الشريط الإخباري

الثمانيني محمد سليم… ستون عاماً في صناعة الأختام اليدوية

دمشق-سانا

بين مجموعة من الأختام المصنوعة يدوياً يستعيد العم محمد سليم (أبو السباع) ذكريات عمله في صناعة الأختام، حرفته التي أبدع بها في ستينيات القرن الماضي.

ورغم أن صناعة الأختام من الحرف اليدوية التي دخلت عليها التكنولوجيا بشكل كبير، وغيرت تفاصيلها حيث طغت الآلة على العمل اليدوي وأصبحت تصنع الأختام عبر تصاميم خاصة على الحاسوب، إلا أن العم سليم مازال إلى الآن يجلس ويعمل بها بمحله المختص فيها الكائن في منطقة البحصة بدمشق.

وخلال استماعه إلى الراديو، رفيق ساعات عمله الطويلة، يقول أبو السباع في حديثه لـ سانا: ” بدأت العمل في هذه المهنة منذ أكثر من 60 عاماً، حيث تعلمتها عندما كنت شاباً من أحد أصدقائي بدافع الفضول لتصبح بعدها جزءاً من حياتي ومصدر رزقي”.

ويتابع أبو السباع الرجل الثمانيني وهو وفق أصحاب المحال المجاورة له بالمنطقة من أقدم صناع الأختام بدمشق: “أحتفظ بكل ما يخص تلك المهنة من أدوات لتصنيع الأختام في هذا المحل الصغير بالمساحة، الواسع بذكريات العمل والزبائن”.

دخول التقنيات الحديثة للماكينات التي تصب قوالب الأختام أدى إلى انخفاض الطلب على الأختام ذات الصناعة اليدوية بشكل كبير وفق أبو السباع، ورغم تقدمه بالعمر فإنه يصر على فتح محله يومياً محافظاً على بعض طقوس العمل، بمشاركة جيرانه في المحلات الأخرى أحاديث الصباح، ثم تنظيف آلات محله وتوضيب علب الأختام التي صنعها.

العمل بصناعة الأختام وفق أبو السباع يبدأ بتصميم الشكل سواء كان رسماً أو نقشاً أو كتابة، وسابقاً كان الخطاط من يقوم بهذه المهمة، أما حالياً فيتم تصميمها عبر الكمبيوتر، ومن ثم يتم عمل قالب من مادة معدنية لينة تسمى كليشة تصب فيها مادة المطاط الكوتشوك، وتترك لتجف فتصبح رقاقة بارزة المعالم تثبت على قطعة من الخشب، ما يشكل ختماً بمقبض خشبي أو بعلبة بلاستيكية.

وقال أبو السباع: “كانت تستغرق صناعة الختم جهداً كبيرة ودقة في العمل ومع ذلك كان حبي لهذا الفن دافعاً للعمل لساعات طويلة تستمر حتى المساء، لأتمكن من تسليم ما يصل إلى 20 ختماً يومياً حسب الطلب”، مشيراً إلى أن استخدام التقنيات الحديثة وفر الوقت والجهد وسهولة العمل، لكنه يرى أنه يبقى للعمل اليدوي روح ونكهة خاصة.

وأضاف أبو السباع: “هذا المكان هو حياتي حتى لو لم يعد هناك زبائن مثل قبل، لكن سعادتي كبيرة عندما يقف بعض المارة ويسألونني عن أشكال الأختام وكيف كنا نصنعها، وبكل رحابة صدر أحدثهم عن آلية العمل التقليدية، وأريهم ما يوجد لدي من معدات قديمة”.

وأشار إلى أن أي شخص يريد الحصول على ختم، عليه تقديم وثيقة من الجهة المسؤولة تبين مضمون الختم لمنع التزوير والغش، لافتاً إلى أنه إلى الآن يحتفظ بنسخ لديه من هذه الوثائق والثبوتيات لإبرازها حين الطلب، لأن الختم يعبر عن ملكية ومصداقية الجهة المانحة له.

علياء حشمه وأمجد الصباغ

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency