القدس المحتلة-سانا
طالبت هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوضع حد للانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها ومعتقلاتها.
ووفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا فإن محافظ بيت لحم جبرين البكري ورئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع سلما اليوم مدير مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في جنوب الضفة الغربية أمجد أبو لبن رسالة موجهة إلى بان كي مون تطالبه بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية بحق الأسرى وذلك في ختام اعتصام عدد من أهالي الأسرى ومديري المؤسسات الحكومية والأهلية الفلسطينية ومواطنين امام مقر الوكالة الدولية في منطقة باب الزقاق ببيت لحم.
ولفتت الوكالة إلى أن قراقع طالب الأمم المتحدة بضرورة التدخل الفوري “لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين من عمليات القتل الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال مع ضرورة توفير العلاج لهم ووقف الاعتقال الإداري الذي يخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية”.
وأكد قراقع خلال الرسالة كذلك ضرورة وقف سياسة اعتقال الاطفال وحقهم بالعيش بين أهلهم كبقية أطفال العالم مع التأكيد على فتح سجون الاحتلال أمام لجان الأمم المتحدة للاطلاع على الظروف المعيشية السيئة التي يعيشونها.
من جانبه قال البكري إن “إحياء يوم الأسير هو بمثابة عنوان للتحدي والبطولة والفداء والتضحية مع التأكيد أن شعبنا ماض في مشروعه النضالي من أجل تحقيق أهدافه الوطنية وفي مقدمتها قضية الاسرى لدى الاحتلال”.
إلى ذلك كشف تقرير صدر عن هيئة شؤون الأسرى حول واقع وظروف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم بمناسبة يوم الأسير عن فداحة المحنة التي يعيشها الأسرى داخل أقبية سجون الاحتلال وانتهاك إدارة السجون لأبسط حقوقهم.
وأفاد التقرير بأن الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 اعتقل 850 ألف مواطن فلسطيني مبينا أنه من بين المعتقلين 15 ألف أسيرة وعشرات الآلاف من الأطفال.
وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 2000 ولغاية اليوم سجلت أكثر من 85 ألف حالة اعتقال بينها أكثر من عشرة آلاف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة ونحو1200 إمرأة فلسطينية وأكثر من 65 نائباً ووزيرا سابقا إضافة إلى إصدار الاحتلال قرابة 24 ألف قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق.
وأوضح التقرير أن تلك الاعتقالات لم تقتصر على شريحة معينة أو فئة محددة بل طالت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز وتفيد الوقائع وشهادات المعتقلين بأن مئة بالمئة من الذين مروا بتجربة الاعتقال تعرضوا لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور أو أفراد العائلة بينما الأغلبية منهم تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.
كما أشار التقرير إلى تصاعد استهداف الأطفال خلال السنوات الأربع الماضية اذ سجل خلالها اعتقال 3755 طفلا منهم 1266 طفلا خلال العام المنصرم بينما لم تتوقف سلطات الاحتلال عن استهدافها المتصاعد للأطفال موضحا انه حسب شهادات الأطفال فإن 95 بالمئة منهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل خلال فترة اعتقالهم واستجوابهم.
وكشف التقرير أيضا عن تعرض الأسيرات الفلسطينيات خلال عمليات الاعتقال والتحقيق للضرب والاهانة والشتم والتحقير والتهديد والمعاملة القاسية لافتا إلى أن قرابة 1500 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من أمراض مختلفة جراء الظروف الحياتية والمعيشية ورداءة الطعام وتلوث البيئة المحيطة والمعاملة القاسية وسوء الرعاية الصحية والإهمال الطبي.
ووفق ما هو موثق لدى هيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن 206 أسرى استشهدوا بعد الاعتقال منذ العام 1967 كان آخرهم الشهيد رائد الجعبري من الخليل ومن هؤلاء الشهداء 71 استشهدوا نتيجة التعذيب و54 نتيجة الإهمال الطبي و74 نتيجة القتل العمد والتصفية المباشرة بعد الاعتقال و7 أسرى نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم وهم داخل السجون.
واعتبرت هيئة الأسرى في تقريرها أن انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية خطوة مهمة لحماية حقوق الأسرى كضحايا لجرائم ومخالفات جسيمة ارتكبت بحقهم على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت الهيئة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني مؤسسات المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه قضية الأسرى والعمل على وقف الانتهاكات التعسفية بحقهم.