بيروت-سانا
حمل الأمين العام لحزب الطاشناق النائب اللبناني أغوب بقرادونيان دول العالم وعلى رأسها اميركا وتركيا الوارث الشرعي للسلطنة العثمانية مسؤولية كبيرة عن الإبادة الأرمنية التي ارتكبتها السلطات العثمانية التركية.
ودعا بقرادونيان في كلمة في المهرجان الذي أقيم اليوم في بيروت تركيا الى الاعتراف بمسؤوليتها عن الإبادة الأرمنية وتعويض الخسائر البشرية والمعنوية والاقتصادية.
كما طالب بقرادونيان الدول العربية بالاعتراف بمسوءولية تركيا عن الإبادة الجماعية للارمن لأن الشعوب العربية عاشت الظلم والقهر اربعة قرون من الاحتلال العثماني وقتل فيها المسيحيون والمسلمون في لبنان وسورية والعراق مذكرا بالمجاعة المفروضة على جبل لبنان ومشانق 6 أيار التي تجعل من قضية الابادة “عربية أرمنية واحدة” أقوى من المصالح الاقتصادية والتسويات مع دولة قامت على أشلاء الشهداء الابطال وأبقت على تحالفاتها مع العدو الاسرائيلي.
وقال الأمين العام لحزب الطاشناق ان الحلم التركي الاستعماري لن يتحقق ونحن هنا وسنبقى هنا نجتمع لنتذكر مؤكدا ان هناك مسؤولية دولية على الجميع ان يتحملها لأن جريمة واحدة دون عقاب تفتح الباب أمام جرائم كبرى.
وأشار بقرادونيان الى ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أعلمه باسم رئاسة المجلس النيابي بأن رئاسة المجلس كانت ولا تزال على موقفها من قرار المجلس الصادر عام 2000 والذي تم إبلاغه للجمهورية الأرمنية مشددا على أن هذه المواقف خير دليل على “إنعاش الذاكرة الجماعية” والشعور بضرورة التكاتف والتضامن لمراجعة التاريخ ومواجهة مؤامرات تقسيم المنطقة وإعادة تنفيذ مخططات مر عليها الزمن وسقط مئات الآلاف الشهداء لافشالها.
وقال بقرادونيان انه في زمن الصمت والشعارات الرنانة وإنكار الحقيقة وفي زمن ارتكاب الجرائم باسم الدين والاستغلال الدائم لمصالح اقتصادية وفي زمن الهروب من تحمل المسؤولية ورفض معاقبة المجرمين نجتمع لنتذكر كي لا يتكرر ولنطالب ونجتمع نحن ضحايا الابادة وضحايا الصمت الدولي ومصالح الدول التي تتحدث عن العدالة وتشن الحروب باسم حقوق الانسان.
وكان بقرادونيان أكد في وقت سابق اليوم ان الحكومة التركية الحالية تنتهج الممارسات ذاتها لاسلافها العثمانيين بتهجيرها الارمن السوريين من مناطقهم عبر دعمها التنظيمات الارهابية التكفيرية في سورية.
من جهته قال رئيس حزب الهاشناك الأرمني في لبنان الكساندر كشكريان نجتمع لاحياء ذكرى الإبادة الأرمنية ابان الحرب العالمية ونجتمع لنتذكر المليون ونصف مليون بريء الذين تعرضوا للتهجير والابادة لانهم انتفضوا على الحكام الظالمين ليقرروا مصيرهم في ظل دولة مدنية قوانينها انسانية متسائلا هل هناك حق أبسط من حق الشعوب بتقرير مصيرها على ارضها.
وأشار كشكريان إلى أن الافكار التقدمية كانت ذنبا لا يغتفر في ظل دولة بني عثمان وان مطالب الشعب الارمني بالعيش الكريم اصطدمت بالفكر العنصري الحاكم مشددا على أن ما قام به الإتحاديون الأتراك جريمة ابادة جماعية بالمعنى الحرفي.
وأضاف رئيس حزب الهاشناك الأرمني في لبنان انه بعد اعلان الجمهورية التركية استمرت الوريثة الشرعية بمخطط الاتحاديين عبر ازالة آثار الجريمة وتزوير التاريخ على مدى 92 عاما حاولت الحكومات ازالة معالم وجود الارمن فغيرت اسماء القرى وهدمت الكنائس والأديرة وصادرت المدارس ووزعت عشرات الآلاف من البيوت كغنائم حرب مذكرا بتاريخ الجمهورية التركية الحافل بالمجازر واضطهاد الاقليات العرقية والتركية.
ورأى كشكريان أن الامعان في الانكار سيغرق تركيا في وحول العار وسيعمق الهوة بينها وبين الشعوب والهيئات التي اعترفت بالابادة وسيضعها في موضع الدولة الحاقدة التي تعاني من مشاكل مع كل الدول المحيطة داعيا السلطات التركية الى مواجهة ماضيها بصدق بالاعتراف بالابادة وهي الخطوة الاولى فقط ومرحلة أولية لمحاولة خلق جو من الثقة التي فقدت منذ 100 عام.
وأوضح كشكريان أنه من المستحيل الغاء الذاكرة ونسيان الخسائر لكن ليس من المستحيل الإعتراف بالخطأ مشيرا الى ان اطالة النكران يعني ترسيخ التباعد وتغذية الاحقاد وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
بدوره رأى رئيس حزب الرمغافار ميكايل فاهيجيان أن حكاية الذين ماتوا ظلما وقهرا وتهجيرا لن تموت وقال لن نذهب بالطبع الى نبش القبور ورفع المشانق للجثث.. لسنا نحن من يفعل ذلك ولا يمكن لاحد ان يدين مجزرة وان ينكر اخرى هذا نفاق وهذا اشتراك في الفعل اننا نؤمن بحقوق الانسان ونتبنى الاعلان العالمي لحقوق الانسان ونحن جادون بفضح الجرائم السابقة واللاحقة ولا نقبل بإهمال الجرائم المرتكبة وهذا ما نطالب العالم ان يلتزم به.
ودعا فاهيجيان العالم بان يعترف بالابادة الأرمنية منذ 100 عام على يد السلطات العثمانية ودفع التعويضات لشفاء الذاكرة.
وكان مئات آلاف الاشخاص شاركوا في يريفان اليوم فى مراسم إحياء ذكرى ضحايا المجازر التركية وتنصيبهم شهداء كما اقيمت احتفالات تذكارية للجاليات الأرمنية في العديد من عواصم ومدن العالم بهذه المناسبة.