الشريط الإخباري

خبراء روس: أمريكا وراء استمرار الأزمة في سورية وعرقلة الحوار لخدمة مصالحها

موسكو-سانا

أعلن إيغور إيفانوف رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية ووزير الخارجية الأسبق أن الحجج الأمريكية التي تعرقل الجهود الروسية لحل الأزمة في سورية مسيسة ولاترفقها بتفسيرات واضحة مؤكدا من جديد على الدور الروسي للمساعدة في ايجاد توافقات بين الأطراف في سورية.

وقال إيفانوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن روسيا لا تقوم بنقض قرارات جرى اتخاذها في مجلس الأمن الدولي أو مرتبطة بدول أخرى كما تفعل الولايات المتحدة وانما تسعى للمساعدة دائما في إيجاد توافقات بين الأطراف السورية.

وشدد على ان روسيا وقفت دائما إلى جانب حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط بالطرق السلمية ولم تتخذ يوما ما أي تدابير أو إجراءات من شأنها أن تزيد من حدة هذه الصراعات وتعمق التناقضات بين الأطراف المتنازعة.sana.sy 1

من جهة أخرى أعرب إيفانوف عن أمله في أن يتفهم الآخرون جوهر قرار رفع الحظر عن توريد الأسلحة الروسية بما فيها صواريخ إس 300 إلى إيران نظرا لأن زوال الحظر مرتبط بالنواحي الإيجابية التي انبثقت مؤخرا من المفاوضات حول برنامج ايران النووي السلمي مع مجموعة خمسة زائد واحد.

بدوره أكد سيرغي ميخييف المدير العام لمعهد التعاون في حوض قزوين أن الولايات المتحدة تسعى لاستمرار الأزمة في سورية وتعمل على عرقلة الحوار بين السوريين لأن استمرار الازمة يخدم مصالحها.

وقال ميخييف إن الغرب مهتم بتأجيج الصراعات في منطقة الشرق الأوسط ويعمل على تمددها من بلد لاخر كي يحافظ على عدم الاستقرار في المنطقة ما يجعل تواجده العسكري فيها مبررا مشيرا الى أن الأمريكيين والأطلسيين يوءكدون باستمرار أن تواجدهم العسكري يجب أن يكون في كل المناطق غير المستقرة بينما يبدو السلام في العالم مسألة خارجة عن اهتمامات الغرب بشكل عام وأنه يفضل إشعال النزاعات في العالم ليحل مشاكله الداخلية على حساب الغير.

ودعا مخييف إلى تطوير الحوار بين السوريين بغض النظر عن ممارسات الولايات المتحدة والدول السائرة في فلكها.

وفي مقابلة مماثلة مع مراسل سانا أكد السفير الروسي سابقا عضو المجلس الروسي للشوءون الدولية فاليري موروزوف أن روسيا تصيغ سياستها في الشرق الأوسط انطلاقا من الروابط التقليدية والعلاقات التاريخية مع بلدان هذه المنطقة واستنادا إلى المواقف التي اتخذتها باستمرار تجاه تهدئة الوضع في هذه المنطقة من العالم بينما تظهر المواقف الأمريكية في المقابل بأنها مرتبطة بتأجيج الصراعات ورفض تسوية النزاعات العالقة فيه.

وأشار موروزوف إلى أن روسيا تقدم المساعدات الإنسانية لسورية وتستضيف وفود المعارضة المختلفة وتلك التي تبحث عن إمكانية إيجاد توافقات وطنية من أجل الإسراع في إنهاء الأزمة في سورية.

من جهة أخرى اعتبر موروزوف أن الأمريكيين يعبرون باحتجاجهم على رفع الحظر الروسي عن توريد صواريخ إس 300 لإيران عن عادتهم وعرفهم برفض أي خطوة لا تخدم مصالحهم دون أن يدركوا أن الحوار الهادئ والموضوعي يوصل إلى الحلول الوسط دائما.

من ناحيته أكد سيرغي لوزيانين كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية أن سورية وإيران وروسيا ودولا أخرى يرفضون الاستجابة للإملاءات الأمريكية لأن لدى كل منها حضارتها وقيمها وروءيتها الخاصة بها للعالم وكذلك أولوياتها التي قد تتفق أحيانا مع الأولويات الأمريكية وقد تختلف عنها أحيانا أخرى.

ورأى لوزيانين ان نظرة الولايات المتحدة للعالم تنطلق من تصوراتها في الهيمنة عليه وجعله عالما خاضعا لها أما الدول الأخرى الكبيرة منها والصغيرة فينبغي عليها أن تخضع لطاعة واشنطن وأن تنسجم مع البرنامج الأمريكي تماما وكل من يشرد عن هذه الأطر الأمريكية يجري تصنيفه في خانة الإرهابيين أو في خانة الدول المارقة أو الدول التي يجب أن تفرض عليها العقوبات أو تهمل وكأنها غير موجودة في هذا العالم.

وقال لوزيانين إن جزءا كبيرا من العالم لا يريد أن يعيش وفق الإملاءات الأمريكية وإنما يسعى للتطور وفق قوانينه وتشريعاته لافتا إلى أن منظمة بريكس أو منظمة شنغهاي للتعاون هي تجمعات دولية خارجة عن الطاعة الأمريكية ولكنها ليست موجهة ضد الولايات المتحدة بل هي مشاريع تحاول الدول المشاركة فيها أن تصيغ أنظمة تعاون متبادل فيما بينها ومع الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة ولكن دون أي رقابة واملاءات قسرية من قبل واشنطن على الجميع.

واعتبر كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية أنه لا يمكن تطويع عالم اليوم لقاعدة واحدة وحشره في صف أمريكي واحد ومهما كانت قوة الولايات المتحدة كبيرة فإن العالم متنوع ومعقد ومختلف فلا يمكن حصره في إطار امريكي موحد كما يتصور بعض الساسة في أمريكا.

انظر ايضاً

خبراء روس يرصدون توهجاً شمسياً شديد القوة

موسكو-سانا رصد الخبراء الروس اليوم توهجاً شمسياً من أعلى مستوى، ومن أقوى التوهجات