دمشق-سانا
يقدم كتاب تعليم الكبار والتعليم للجميع تأليف غادة الجابي الخبيرة في محو الأمية وتعليم الكبار ومراجعة الدكتور محمود السيد رؤية تحليلية وثائقية لكيفية محو الأمية عبر منهجية علمية واضحة .
وتاتي أهمية الكتاب في وقوفه على عدد من المصطلحات العلمية في هذا المجال ثم انتقاله الى التعريف بالجهود المبذولة في ميادين محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم للجميع في سورية والوطن العربي والعالم وذلك عبر المؤتمرات والمنتديات والمجالس والشبكات العربية والدولية.
ولم تقتصر المعالجة في الكتاب على التطور في هذه الميادين من الناحية الكمية فقط وأنما تناولت الجوانب النوعية والكيفية لدى الأناث والذكور إضافة لعرض الجهود المبذولة رسميا والتي بذلتها المنظمات غير الحكومية وتبيان أن هذه المعالجة اظهرت في اطار المفهوم المنظومي لمحو الأمية وتعليم الكبار والتعلم للجميع أهدافا وخططا واجراءات تقويمية.
ويبدا الكتاب بمدخل تعريفي على مفهوم محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم للجميع لينتقل بعدها إلى تطور هذه المفاهيم وتبيان واقعها على كل الصعد محليا وعربيا ودوليا بينما يحاول في الفصل الثاني الذي حمل عنوان محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم للجميع في سورية تسليط الضوء على الإنجازات التي تمت في مجال محو الأمية في سورية .
وبين الكتاب أن العمل تجسد في مجال محو الأمية في سورية قبل لخمسينيات من القرن الماضي من خلال تأسيس جمعيات ينصب اهتمامها على تعليم الاميين ومنها جمعية مكافحة الأمية بدمشق ومنظمة النهضة لتعليم الأميين وجمعية الصحة والتعليم لمكافحةالأمية كما تطرق الكتاب إلى المجلس الأعلى لمحو الأمية وانجازاته.
كما استعرض الكتاب المشروع التجريبي لتنمية القطاع النسائي الذي شمل نشاطه الجانب المهني ونشاط الثقافة الجماهيرية ونشاط العون الذاتي والخدمات فضلا عن تسليط الضوء على مشروع احداث مركزي بصرى والرستن الرائدين لتعليم المراة الريفية وتدريبها مهنيا والذي نفذته وزارة الثقافة بالتعاون مع الاتحاد العام النسائي وبرنامج الامم المتحدة الانمائي واستهدف رفع مستوى المراة الريفية التعليمي مع اعدادها للأنتظام بالنشاطات المولدة للدخل وتأكيد مساهمتها الفعالة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عن طريق تحريرها من الأمية .
ما تحدث الكتاب عن تعليم الكبار على الصعيدين العربي والدولي من خلال القاء الضوء على تطور هذا التعليم في المؤتمرات العربية والدولية مبينا ان أهداف المؤتمرات تجلت بمراجعة خطة محو الأمية وتعميم التعليم الابتدائي في الوطن العربي ووضع التصورات المستقبلية لخطط قطرية وقومية للتعليم المستمر إضافة إلى تنمية القدرة على اكتساب المعارف والمهارات والإتجاهات واشكال السلوك الجديدة الكفيلة بتحقيق النضج الكامل للشخصية وضمان اندماج الأفراد بالحياة العامة من خلال تزويد الجمهور المستهدف بنوع من التعليم التقني والمهني .
كما القى الكتاب الضوء على الوضع التعليمي في الاراضي العربية المحتلة الذي يعاني اشد المعاناة من ممارسات الأحتلال الاسرائيلي حيث ترزح هذه المناطق تحت وطأة عبئ شديد من تقييدات مختلفة وتدابير قمعية تؤثر سلبا في تعليم الأطفال واليافعين والكبار والنساء منهم بخاصة .
كما يؤكد الكتاب أهمية الأهتمام بتعليم الكبار ومدى الحاجة اليه لأن النظام التعليمي هو من مؤسسات الحضارة الجديدة التي تحتاج إلى أغناء اكثر وتوفير قدرات أهم تلبي الحاجة التعليمية ليصبح النظام التعليمي نظاما مكملا .
وفي الكتاب توضيح لمفهوم الشراكة بين المؤسسات والهيئات الحكومية المسؤولة عن محو الأمية وتعليم الكبار والمنظمات غير الحكومية والشبكات المتخصصة في التعليم وخاصة في تعليم الكبار في الوطن العربي .
واشارت الجابي في كتابها إلى أنه في مطلع القرن ال21 وضع المهتمون بسياسات تعليم الكبار منهجيات لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه تنمية القوى البشرية في العالم في جميع مناحي الحياة والتي تبلورت بشكل جلي في المؤتمر العالمي لتقييم تعليم الكبار .
كما جاء في الكتاب أن تعليم الكبار يقدم مفهوما جديدا لدوره ووظيفته ومسؤولياته في بناء مجتمعات متعلمة قادرة على مكافحة الفقر والعنف والمرض وتلوث البيئة والعصبيات القبلية وقدرته على مساندة ودعم مفاهيم السلام والديمقراطية في إطار منظومة مجتمعية عالمية معنية بحقوق الإنسان .
وأكد الكتاب أن التقدم الاقتصادي لا يتحقق فقط بتوفر رؤوس الاموال والموارد والأمكانات المادية والقوانين المشجعة للاستثمار بل أن العنصر الحاسم في التقدم الاقتصادي يبقى دائما في اعداد القوى البشرية المدربة على الأنتاج لأن التنمية البشرية هي أساس التقدم وذلك عن طرق التعليم المميز .
ويضم الكتاب مواضيع اخرى تشمل أسس تعليم الكبار والتنمية الاقتصادية والادراية المرتبطة بالوعي والتعليم .
يذكر أن الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وهو يقع في 712 صفحة من القطع المتوسط .