أوروبا تفشل في التوصل إلى خطة مشتركة للتعامل مع المهاجرين

بروكسل وبراغ-سانا

فشلت قمة الاتحاد الاوروبي في التوصل لاتفاق حول كيفية التعامل مع المهاجرين لدى وصولهم إلى أوروبا وعلى كيفية استضافتهم ولجأ قادتها إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته بمحاصرة عملية الهجرة غير الشرعية.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها من بروكسل أن “قادة الاتحاد الأوروبي لم يتمكنوا خلال قمتهم الاستثنائية في بروكسل من الاتفاق على موضوع استضافة المهاجرين لدى وصولهم إلى أوروبا وكيفية التعامل معهم مرجئين قراراتهم في هذا الشأن إلى وقت لاحق”.

وأشارت إلى أن الاتحاد اتفق في قمته على أن “يضاعف ثلاث مرات الموارد المخصصة لانقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط وعلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز التحرك عسكريا ضد المهربين في ليبيا” لافتة إلى تعهد قدمته فرنسا وبريطانيا لتقديم مشروع قرار بخصوص توفير غطاء لعمل عسكري جديد ضد ليبيا تحت مسمى مكافحة الهجرة غير الشرعية هذه المرة.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيبحث اعتبارا من الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يريفان على هامش إحياء الذكرى المئوية الأولى للإبادة الأرمنية ما تعتزم أوروبا طرحه في إطار قرار محتمل لمجلس الأمن الدولي مدعيا أن “الأمر لا يعني القيام مجددا بتدخل عسكري مماثل لذلك الذي جرى في عام 2011 في ليبيا بل الحؤول دون أن يقود المهربون عددا من الأشخاص إلى الموت”.

يذكر أن حلف الناتو استغل قرارا لمجلس الأمن وشن عدوانا على ليبيا عام 2011 ما أدى إلى خلق حالة من الفوضى في هذا البلد وتدمير بنيته التحتية وبالتالي تزايد الإجراءات غير الشرعية نتيجة تفشي الإرهاب وفوضى السلاح بما فيها عمليات الهجرة.

وفي براغ أعلن رئيس الحكومة التشيكية بوهسلاف سوبوتكا استعداد حكومته لتقديم 60 خبيرا للعمليات التي تقوم بها وكالة فرونتيكس المخصصة بحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والتي تقوم الآن بتنفيذ عملية تريتون البحرية في البحر المتوسط ضد مهربي البشر.

وأشار إلى أن حكومته مستعدة أيضا لتقديم 10 ملايين كورون أي نحو 400 ألف دولار لعمليات هذه الوكالة.

في حين قال الناطق الصحفي باسم الحكومة مارتين ايرير إن براغ مستعدة أيضا لتقديم طائرة عسكرية من نوع كاسا مع طاقمها بدءا من الصيف للتحليق فوق البحرالأبيض المتوسط لمتابعة موضوع تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

وكان رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك حرص قبيل بدء القمة على خفض سقف التوقعات قائلا “يجب ألا يكون لدى أحد أي أوهام لأن المشاكل لن تحل اليوم”.

بدورها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام القمة “نريد أن نتصرف بسرعة وهذا يعني أننا سنضاعف ثلاث مرات الموارد المالية لعملية تريتون” مضيفة إن “القادة لم يتفقوا على توسيع نطاق عملية تريتون للسماح لها بالخروج من المياه الإقليمية الأوروبية باتجاه السواحل الليبية”.

بدوره قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر “ضاعفنا ثلاث مرات عملية تريتون في حين أن المقترح كان زيادتها مرتين فقط”.

من جهتها فرنسا التي كان لها دور كبير فيما يحدث في ليبيا حاليا من مأس جراء استغلال قرارات مجلس الأمن في تبرير عدوان الأطلسي عليها تعهدت بوضع سفينتين وثلاث طائرات في تصرف تريتون في حين تعهدت ألمانيا بالمساهمة بسفينتين بينما تعهدت السويد والنروج والدنمارك وبلجيكا بأن يساهم كل منهما بسفينة واحدة أما بريطانيا غير المشاركة في فضاء شنغن الأوروبي والتي لها الدور الأكبر في الفوضى الليبية والمنطقه فقد أعلنت من جهتها عن المساهمة في عمليات البحث والانقاذ بسفينة “اتش ام اس بولوورك” التي تعتبر أحد أكبر سفنها الحربية، إضافة إلى سفينتي دوريات وثلاث مروحيات.

يشار إلى أن تريتون عملية تديرها الوكالة الأوروبية “فرونتكس” المكلفة مراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن الذي يضم 22 من دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 إضافة إلى سويسرا وايسلندا والنروج وليشتنشتاين حيث تشارك حاليا 21دولة في العملية بسبع سفن وأربع طائرات ومروحية ونحو 56 عنصرا.

بدورهم حذر دبلوماسيون وخبراء من الصعوبات التي قد تواجهها عملية عسكرية ضد المهربين والتي قد تستغرق وقتا وتستوجب تفويضا من الأمم المتحدة وموافقة من الحكومة الليبية واستخدام وسائل عسكرية وتقبل وقوع خسائر بشرية.

بدوره أتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو رينزي الدول الأوروبية بالكلام فقط في هذا الموضوع دون الأفعال وقال “إن كثيرين يقولون إنهم مستعدون للمساعدة ولكن لا أحد يمكنه إجبار دولة على القيام بذلك” محاولا إخفاء خيبته من القمة التي كان أول الداعين لعقدها بالقول “للمرة الأولى لدينا نهج منظم المفوضية الأوروبية ستقدم أجندتها للهجرة في 13 أيار والموضوع سيبحث مجددا خلال القمة المقبلة في حزيران هذا الأمر يتيح المجال أمام حصول مبادرات”.

من جهته أعلن رئيس الوزراء المالطي جوزف موسكات أن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي سيعقدان قمة في مالطا للبحث في مسألة الهجرة غير الشرعية.

وقال موسكات في تغريدة على حسابه على موقع تويتر أن القمة ستعقد “في وقت لاحق من هذا العام وسيشارك فيها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ودول أساسية”.

يذكر أن دول أوروبا الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا التي استسهلت تغذية الإرهاب ومده عندما كان بعيدا عنها بدأت الآن تستشعر مخاطره وعواقب ارتداداته اليها نتيجة وصوله مع المهاجرين وبينهم غير الشرعيين أو تفشي غزو الفكر الوهابي المتطرف لمجتمعها نتيجة الأموال الطائلة التي تدفعها الدول الناشئة لهذا الفكر كنظام آل سعود ومشيخة قطر.

 

اترك تعليقاً