الشريط الإخباري

حلب.. أيقونة الصمود-صحيفة البعث

بعد أن عجزت مرتزقة آل سعود وأردوغان عن إسقاط حلب، لم يبق في جعبة مشغليهم إلا الحرب النفسية كمحاولة أخيرة للنيل من صمود أهلها ،فشنوا خلال اليومين الماضيين حرباً إعلامية غير مسبوقة على القنوات التابعة لهم ومواقع التواصل الاجتماعي هدفها رفع معنويات التنظيمات التكفيرية المنهارة أمام ضربات بواسل جيشنا من جهة، وبث الرعب في نفوس أهل حلب ودفعهم إلى مغادرة مدينتهم التي صمدت لسنوات أربع خلت رغم الاستهداف الممنهج للبشر والحجر والبنى التحتية من جهة أخرى.

يعلم المشاركون في الحرب على سورية أهمية حلب جغرافياً واقتصادياً فهي ثاني أكبر تجمع سكاني وأكبر مجمع صناعي في البلاد، فعملوا على تهجير عدد كبير من سكان ريفها قسراً إلى المخيمات التي أعدت مسبقاً داخل الأراضي التركية بعد أن ارتكب التكفيريون مجازر يندى لها جبين الإنسانية بحق الأهالي، وتولى أردوغان مهمة سرقة معاملها، وعلى ما يبدو أن محور المتآمرين من الغرب والعرب والمتصهينين، لم يقرؤوا التاريخ، فهم لم يدركوا أن حلب كانت أيقونة الصمود في مواجهة أعتى الهجمات على مر التاريخ، وكانت كلما تعرضت للتدمير تنهض من جديد لتبقى عاصمة اقتصادية لسورية.

بالأمس وبعد ما تعرضت له بعض أحياء حلب وخاصة السليمانية من هجمات إرهابية في يوم عيد الفصح المجيد، تزامناً مع ما بث من أكاذيب حول دخول التنظيمات التكفيرية اليها استنفرت الحكومة السورية وقيادة الحزب وتوجهت إلى المدينة للاطلاع عن كثب على حقيقة ما يجري وتقديم كل مستلزمات الصمود للأهالي،

وطمأنتهم بأن الجيش العربي السوري، كما أحبط في المرات السابقة محاولات التسلل إلى مدينتهم، فهو سيتكفل اليوم وغداً بالتصدي للمحاولات القادمة.

وعليه أظهر السوريون للعالم من جديد مشهداً يلخص ما يجري على أرضهم منذ بداية الأحداث، وأكدوا حقيقة مفادها بأنهم يتعرضون لحرب ظالمة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة، والعقوبات الاقتصادية التي استهدفت لقمة عيشهم، لكنهم سطروا ملاحم في الصمود في سبيل الحفاظ على وحدة التراب والمبادئ واستقلالية القرار والهوية العربية.

باختصار كل ما أشيع من أكاذيب على قنوات التضليل الإعلامي سقط بالضربة القاضية، بل زاد أهالي حلب الشهباء إصراراً على الصمود، فمن حاولوا التسلل إلى المدينة كان مصيرهم إما القتل، أو الفرار، والحرب النفسية فشلت في تحقيق أهدافها، وهذا ما أكده الأهالي عندما خرجوا لممارسة حياتهم الطبيعية وفي هذا أيضاً سر الصمود السوري في وجه أشرس هجمة عرفها تاريخها، والذي سيفضي إلى النصر طال الزمان أم قصر.

بقلم: عماد سالم

انظر ايضاً

لا قفز فوق الأولويات

لن نبالغ في التفاؤل تجاه ما تمخّض عن زيارة المبعوث الأممي غير بيدرسون إلى دمشق، …