الشريط الإخباري

التشكيلي خالد المز: التشكيل السوري قوي ولا يمكن إغراقه بتجارب عبثية

دمشق-سانا

يخلق التشكيلي خالد المز اجواء حالمة بطلتها المرأة بأناقة الخطوط ورهافة الضوء مما يشكل أسلوبية خاصة تميز أعماله وتدعو للتأمل والتعمق في كل جزئيات العمل فلا مكان للصدفة بين ألوانه محكمة التناغم رغم اعتماده على الدهشة في التكوين وعلاقته بالظل والنور حتى تغدو بطلات أعماله أشبه بالحلم القادم من عالم اللون.1

وعن علاقته بلوحته يقول التشكيلي المز في حديث لسانا.. إن اللوحة هي كل شيء بالنسبة لي والمواضيع الانسانية هي الهاجس الذي أحب ومن خلال المراحل الفنية الطويلة التي مررت بها والتي اقوم بتطويرها والتعمق بها تشكل مشروعي الفني الساعي لتطوير لوحتي اقترابا مما اريد لها وهذا هو الهدف الوحيد بالنسبة لي من الاستمرار دون توقف لاتمام مشروعي الفني.

وتوجد المرأة بكثرة في لوحات المز حتى تكاد تكون البطلة الوحيدة ويوضح انها اهم عنصر فني بالنسبة له من جميع الجوانب الاجتماعية والحياتية والجمالية وهذا ما يدفعه إلى ابرازها في أعماله.

ويؤكد الاستاذ في كلية الفنون الجميلة أن الأزمة أعطته القوة والدافع للانتاج والعطاء فالفن السوري قوي وسيظل قويا مهما كانت الصعوبات مما يشكل تحديا للانتاج بشكل أكبر على حد تعبيره.

ويقول.. إن وجود الازمة خلق ضرورة لمضاعفة الجهود في كل المجالات ومنها الفن التشكيلي وهذا ما أثبته التشكيليون السوريون من خلال العطاء حبا لبلدهم سورية ومن خلال استمرار إقامة المعارض داخل وخارج البلاد للحفاظ على الإرث الفني وقوة المحترف التشكيلي السوري.1

ويرى المز أن التشكيلي السوري تطور بشكل قوي وبرز على المستوى الفني العربي والعالمي وصار موجودا بقوة في كل المحافل ويمتلك هوية خاصة به تبلورت عبر عدة تجارب فردية اكسبته هذه الهوية.

ويشير التشكيلي المز إلى أن الأزمة اثرت على السوق الفنية داخل سورية وهذا يتطلب تشجيع المعارض الخارجية والداخلية ودعمها معتبرا في الوقت نفسه أن تواجد تشكيليين سوريين خارج البلاد ساعد الحركة التشكيلية السورية لأن تصل إلى أغلب العالم بشكل اكبر والتعرف على مستواه المميز لاسيما عبر التواصل مع المتاحف والجامعات العالمية وإقامة المعارض.

ويؤكد أنه فنان في البداية وقبل كل شيء وتدريسه للطلاب في كلية الفنون الجميلة مهنة ينقل من خلالها معلوماته وخبرته وتجربته للطلبة لافتا إلى أن هذه المهنة تتساوى مع عمله كفنان ما جعله يصف الواقع التعليمي الفني بالجيد جدا حيث يقوم الأساتذة بأداء عملهم على أتم وجه ومستوى الطلبة يبشر بالخير وهم يقدمون أعمالا تنال اعجاب الناس في المعارض الشبابية الجماعية.

وحول أداء مديرية الفنون الجميلة واتحاد التشكيليين يلفت المز إلى انهم يقومون بواجبهم بشكل جيد في رفع مستوى الفن وذلك بإقامة المعارض والندوات والتواصل مع الخارج رغم المعوقات وإعطاء جوائز واقتناء أعمال من الفنانين داعيا لإعادة افتتاح الصالات لإقامة المعارض حتى يتمكن الفنان من الاستمرار في تقديمه منتجه الفني للناس.

وعن التجارب الحداثية للفنانين الشباب يؤكد صاحب الخبرة الفنية الطويلة وجود تجارب جميلة لهؤلاء والذين يقدمون فكرا وابداعا وقدرة على التواصل مع العالم الخارجي واثبات الوجود بأشكال جديدة وباستخدام التقنيات الحديثة معتبرا أن الجيل الشاب اثبت وجوده بقوة في الساحات الفنية العالمية سواء عبر مدارس الحداثة أو غيرها ونتاجهم ينم عن خبرة واتقان وفكر.

ان تاثر التشكيليين الشباب بالنمط الفني العالمي باستخدام الحداثة وما بعدها كما يرى ساعدهم على وضع بصمتهم الخاصة التي يتعاملون معها بدمج روح الفن التشكيلي السوري مع غيره من المحترفات التشكيلية العالمية وأعطى قوة لعملهم الفني وخصوصية.

ويوضح المز أن اتقان التعامل مع العمل التشكيلي بطريقة تجذب الناظر يبدأ بعناصر فنية قوية وقادرة على موازنة التكوين والتناغم فيما بين الخطوط والألوان حتى يصبح العمل متكاملا وقادرا على ايصال الرسالة للمشاهد بطريقته الخاصة.1

وعن خطورة بعض التجارب الفنية الشبابية على التشكيل السوري يقول المز.. ننظر دائما الى الجانب الايجابي فالفن التشكيلي السوري أصيل ومتجذر وقوي ومن الصعب إغراقه بتجارب عبثية منبها من محاولات “ابراز اعمال ليس لها قيمة فنية كنوع من الحرب على الفن التشكيلي السوري وتشويهه ودفعه الى اتجاهات غير صحيحة عبر تسمية ما يقدم من اعمال هزيلة وعبثية على انها فن شبابي حداثي ما يحتم علينا التمييز بين الاعمال الحاملة للقيمة الفنية والأعمال الفارغة من أي قيمة للنأي بالفنانين الشباب عن مطبات التقليد الأعمى لهذه التجارب”.

ويعبر التشكيلي المز عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري ويختم بالقول.. إن لدينا جيلا من التشكيليين الشباب المدرب والذي يتعامل مع الفن الصحيح وهو مرتبط ومتأثر بالجذور الفنية السورية ومن واجب الجميع دعم هذه الفئة من الشباب الجاد والمجتهد.

والفنان خالد المز من مواليد اللاذقية 1938 تخرج من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان في مصر عام 1964بتقدير ممتاز عين رئيساً لمركز الفنون في اللاذقية مطلع سبعينيات القرن الماضي وأوفد إلى فرنسا للتخصص في التصوير والنحت في المدرسة الوطنية العليا للفنون بباريس ثم عين مدرساً في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وأصبح عميدا لها بين أعوام 1982و 1991 كرم في مهرجان المحبة /مهرجان الباسل عام 1997 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في عدد من دول العالم.

محمد سمير طحان