دمشق-سانا
جمع الدكتور سهيل الملاذي الدراسات والبحوث التي نشرها في مجلة الحياة الموسيقية التي تصدرها وزارة الثقافة وقدمها كجهد متواضع في كتاب بعنوان دراسات وأبحاث “الحياة الموسيقية بهدف نشر الوعي بأهمية الموسيقا والغناء عند العرب ودورهما في إغناء التراث الثقافي والفني العربي.
ولفت في مقدمة كتابه الذي يحمل الرقم 12 ضمن سلسلة دراسات موسيقية التي تصدرها الهيئة السورية للكتاب إلى ضرورة تصحيح الأفكار المغلوطة لدى بعض الناس عن هذين الفنين الراقيين مشيرا إلى “أن بعض الناس مازال يرى في الموسيقا والغناء انصرافا عن الدين حتى أن بعض الناس يتطرف ويرى فيهما إلحادا” مستذكرا بهذا الصدد سؤالا غريبا طرحه عليه أحد الشباب الجامعيين عما إذا كانت “الموسيقا تعتبر حراما”.
كما يأتي الكتاب ردا على من يقول أنه ليس لدى العرب تراث موسيقي موضحا أن الكثيرين الآن يجهلون أو يتجاهلون أن الموسيقا والغناء هما مكونان حضاريان من مكونات تراثنا الثقافي والفني.. وما هذا الجهل أو التجاهل إلا بسبب تقصير بحوثنا ودراساتنا المعاصرة في تسليط الأضواء على الموسيقا والغناء عند العرب منذ العصور الإسلامية الأولى وفي أبراز الدور التاريخي لهما في إغناء الثقافة العربية وتراثها اللامادي.
ونوه الكاتب بالدور المميز الذي قامت ولا تزال تقوم به المؤسسات الثقافية السورية في هذا المجال كمديرية المسارح والموسيقا والمعهد العالي للموسيقا المعاهد الموسيقية المتعددة المنتشرة في سورية والجمعيات والنوادي الموسيقية الكثيرة إضافة إلى ما يقام من ندوات ومحاضرات ومهرجانات موسيقية وغنائية وغير ذلك.
ولا ينكر ملاذي أن المراجع والمصادر والمخطوطات والكتب عن هذا الموضوع قليلة غير أنها على قلتها سوف تساعد في المزيد من الدراسات والبحوث والكتب التي تفيد في نشر الوعى بأهمية الموسيقا والغناء عند العرب ودورهما في إغناء التراث الثقافي والفني العربي لعل ذلك يصحح الأفكار المغلوطة السائدة لدى بعض الناس عن هذين الفنين الراقيين.
وتضمن الكتاب الواقع في 195 صفحة ثمانية فصول تتحدث عن الغناء والموسيقا عند العرب بين الجاهلية والاسلام “الموشحات الأندلسية في الأندلس مع ملحق يتضمن نماذج من هذه الموشحات” الغناء العربي المتقن وأعلامه في حلقتين” الثانية فى الغناء والالحان واختلاف الناس في ذلك لابن ربه الأغاني في الأغاني” قراءة غنائية في مقدمة ابن خلدون” النواحي الموسيقية والغنائية فى الشعر العربي.
يذكر أن الدكتور سهيل الملاذي من مواليد مدينة جرابلس 1941 ويحمل دكتوراه في اللغة العربية عمل مديرا للثقافة في دمشق لمدة تسع سنوات وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وله العديد من الكتب منها الطباعة والصحافة في حلب “الاتجاهات الفكرية العربية في الصحافة.
سلوى صالح