الشريط الإخباري

تطوع لمواجهة الحرائق… قصة جديدة يرويها شباب سورية

اللاذقية-سانا

ريف اللاذقية الشمالي… كانت وجهة شباب متطوعين جاؤوا من كل حدب وصوب بقصد مؤازرة رجال الإطفاء والمجتمع الأهلي في عمليات السيطرة على الحرائق وإخمادها، بعد أن وثقتها مئات الصور ومقاطع الفيديو وعكست الواقع المأساوي للغابات التي تحوّلت إلى رماد.

ليس غريباً عنهم، إنهم شباب سورية الذين لم يغيبوا بسواعدهم وطاقاتهم في كل المحن التي ألمت بوطننا الحبيب، يهبون قبل النداء، تحركهم عزيمتهم وشجاعتهم وانتماؤهم لأرض لا يقبلون إلا أن يكونوا شركاء في حمايتها وصونها.

سارع الشاب أكثم إسماعيل، قائد فريق “ضوء سورية” التطوعي، مع عدد من أعضاء الفريق للالتحاق بفرق الإطفاء المنتشرة في قرية الكواسر، وتقديم المساعدة حسب الإمكانيات المتاحة وبالتنسيق مع كوادر مديرية الزراعة، حيث أوضح أن مهمتهم تمثّلت بأعمال المراقبة في المواقع التي تم إخمادها والتأكد من تبريدها وضمان عدم انتقال النيران إلى المناطق المجاورة، ما يخفف الأعباء الملقاة على عاتق الكوادر العاملة على الأرض، والتركيز على أداء مهامهم في مواجهة الحرائق والاستمرار في التقدم دون الشعور بالقلق أو التخوف من معاودة اشتعال النيران في المناطق التي أخمدوها.

وأشار إسماعيل في تصريح لمراسلة سانا الشبابية إلى المبادرة التي أطلقها الفريق بالتنسيق مع دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية للمرابطة في محمية الشوح والأرز كإجراء احترازي، بهدف تأمين الحماية لهذه الغابة العريقة التي تمتد على مساحات واسعة عبر تنظيم جولات استطلاعية ضمن المحمية بالتناوب، ومراقبة الوضع العام لضمان عدم إشعال أي نار خلال موجة الحر التي تتعرض لها البلاد والإبلاغ بالسرعة القصوى عن أي حادثة أو حريق صغير لاتخاذ ما يلزم.

لم يحتملوا مشاهد النيران تلتهم الغابات الخضراء التي لطالما كانت مقصداً لأنشطتهم الترفيهية والرياضية وحملات التشجير التي سبق وشاركوا بها هذا ما قاله حسن إسماعيل وغيث ليلى وجعفر قبيلي من الفريق ذاته، مؤكدين ضرورة أن يتحلى الشباب بحس عالٍ من المسؤولية تجاه ما يحدث والتحرك كل حسب استطاعته بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان الاستثمار الأمثل لطاقاتهم في دعم الجهود الحكومية والأهلية والمساعدة في تطويق النيران والحد من انتشارها.

التعاون والتنسيق مع الفرق الأخرى والجهات المعنية لإيصال الطعام والماء للعناصر العاملة على الأرض في قرية بستنجيق ومرافقة الآليات التي تعمل على شق الطرقات وخطوط النار في منطقة بيت حليبية مهمة تحدث عنها الشاب إبراهيم سعود، رئيس الجمعية السورية للأنشطة الجبلية (المغامر السوري)، حيث انطلقت مجموعة من الشباب تحمل الطعام والماء باتجاه جبل الملك لتزويد الكوادر المستنفرة هناك بعد معاودة اشتعال النيران واشتدادها بسبب سرعة الرياح.

فيما أشار الشاب قصي سليمان من أعضاء الجمعية إلى توجه عدد من الشباب إلى منطقة كفرية مقابل سفح قرية غمام بعد التنسيق مع دائرة الحراج في مديرية الزراعة، لتنظيم دوريات مراقبة في المواقع الحراجية والمحميات والغابات القريبة من مناطق الحرائق في ظل نقص عناصر حماية الحراج جراء استنفار جميع الكوادر للتعامل مع الحرائق المنتشرة في مناطق متفرقة، للإبلاغ عن أي حادثة تستدعي التدخل ومنع وقوع أي كارثة طبيعية جديدة.

مدفوعاً بحبه للطبيعة، جاء المتطوع الشاب يزن مصا (27 عاماً) بمفرده لينضم إلى رجال الإطفاء المتواجدين في قرية السرسكية منذ الساعات الأولى، وللمساعدة في تأمين المواد الغذائية لهم والتنسيق الميداني بين الفرق المتواجدة على الخط الأول في مواجهة النار وخطوط التغذية، واصفاً ما يفعله رجال الإطفاء والدفاع المدني ودائرة الحراج بالملحمة البطولية، فعلى الرغم من ملامح التعب والإرهاق والإعياء التي بدت واضحة على وجوه الرجال جراء العمل المضني والظروف الجوية المعاكسة من ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح ووعورة التضاريس التي تعيق تقدمهم إلا أنهم يواصلون العمل بإصرار وعزيمة وإرادة لا تلين، لدرء خطر الحريق ومنعه من الامتداد باتجاه المناطق المأهولة.

رشا رسلان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency