السوريون.. مِنْ طيِّ صفحة الانتداب إلى وأد دفاتر الإرهاب-صحيفة الثورة

التاريخ ليس سرداً للأحداث فقط، بل هو تسجيل لها واستخراج لمعانيها وعبرها ودروسها، خصوصاً حين يكرر التاريخ نفسه، ويعود المستعمر للإرهاب والقتل ذاته ويعود الشعب المناضل للمقاومة والتضحيات.

استنساخ الأحداث هو عنوان ما يجري اليوم في سورية، ففي الوقت الذي يستعد الشعب العربي السوري للاحتفال غداً بذكرى الجلاء وطرد المحتل الفرنسي عن أرضه الطاهرة، تعود الحكومة الفرنسية الحالية إلى ممارسة دور المستعمر الذي مارسته الحكومة الفرنسية أيام الانتداب البغيضة بكل تفاصيلها ودقائقها وتستمر بتحالفها مع التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية وتؤكد على شراكتها التامة في سفك دماء السوريين، وتتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي لمكافحة الإرهاب ومعاقبة مموليه، وتتجاهل حق الحكومة السورية في محاربة الإرهابيين والدفاع عن مواطنيها، وتمارس سياسات التضليل والخداع وتزييف الحقائق وكأنها تنبش دفاتر الانتداب التي زيفت وضللت وكذبت كثيراً لاستمرار استعمارها للشعب العربي السوري ومنع قيام استقلاله.‏

قتلت آلاف السوريين منذ دخول غورو إلى دمشق وحتى مغادرة جنودها الغزاة بعد ربع قرن من الاحتلال والإرهاب، وها هي اليوم تمارس الدور ذاته من خلال مشاركة أميركا وأدواتها وحلفائها في لعبة الفوضى الهدامة ونشر الارهاب والقتل.‏

لكن السوريين الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم لنيل حريتهم واستقلالهم ماضون اليوم لحماية هذا الاستقلال، ومواجهة الإرهاب الذي يحاول تدمير حضارتهم وتفتيت وحدتهم الوطنية وطي صفحة دولتهم ومؤسساتهم، والتاريخ سيعيد نفسه وسيؤكد حقيقة أن الشعوب لابد أن تنتصر على المستعمرين مهما تجبروا وتغطرسوا وتهزم أدواتهم ومرتزقتهم من الإرهابيين.‏

بقلم: أحمد حمادة

انظر ايضاً

أكبر مجزرة “صحفية”.. وعالم يكتفي بالإدانة!.. بقلم: أحمد حمادة

هنا في غزة، لا حماية دولية للصحفيين، لأن “المدلل غربياً” هو الجلاد الصهيوني، هنا قواعد …