43 لوحة بين الأيقونة والشخصيات في معرض للفنان وديع ضاهر في مقهى ورق عتيق باللاذقية

اللاذقية-سانا

قصص وحكايا كثيرة ترويها لوحات الفنان وديع ضاهر التي ازدانت بها جدران مقهى ورق عتيق في اللاذقية، وذلك ضمن معرضه الثاني الذي استضافه المقهى لعرض ما يقارب 43 لوحة، تنوعت بين الأيقونة والشخصيات والزهور والبورتريه.

وبالكثير من الدقة والإتقان والتأمل يرسم لوحاته تاركاً خط النار يفيض بالدهشة، مستعرضاً قصص لوحاته ومعارضه لمراسلة سانا الشبابية، ومبيناً أن حكاية الفن بدأت تشق طريقها إليه في عمر مبكر عندما استوقفته لوحة للشهيد البطل جول جمال، وهو ابن عشر سنوات محاولاً تقليدها بلوحة مماثلة سرعان ما لاقت الإعجاب لذويه.

بعدها أخذته الأيام برحلة جميلة في عالم الرسم والمسرح المكتنزين بالجمال والحياة وبتشجيع من الفنان رشيد شخيص الذي سانده ودعمه في بداية انطلاقته بالرسم، كما أنه فنان وممثل في آن واحد.

يعتبر الفنان وديع ضاهر الفن عملية تحد للذات، ولا يمكن أن ينجح إلا بفيض من طقوس الفرح والمحبة، فاللوحة تشكل جزءاً لا يتجزأ من روح الفنان وشخصيته يسكب عليها مكنونات قلبه، مبيناً أن لوحات الفنان تتكلم عن نفسها من خلال خط النار بالكاوي الذي يحتاج إلى الدقة لأن الكاوي عبارة عن قلم ورأس القلم معدن وبه ينجز أبهى الأعمال الفنية، إضافة إلى أدوات بسيطة من أقلام الرصاص الخشبية للتلوين وخشب جاف رقيق لسهولة وزنه وألواح “إم دي إف”.

وتفرد الفنان ضاهر بطريقة الحرق الملون على الخشب التي تحتاج إلى دقة ومهارة بالعمل، وخصوصاً أن الحرق على الخشب لا يقبل الخطأ أبداً.

كما تميز الفنان ضاهر برسم فن الأيقونة، وتفرد برسم الأيقونة البيزنطية والتي تميزها الخطوط الواضحة، والحرق يألف الخطوط التي تحدد بالكوي وتسهل العمل على الفنان، موضحاً أنها تمر بعدة مراحل أولها أخذ الصورة وتصويرها وتكبيرها فطباعتها ليبدأ العمل عليها وينجزها.

ورسم ضاهر حسب ما ذكر أيقونتي العشاء الأخير للسيد المسيح وتلامذته، والخلق الموجودة بساحة كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان، والأيقونتان من أصعب الأعمال لكثرة التفاصيل والدقة المتناهية فيهما.

وفي عام 2011 افتتح معرضه الأول، وذلك من خلال إنجاز أيقونة بيزنطية، معتبراً أن كل لوحة تتميز عن الأخرى من خلال العفوية وإضفاء روح الفنان عليها، مشيراً إلى أن لوحاته موجودة في العديد من دول العالم كاليونان وأستراليا وإيطاليا وأمريكا وجميع المحافظات السورية ولديه ما يقارب 170 لوحة يحتفظ بها في منزله، كل لوحة منها تقص حكاية ما من حكايا الفنان، ولكن ما يميزها جميعها خط النار بالحرق وعلى الخشب.

وفي حديث مع صاحبة المقهى لينا ضاهر أكدت أن المقهى منبر لنشر الثقافة والفنون، فهو يستضيف معارض فنية بشكل دائم، إضافة الى وجود مكتبة تقدم إعارة مجانية لقراءة الكتب وقسم خاص لعرض مشغولات يدوية وكروشيه ومطرزات وإكسسوارات لسيدات يعملن بالحرف اليدوية كما أن المقهى يشكل فرصة لذوي الإعاقة فجميع موظفيه منهم، وذلك من أجل كسر الصورة النمطية عنهم ومشاركتهم بعرض منتجاتهم وتصريفها.

غفار ديب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency