السويداء-سانا
وسط أسرة تدعم المواهب ولديها شغف بالفن تسطر الشقيقتان سمية وأسيل بشار أبو الفضل من محافظة السويداء عناوين للتميز بالعزف على أكثر من آلة، وإجادة الغناء لتقدما بذلك نموذجاً من حالات إبداعية يذخر بها المجتمع السوري.
الشقيقتان سمية وأسيل ظهرت ملامح حبهما للموسيقا كما ذكرتا خلال حديثهما لـ سانا الشبابية بأعمار صغيرة جداً.
وحسب الشابة سمية فإنها بدأت بعمر ثلاث سنوات ونصف السنة بالتدريب على آلة الكمان من خلال إحدى المدرسات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم الغناء والعزف على آلة البيانو لاحقاً إلى أن انضمت للعديد من المعاهد ومراكز التدريب الموسيقي لصقل مهارتها وتطوير مستواها.
وبينت سمية أنها نالت بعمر 9 سنوات شهادة امتياز بامتحانات الأكاديمية الملكية البريطانية، كما فازت على مستوى الإمارات بمسابقة دولية تابعة لوزارة الثقافة لمدة عامين متتاليين عن مشاركتها بالعزف المنفرد على آلة الكمان، إضافة إلى ظهورها بالعديد من الفعاليات الثقافية والأنشطة.
وتابعت سمية بعد عودتها لسورية بعمر 13 عاماً العمل لتطوير نفسها بحيث التحقت بداية بأحد المعاهد الخاصة، وشاركت بحفلات عديدة مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة وفازت بالمركز الأول بالمسابقات الفنية الشبيبية على مستوى سورية بالعزف على آلة الكمان وذلك لعامين متتاليين كما ذكرت.
وروت سمية كيف تم قبولها بالمعهد العالي للموسيقا بعد تقدمها من المرة الأولى، لافتة إلى مراحل التحضير التي سبقت ذلك بحيث دربها المختص بآلة الكمان الدكتور نسيب رضوان، كما شاركت مع أوركسترا ماري بقيادة المايسترو رعد خلف بحفلة في محافظة اللاذقية بدورة ألعاب جريح الوطن الرياضية.
وبعد انضمام سمية للمعهد حظيت باهتمام ومتابعة المايسترو رعد خلف لها وشاركت بالعديد من حفلات المعهد، وكذلك مع أوركسترا ماري بدار الأوبرا وبالفعالية التي أقيمت في المتحف الوطني بدمشق احتفالاً بعيد الشهداء، كما حظيت بتكريم مع أعضاء الاوركسترا من قبل رئاسة الجمهورية.
سمية الطالبة حالياً في السنة الثانية للمعهد تابعت أيضاً دراسة البيانو من خلال المدرسين أغيد نصور وكوزيت باكير، كما تواصل اهتماماتها بالغناء خارج المعهد مع إجادتها الغناء الطربي والأوبرالي وقدرتها على الغناء باللغات الألمانية والصينية والانكليزية والفرنسية، إضافة إلى العربية.
“الموسيقا قطعة من روحي ومن أجمل الأشياء في حياتي أعطتني الكثير وعرفتني بالآخرين”: هذا ما قالته سمية التي تطمح بعد تخرجها للوصول إلى مراحل أكثر تقدما بالعزف المنفرد الكلاسيكي، والظهور مع أوركسترا على مسارح عالمية وإكمال دراستها باختصاص تحبه.
ووفقاً لليافعة أسيل التي تتأثر بشقيقتها بشكل واضح، فإنها بدأت بالعزف بعمر 3 سنوات على آلة الإيقاع بواسطة المدرس رواد حامد، ثم الكمان بعد عام من خلال المدرسة لبابة الباروكي، وصولاً إلى البيانو بعمر ست سنوات من خلال المدرس بسيم الشحف، حيث ساهموا جميعا بصقل موهبتها وما زالوا متابعين معها للارتقاء بمستواها نحو الأفضل.
وبينت أسيل كيف كانت تنجذب لوالدها وأختها عندما يعزفان أمامها وتندمج معهما بالاستماع الصوتي والتعبير بالحركات، ما شجعها أكثر للتدريب وصولاً للمشاركة بالعديد من الحفلات المدرسية.
وتلازمت موهبة العزف لدى أسيل مع الغناء، بحيث تصدح حنجرتها بألوان مختلفة من الأغاني وخاصة لفيروز كما بينت، مبدية فخرها واعتزازها بتقديم أغان للجيش العربي السوري، وكذلك طموحها للوصول لمراحل متقدمة سواء بالعزف أو الغناء تماشياً مع متابعة تفوقها الدراسي.
ولم يقتصر تميز أسيل بالعزف بل توجهت للرسم وبدأت بالتدرب الأكاديمي قبل نحو عام بإشراف الفنان التشكيلي عادل أبو الفضل الذي يعمل على صقل موهبتها بما يتناسب مع عمرها، مبينة كيف أنجزت العديد من اللوحات، كما شاركت مؤخراً عبر مدرستها بمسابقة خارجية تنتظر نتائجها.
ونوه والد الشقيقتين بشار أبو الفضل بقدرة الأهل إذا استطاعوا توظيف إمكانيات أبنائهم واستثمارها بعيداً عن الأشياء الاستهلاكية بإيصالهم إلى أهدافهم وبر الأمان، لافتاً إلى أن تميز ابنتيه يعود لوجود محفزات لديهما بالدرجة الأولى واهتمام من قبلهما ومتابعة لهما من كوادر تدريسية وطنية ما زالت تعمل وتقدم رغم كل الظروف.
فيما أبدت منار جمول اعتزازها بابنتيها اللتين لديهما قدرة على تنظيم وقتهما، مؤكدة على مسؤولية الأهل الكبيرة في فتح الآفاق أمام أي حالة تميز ورعايتها وتنميتها.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency