة لتقديم الخدمات للمواطنين، وإجراء اختبارات السياقة للمتقدمين للحصول على الرخصة. وذكرت …