الشريط الإخباري

مقصلـــة الإرهاب الأميركي- بقلم أحمد ضوا

تتكشف يوماً بعد يوم المزيد من المعلومات عن تورط دول عربية وإقليمية ودولية ليس فقط في دعم الإرهاب على كل الصعد، بل بالانخراط المباشر في تشكيل تنظيمات إرهابية بكامل هياكلها، وتوفير جميع مقومات تحقيق الأهداف القذرة منها.

بالأمس، وبالفم الملآن أقرت الأردن والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بإحباطها طلباً تقدمت به سورية مدعوماً من روسيا إلى لجنة مجلس الأمن الدولي 1267-1989 الخاصة بالعقوبات إزاء تنظيم /القاعدة/ لإدراج تنظيم /داعش/ الإرهابي الدولي في قائمة عقوبات هذه اللجنة كتنظيم قائم بذاته.‏

الرفض الذي أعلنته هذه الدول التي تشكل إلى جانب دول أخرى عماد الحرب الإرهابية على سورية، يكشف عن ثلاثة جوانب جوهرية في تورط هذه الدول بدعم الإرهاب، ليس في سورية فقط وإنما في المنطقة والعالم برمته.‏

أول هذه الجوانب، خوف هذه الدول من التبعات القانونية الدولية، وبالتالي انكشاف أمر الولايات المتحدة التي تحولت من شن الحروب بجيشها إلى اعتماد أسلوب القيام بذلك بأدوات إرهابية، والذريعة كما هي العادة المصالح القومية للولايات المتحدة.‏

والأمر الثاني، هو تحول فرنسا ومعها بريطانيا إلى أدوات مساعدة وداعمة للتنظيمات الإرهابية الأميركية بحثا عن المصالح وفتات ما يخلفه الضبع الأميركي.‏

أما الأمر الثالث، فهو إظهار الأردن كدولة طفيلية ووظيفية لتحقيق المصالح الغربية والإسرائيلية كواجهة للدول الخليجية التي تتولى بيت مال التنظيمات الإرهابية، والرافد الأساسي لها بالقتلة والمجرمين والمتخلفين.‏

قد يقول قائل: ليس جديداً إبراز دور هذه الدول في دعم الإرهاب وتفريخه، فالأردن كان ساحة لتدريب حثالة العالم ضمن إطار تنظيم /داعش/ الإرهابي، ومن شرق الأردن انطلق هذا التنظيم إلى غرب العراق وسورية وارتكب أبشع الجرائم على وجه الأرض، ولكن اليوم دقت ساعة تحمل تداعيات المساكنة مع وحش الإرهاب.‏

وكذلك الأمر، ليس جديدا تورط أميركا وفرنسا وبريطانيا بدعم هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى، فهم أعلنوا غير مرة دعمهم لما يسمونه «المعارضة المعتدلة»، والتي تشكل التنظيمات الإرهابية العصب الأساسي لها، ولكن الجديد في الموضوع هو ثبوت مسؤوليتها عن إنشاء هذه التنظيمات، والخوف من المستنقع الذي راكمته على مدى السنوات الماضية.‏

لا شك أن كل الدول التي أنشأت ودعمت التنظيمات الإرهابية بالقيادة الأميركية تعرف أن الوحش الإرهابي يأكل في نهاية المطاف صاحبه، ورفض هذه الدول إدراج تنظيم /داعش/ الإرهابي الدولي في قائمة عقوبات لجنة قراري مجلس الأمن الدولي 1267- 1989 يندرج في إطار التوجس من تداعيات الإرهاب والتهرب من المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وأي بلد آخر يتوسع كما هو الحال في ليبيا.‏

في الأشهر القادمة سنشهد هستيريا إرهابية من قبل الدول الداعمة للإرهاب مع كم المعلومات التي تظهر عن تورط أميركا وأدواتها في تفريخ التنظيمات الإرهابية، وتزايد مؤشرات فشل مشروعها الإرهابي، وما شهدته مدينة حلب وقبلها بعض المناطق السورية والعراقية، إضافة إلى العدوان السعودي لإرهاب الشعب اليمني يعكس هذا الخوف، مضافا إليه الهلع من انفلات عقال الإرهاب من صاحبه.‏

إن تسريب إحدى الصحف الأميركية لخبر تواجد مقر تنظيم /داعش/ في اسطنبول لم يأت من فراغ، والمعروف عن أميركا تخليها عن عملائها عندما يفشلون في تحقيق أهدافها، ولا نستغرب أن تقدم الولايات المتحدة في المستقبل القريب ملوك الرمال وعاشق لعب القمار والمتاجر بالدين والباحث عن لقب السلطان على مقصلة الإرهاب الاميركي بانتظار حرب من نوع جديد.‏

 مقالات سابقة بقلم أحمد ضوا:

انفجار البركان الإرهابي

الغباء السعودي والحديقة الخلفية

صناع التغيير والتحولات‎

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني