في اليوم الدولي لموسيقا الجاز.. تجارب لموسيقيين سوريين وفعاليات فنية متنوعة

دمشق-سانا

يحتفل العالم في الـ 30 من نيسان من كل عام باليوم الدولي لموسيقا الجاز، الذي يهدف وفق منظمة اليونسكو إلى إذكاء الوعي بمزايا الجاز كأداة تعلّمية، وكقوة للتعاطف والحوار وتقديم التعاون الثقافي بين الشعوب.

موسيقا الجاز تطورت في الكثير من الدول، على يد موسيقيين عالميين، ورغم تأثر قطاع الفن والموسيقا كغيره من القطاعات في سورية، جراء سنوات الحرب إلا أن موسيقا الجاز نالت اهتماماً من قبل الموسيقيين السوريين الأكاديميين من أساتذة وخريجي المعهد العالي للموسيقا.

وعن هذا الصنف الموسيقي، قال عميد المعهد العالي للموسيقا المايسترو عدنان فتح الله لـ سانا: “قبل عام 2011 كان هناك الكثير من التجارب الموسيقية لفرق الجاز، لكن هذه الفرق بدأت تتأثر ومشاريعها تتناقص نتيجة الحرب على سورية، لكن المعهد العالي كان حريصاً رغم جميع الظروف على تخريج عازفين منفردين يتمتعون بتقنيات عالية، ومستويات أكاديمية مهمة، وموسيقا الجاز تتطلب عازفاً يمتلك تلك الصفات والمهارات”.

وتابع المايسترو فتح الله: “إن موسيقا الجاز مختلفة عن الموسيقا الكلاسيكية والعربية، من خلال طريقة بنائها وعزفها والهارموني الذي تتميز به، وهناك الكثير من التجارب التي قام بها خريجو المعهد من خلال دمج وتطويع موسيقا الجاز بأنماط موسيقية أخرى، ومنها الموسيقا العربية، فسمعنا العديد من الأغاني التراثية السورية بأصوات مغنين شباب، لكن التوزيع الموسيقي المرافق استخدمت فيه أدوات موسيقا الجاز من خلال الهارموني والعزف والإيقاعات”.

وأعرب فتح الله عن أمنياته بتمكن الموسيقيين السوريين الأكاديميين من تطوير هذه الموسيقا التي تتميز بجمهور عريض، وبأن يتمكن المعهد العالي من فتح قسم خاص بموسيقا الجاز في المستقبل القريب.

من جهتها تحرص مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة بشكل دائم على إقامة فعاليات فنية متعددة بمناسبة الاحتفالات بالأيام الخاصة بالفنون المسرحية والموسيقية، وفق مدير المسارح والموسيقا عماد جلول في تصريح لـ سانا.

ومن الأيام التي تحتفل بها المديرية على خشبة مسارحها المنتشرة في دمشق والمحافظات، الاحتفال باليوم العربي للمسرح في الـ 10 من كانون الثاني من كل عام، ويوم المسرح العالمي في آذار، وبيوم التراث العالمي، ويوم الرقص العالمي، واليوم الدولي لموسيقا الجاز.

وتابع جلول: “ستحتفل مديرية المسارح والموسيقا باليوم الدولي لموسيقا الجاز، بمشاركة المغنين رند عانا، وعلي خلقي، ويوسف شرباتي، من خلال حفل سيقام في مسرح الحمراء بدمشق، بمشاركة موسيقيين مخضرمين ومتمرسين سيعزفون على آلات الفلوت وتوبا وكلارينيت والكتريك غيتار والتو ساكسفون وباص غيتار ودرامز وتينور ساكسفون وبيركشن وترومبيت وترومبون بمشاركة البيانو ومجموعة وتريات”.

بدوره أكد مدير عام هيئة دار الأسد للثقافة والفنون المايسترو أندريه معلولي أن جمهور دار الأسد سيكون على موعد يوم الأربعاء المقبل مع احتفالية يوم الجاز العالمي، التي ستحييها فرقة “دمشق” لموسيقا الجاز بقيادة الموسيقي دلامة شهاب على خشبة مسرح الدراما.

وأوضح معلولي أن هذا النمط الموسيقي يلقى رواجاً لدى الجمهور السوري، وهو ما عكسه نفاذ بطاقات الاحتفالية خلال أيام قليلة من الإعلان عنها في الموقع الرسمي لدار الأسد للثقافة، مبيناً أن المسارح السورية تشهد فعاليات مختلفة لموسيقا الجاز لكون لها طبيعة خاصة، على أمل أن تتم استضافة موسيقيين عرب وأجانب مستقبلاً، لإقامة تعاون مشترك وأمسيات لموسيقا الجاز.

وعن فرقة “دمشق” لموسيقا الجاز التي تأسست عام 2018، وتضم عازفين ذوي خبرة واسعة بهذا النمط، وشاركوا مع أوركسترا الجاز السورية عام 2005 في معظم حفلاتها، قال عنها دلامة شهاب قائد الفرقة: “تعمل الفرقة على تقديم أعمال كلاسيكية نموذجية من برامج الجاز العالمي، مكرسة هدفها الرئيسي وهو تقديم مؤلفاتها الموسيقية الخاصة، وتقديم تجارب جديدة تسعى لربط موسيقا الجاز بالأنواع الموسيقية المختلفة مع التراث السوري”.

وعن تجربته مع موسيقا الجاز، قال شهاب: عملت بهذا النمط الموسيقي عام 2005 مع انطلاقة مهرجان الجاز في سورية، وسحرني التخصص بموسيقا الجاز لما تحمله من غنى وتعبير عن حرية الأفكار، وميزة الارتجال أساسية فيها، فعازف الجاز قادر على إعطاء جميع أفكاره بحرية، إضافة إلى قدرة هذا النمط على الاندماج بأكثر من سياق موسيقي، سواء كان عربياً أو إفريقياً أو صينياً أو أي نوع موسيقي يتحاور معه، فهارموني موسيقا الجاز موجود لخدمة العازف وأفكاره”.

وبين شهاب أن الجمهور السوري تقبل هذه الموسيقا بعد عام 2005 بعد انتشارها والإضاءة عليها، وما أعطته من مساحة للعازفين السوريين للتعبير عن ثقافتهم ضمن هارموني مكتوب بأسلوب الجاز، مع حرصهم على تقديمها بشكل راق وحضاري، وبما يليق بمسرح دار الأسد للثقافة والمسارح التابعة لوزارة الثقافة.

وأشار شهاب إلى سعيه لتكريس رسالته من خلال موسيقا الجاز بالوصول إلى تجارب موسيقية تعبر عن الحضارة السورية وتراثها وأفكار شبابها بشكل مميز وفريد وراق موسيقيا، يضبط الطاقات الشابة، ويوجهها بشكل بعيد عن التشويش المنتشر في العالم.

رشا محفوض

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

موسيقا الجاز في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث

حمص-سانا لم تدخر كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث في حمص جهداً لتدريس