الشريط الإخباري

تطعيم الخشب “الموزاييك”حرفة لها عشاقها

دمشق-سانا

عرف الدمشقيون حرفة صناعة الموزاييك منذ القرن التاسع عشر وظهر ذلك واضحا من خلال التنوع الكبير في منتوجاتهم الخشبية المزخرفة والمطعمة بالفضة والصدف والعظم ولاتزال حرفة تطعيم الخشب مصدر رزق للكثير من العائلات الدمشقية التي تميزت فيها.

سانا المنوعة التقت جوزيف أبو حمد الذي يحترف العمل بمهنة الموزاييك منذ اكثر من ثلاثين عاما والذي حدثنا قائلا إن للمهنة تاريخا عريقا ابدعها جرجي جبرائيل بيطار في العام 1860حيث جمع الخشب الملون والصقه بالغراء لتنشا بعد ذلك حرفة الموزاييك التي تميزت بها مدينة دمشق وغوطتها.

وأضاف إنه تعلم المهنة بشكل نظري في بادئ الأمر وقام بتطبيقها على أرض الواقع في سن مبكرة جدا وساعده صغر سنه في تعلمها واتقانها والتفنن والإبداع فيها.

وتابع أبو حمد.. عملت في ورشة صغيرة وكنت أمضي أغلب نهاري في العمل إلى أن تمكنت منه واتقنته وبعد ذلك افتتحت ورشة كان يعمل فيها أكثر من خمسين عاملا عشرة منهم فقط أقوياء الآن في المصلحة لكن لم يتفوق أحد على معلمه.

وبين أبو حمد أن العمل اختلف كثيرا عن البدايات في السابق كان يتم تلوين الأخشاب والتطعيم بعظام الخيل وحاليا دخلت الأخشاب المختلفة الأنواع والألوان في صلب العمل فبات الحرفي يصنع لوحات فنية بارعة لافتا إلى أنه يستخدم في عمله اشجار الحور والمشمش والزيتون والجوز والكينا والسرو والليمون إضافة لبعض الأخشاب المستوردة كالورد.

وأوضح أن مهنته “غنية فقيرة” فهي تأخذ وقتا طويلا للخروج بلوحات مميزة وغنية فعمل عام يباع أحيانا في ساعة لافتا إلى أن أغلب عمله يصدر إلى الخارج والسفارات والبعض يحتفظ بتحف الموزاييك لأنها فن والآخر يحملها معه كنوع من التذكار .

وقال.. شاركت بمعارض كثيرة في أمريكا وميامي وفلوريدا ودبي وتونس وكنا نبيع بضاعتنا قبل أن ينتهي المعرض لأن البضاعة جيدة والحرفي السوري يتمتع بسمعة حسنة وجيدة .

بدوره الحرفي جورج خوري البالغ من العمر 51 عاما والذي يحترف صناعة الموزاييك المصنوعات الشرقية منذ أكثر من 30 عاما قال .. إنه وجد صعوبة في تعلم المهنة في بادئ الأمر لكنه سرعان ما تمكن من تعلمها وبات ينافس أبرع الحرفيين.

وأضاف.. إنه كان يصنع في السابق جهاز العروس بالكامل وحاليا اقتصر عمله على طاولات الزهر وعلب المجوهرات والاطارات وعلب المناديل والضيافة.

وتابع خوري أن لكل شخص رؤية فنية تختلف عن الآخر حسب الذوق.. البعض يرسم اللوحات التي يريد صناعتها فيقوم بتلوينها والبعض الآخر يقوم بتطعيمها بالصدف لافتا إلى أن صناعتهم يرغبها السياح والأجانب ويحملونها معهم إلى بلدانهم كمنتج دمشقي خالص.

وختم خوري بالقول إنه يحب مهنته جيدا ويخشى عليها من الاندثار ولاسيما بعد أن خف العمل بها حاليا بسبب صعوبة الحصول على المواد الأولية وبسبب صعوبة تصريف المنتجات .

سكينة محمد

انظر ايضاً

رغم الصعوبات.. تطعيم الخشب حرفة عصية على الاندثار

دمشق-سانا صناعة تطعيم الخشب بالصدف حرفة تحتاج الكثير من الصبر والدقة والهواية في المقام الأول …