دمشق-سانا
حفاظا على سكبة رمضان بوصفها أحد الطقوس الاجتماعية التي تتميز بها أحياء دمشق بشهر رمضان الكريم، يتشارك عدد من أهالي حي العمارة منذ بداية الشهر الفضيل العمل لساعات طويلة يومياً لإعداد وجبات إفطار للأسر المحتاجة بالحي.
وفي منطقة باب السلام بالحي حيث يتم إعداد الوجبات ضمن هذه المبادرة التي تهدف للحفاظ على المورث الشعبي “سكبة رمضان” ولدعم الأسر المحتاجة، يقول العم علي السماك الملقب بأبو عامر في حديث لمراسلة سانا: “يبدأ العمل الساعة الـ 12 ظهراً ويستمر لما بعد الإفطار بقليل”، موضحاً أن عدداً من أبناء الحي الميسورين تبرعوا بمستلزمات لإعداد وجبات الإفطار للأسر الفقيرة في الحي وبعض عابري السبيل، حيث يتم إعداد الوجبات في محل يعود لأحد أبناء الحي المشاركين بالمبادرة.
ويرى أبو عامر أن المبادرات المجتمعية لها دور في التخفيف عن الأسر المحتاجة ودعمها في هذه الظروف الصعبة، وتعبير بسيط عن التكاتف والإخاء الذي يجمع أبناء الحي مع بعضهم البعض ولا سيما في هذا الشهر الفضيل.
بعدد من الحلل كبيرة الحجم يباشر متطوعو المبادرة بإعداد الوجبات التي يصل عددها يومياً إلى أكثر من 140 وجبة وفق الشاب عماد حمامي المشرف على الطبخ، مبيناً أنه يتم اختيار أصناف الوجبات وفق المواد الأولية التي يتم شراؤها مع الحرص على أن تكون متنوعة خلال أيام الشهر الفضيل.
واعتبر حمامي أن المبادرة تتقاطع إلى حد كبير مع فكرة سكبة رمضان التي تزيد أواصر المحبة وعلاقات الجوار، وإن اختلفت الطريقة عن أيام زمان، حيث كانت تقوم سابقاً على تبادل أنواع الطعام بين الجيران، لكن المعنى الإنساني والخيري لها لا يزال حاضراً.
ولفت مختار حي العمارة محمد مراد إلى أن توزيع الوجبات للأسر يتم وفق قوائم تعد سابقاً بالتعاون مع وجهاء الحي، مشيراً إلى أن سكان الحي ما زالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في شهر رمضان المبارك، حيث يتسابقون إلى العطاء وعمل الخير سواء المادي أو المساعدات العينية والتي أصبحت الحاجة إليها أكبر مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
واعتبر مراد أن مبادرة عدد من أهالي الحي بإعداد الوجبات وتوزيعها له دور بحفاظ الجيل الجديد على سكبة رمضان وبالعمل التشاركي، وتجسد مسؤولية كل فرد تجاه مجتمعه.
سكينة محمد وجيما إبراهيم
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency