S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
تتنوع مواهب الفنان الشاب علي خضور بين التمثيل والتأليف المسرحي وهو ما شكل ارضية خصبة لتجربة ابداعية لافتة تنوعت محطاتها بين المسرح القومي وعدد من الفرق المسرحية الخاصة الامر الذي وسع من ابعادها وعمق من مضامينها ولا سيما بما يتصل بالمقولات الفكرية التي تناولها في اكثر من 60 اسكيتشا مسرحيا كتب نصوصها وتم تمثيلها على مسارح مختلفة كان أحدثها خلال عروض لفرقة غابالا المسرحية التي يعمل ضمنها حاليا.
أما موضوعات خضور فجلها مستوحى من أرض الواقع كما أوضح في حديث لنشرة سانا الشبابية حيث يحاكي في نصوصه هموم الإنسان السوري وآماله وطموحاته مع التركيز على فئة الشباب وما يعتريها من هواجس حياتية ذات صلة بالعمل والدراسة والمستقبل معتمدا في كتاباته اسلوب الكوميديا السوداء لنقد الظواهر السلبية بطريقة موضوعية إلى جانب طرح حلول ومخارج لبعضها لافتا إلى أن هذه الأفكار تلاقي تفاعلا من الجمهور يمكن ملاحظته أثناء العرض.
وعن علاقته الشخصية بالمسرح اكد انها علاقة وثيقة تزداد ثباتا يوما بعد يوم خاصة بعد التحاقه بفرقة غابالا التي حققت له جزءا كبيرا من احلامه ورسخت حبه للمسرح واحترام الخشبة التي يقف عليها ومنحها كامل اهتمامه منوها إلى أن العمل الجماعي المنظم يكشف ملكات الفنان الكامنة ويخرج أفضل ما لديه من مواهب وفنون خلاقة كما انه يقوم بتأطيرها بالشكل الصحيح.
وكان الفنان خضور قد شارك مع الفرقة بعدد كبير من العروض المستلهمة من وحي الواقع السوري والتي عملت على تصوير المشهد المحلي بكثير من المصداقية حيث اشار الفنان إلى أن “كل العروض المقدمة تصور حال ابن البلد ومعاناته وقلقه اليومي إلا أنها تروج في العمق الى كثير من القيم التي سادت المجتمع السوري عبر تاريخه الطويل و صاغت صلات الناس ببعضها البعض” مؤكدا أن “هذه القيم هي ما جعل الوطن صامدا بعد أربع سنوات من الحرب الكونية التي يتعرض لها وهي ايضا من جعلت الشرائح الاجتماعية المتنوعة تتعاضد في وجه الإرهاب”.
وقال.. عشقت هذا الفن لصعوبته وخصوصيته في ان معا فعلى الرغم من أنه الأسهل تلقيا من قبل الجمهور إلا أنه الأكثر صعوبة وأداء بالنسبة للممثل اذ يتطلب خبرات متراكمة ومشاعر صادقة وقدرة على استثمار الفنان لكامل قدراته الفكرية والجسدية والانفعالية وهو ما يميزه عن الدراما التلفزيونية والسينما وغيرها.
أما تعميم الثقافة المرتبطة بالفنون المسرحية فيحتاج حسب قول خضور إلى جهود مؤسساتية تتجاوز المبادرات الفردية وتشجع على إنشاء فرق مسرحية متعددة وتفعيل المهرجانات الفنية التي تشكل مختبرات حقيقية لكل ممثل ومؤلف شاب ولا سيما في محافظة اللاذقية التي تتسم بمناخ ثقافي لافت إلى جانب دعم الشباب وتقصي طاقاتهم الكامنة والاخذ بيدهم على نحو جدي.
واختتم بالإشارة إلى أنه يسعى من خلال عمله في التمثيل والتأليف إلى استحضار البعد التراثي في نصوصه بما فيها تلك التي تتحدث عن الواقع الراهن وتتصف بالعديد من سمات المعاصرة على مستوى الفكرة والأسلوب منطلقا في ذلك من حقيقة مفادها أن التراث الشعبي لأي مجتمع هو الارضية الصلبة التي يمكن البناء عليها للنهوض بأعلى الصروح وأجملها.
يذكر أن الفنان خضور من مواليد العام 1994 وهو طالب في كلية العلوم الإنسانية قسم الجغرافيا في جامعة تشرين كما أنه عضو سابق في كورال المسرح القومي باللاذقية.
بشرى سليمان
