حماة-سانا
طالب مزارعو منطقة الغاب في محافظة حماة بإحداث مطحنة ومركز لتجميع أقطان ومحلج في الغاب بدلا من ترحيل الأقطان إلى مدينة حماة على نفقة المزارع وتوسيع مركز حبوب شطحة وبناء معمل ألبان وأجبان في الخط الغربي في الغاب.
ودعا المزارعون خلال لقائهم اليوم عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الفلاحين الدكتور عبد الناصر شفيع ووزيري الزراعة والموارد المائية في المركز الثقافي العربي بالسقيلبية إلى تمويل محصول الشوندر السكري دينا وغيصال الأسمدة والبذار إلى المصارف الزراعية وتأمين مكبات القمامة من أراضي أملاك الدولة نظرا لتأثيرها على العمليات الزراعية من خلال سد المصارف المائية وحل مشكلة نقص مياه الري الذي أدى إلى انخفاض كميات المياه المخصصة للعمليات الزراعية وإرواء المحاصيل الشتوية والصيفية وتنفيذ العديد من السدود التخزينية في منطقة الغاب لأنها عامل مهم في تلافي نقص المياه.
كما طالبوا بإعادة تفعيل مشروع البرنامج المتكامل لتنمية الغاب “الاغروبوليس” الذي تبلغ كلفته 525 مليون دولار وأن يتم على مراحل أو أجزاء وزيادة أسعار المحاصيل بما يتناسب وغلاء الاسعار ودعم أشجار التفاح والزيتون وتأجيل ديون الفلاحين حتى لا يغرموا بالفوائد والإسراع في وضع الخطة الزراعية.
وأكد المزارعون ضرورة إحداث مراكز استلام المحاصيل في أماكن زراعتها وتأهيل الطرق الزراعية والسماح ببناء غرفة زراعية في الأراضي الزراعية لصالح أصحاب الأراضي بهدف حماية محصولهم وإدراج محصول التبغ في الخطة الزراعية ودعم مربي النحل.
وأوضحوا أهمية دعم النواحي بسيارات إطفاء وخاصة في مواسم الحصاد وجني المحصول وتحديد تسعيرة موحدة لكل الآليات الزراعية بما فيها الحصادات والجرارات وغيرها وتوفير مادة المازوت لعمليات الري للمحاصيل الاستراتيجية ومنح قيم الأضرار الزراعية نتيجة الكوارث الطبيعية للأهالي ورفع سقف الدين مع المصارف الزراعية إلى 20 مليون ليرة سورية على الجمعيات الفلاحية.
وأكد الدكتور شفيع ضرورة تحفيز موارد منطقة الغاب والنهوض بها ورعايتها كونها من أهم المناطق السورية الغنية بالموارد و”تشكل جزءا مهما داعما للاقتصاد الوطني” وذلك من خلال تضافر الجهود من قبل كل الجهات المعنية لافتا إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو الاطلاع على الواقع الزراعي في منطقتي مصياف والغاب وخاصة واقع صناعة الحرير في بلدة دير ماما بمصياف وواقع الإنتاج الزراعي والحيواني في الغاب.
وكشف الدكتور شفيع عن مشروعين جديدين لمنطقة الغاب وهما إعادة تأهيل مبقرة جب رملة وإمكانية افتتاح خط جديد لإنتاج الألبان والأجبان في الغاب فيما “يتم التعاون والتنسيق حاليا بين الحكومة ومنظمات دولية لتأهيل مشروعات انتاج الحرير في دير ماما والدريكيش حيث توجد دراسة فنية ومالية لإعادة تأهيل وإحياء هذه الصناعة وهيكلتها من خلال دعم المربين في هذه المهنة”.
وتطرق شفيع إلى المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية بهدف ضرب ركائز ووحدة المجتمع السوري وتفتيت مكوناته ومكامن قوته مؤكدا أن الشعب السوري يشكل وحدة متكاملة و”إنهم مهما فعلوا من نهب وسرقة وتخريب لركائز الوطن فلن يستطيعوا أن يرهبوا الشعب السوري أو يسلبوا إرادته”.
بدوره نوه وزير الزراعة والاصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري بجهود الفلاحين الذين أصروا على إنجاح العملية الإنتاجية الزراعية موضحا أن القطاع الزراعي استمر بالعمل والإنتاج خلال السنوات الأربع الماضية رغم الظروف التي تمر بها سورية وذلك بفضل الفلاحين والمهندسين والفنيين الزراعيين حيث كانت نسب الخطط الزراعية “مقبولة” مشيرا إلى أن الموسم الحالي “موسم خير بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية وخاصة القمح”.
وبين القادري أن منطقة الغاب تعتبر من أخصب وأهم المناطق الزراعية في سورية وهي تحتاج رعاية واهتماما تسعى الوزارة لتحقيقه بالتنسيق مع الفلاحين مؤكدا ضرورة بذل المزيد من الجهود ليكون الأداء أفضل لافتا إلى أن الحكومة تبذل كل الجهد الممكن لتأمين المحروقات للمواطنين رغم كل الصعوبات.
وأوضح وزير الزراعة أن تكلفة انتاج الكيلوغرام الواحد من بذار القمح هي 72 ليرة سورية فيما يتم بيعه بـ 45 ليرة فقط للمزارعين حيث يغطى الفارق من صندوق الدعم الزراعي.
ولفت القادري إلى أنه تم بدء العمل بمشروع البرنامج الوطني لتسجيل وترقيم الثروة الحيوانية الذي يحدد احتياجات المربين من الأعلاف ويرفد الوزارة بمخرجات مهمة اهمها تصويب الرقم الإحصائي ومنع حالات الغش في الحصول على كميات علفية رغم عدم الاستحقاق لها حيث تم العام الماضي توزيع 625 ألف طن من الأعلاف على المربين بدعم من الحكومة بلغ 9 مليارات ليرة سورية.
وبين وزير الزراعة أن صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية “ليس صندوق تعويض” وإنما تخفيف أعباء الكوارث الطبيعية لإعانة المزارعين حيث يتم “منح كل القوائم الواردة من المحافظات تعويضات مالية تخفف من الكوارث التي تصيب محاصيلهم”.
من جهته أوضح وزير الموارد المائية الدكتور كمال الشيخة أن الغاية من زيارة محافظة حماة هي الاطلاع على هموم المواطنين وإيجاد الحلول الناجعة وتذليل الصعوبات من خلال العمل الدؤوب للنهوض بهذا الواقع مبينا أن مخازين المياه للموسم الحالي جيدة حيث يوجد في سد الرستن 116 مليون متر مكعب وفي سد محردة 130 مليون متر مكعب كما تمكن تغطية الحاجة من مياه الري من سد تلدو وقطينة.
وكشف الشيخة عن دراسة قائمة لمشروع “تنفيذ أربع سدات مائية” لتخزين المياه بكلفة 6 مليارات ليرة سورية “سيتم متابعته مع شركة “صانع” الإيرانية” حيث سيكون أول المشروع في نهر البارد بطاقة تخزين 20 مليون متر مكعب.
وأشار الشيخة إلى وجود سد قسطون الذي لم يتم إملاؤه هذا الموسم بالمياه بسبب تخريب الإرهابيين للمضخات لافتا إلى قيام الهيئة العامة لتطوير الغاب بتنفيذ سدة بسيطة في المصرف “ب” في الغاب لرفع نسبة تخزين المياه.
وأكد محافظ حماة الدكتور غسان خلف أنه ستتم متابعة تأهيل الطرق في منطقة الغاب وأنه تم توقيع 50 إضبارة على بند الصيانة والتعبيد والتزفيت لتأهيل طرق زراعية في المحافظة مبينا أن المكتب التنفيذي بالمحافظة يساهم في تحديد تسعيرة الحصادات.
وأوضح المحافظ أن الكميات الورادة من المحروقات بلغت 2 مليون ليتر للقطاع الزراعي في الغاب وفي حماة وأنه تم رفع مذكرة لإحداث مركز تجميع الأقطان في الغاب وتم الطلب من جميع البلديات في المحافظة تخصيص مكبات القمامة من أراضي أملاك الدولة بشرط ألا تكون حراجية.
وأكد أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي مصطفى السكري حرص العمال والفلاحين على المساهمة في بناء سورية من خلال ربط الأقوال بالأفعال والسلوك لتعزيز صمود الوطن خاصة في هذه المرحلة الصعبة.
وكان عضو القيادة القطرية ووزيرا الزراعة والموارد المائية ومحافظ حماة وأمين فرع الحزب وعدد من مديري المؤسسات والشركات العامة تفقدوا وحدة إنتاج الحرير في قرية دير ماما بمصياف.