اللاذقية-سانا
يختصر مشهد كرسي القش مركونا في قبو إحدى الأسر الريفية مسافة الزمن التي تفصل بين تألقه في بيوت المجتمع الريفي وبين ركنه مهملا منسيا لتغدو مصلحة صناعة كرسي القش هواية لا أكثر بينما كانت سابقا مصدر رزق للبعض وذلك بعد رواج صناعة الكراسي من البلاستيك.
ويقول أبو ميهوب وقد احتضن خشيبات معدة للبدء بصناعة كرسي القش..”كنت سابقا أقبل على صناعته بشغف وهمة كوني أحب مهنتي وتمثل لي مصدر رزق لابأس به لأعيل أسرتي أما اليوم فأصنعه ليبقى في الذاكرة فقط فمع تنامي الطلب على كرسي البلاستيك ورواجه تراجع الطلب على كرسي الخشب المقشش ولم يعد يلقى رواجا بين الناس فيما كان في السابق يزين شرفات منازلهم وبساتينهم وغرفهم”.
وأشار أبو ميهوب إلى أن صناعة القش لا تزال تأخذ حيزا من يوميات الريفيين وذلك بأنواعها المختلفة كصناعة المكانس والأطباق والسلال وهذا يعود إلى ملامستهم منتجات الطبيعة ومخلفاتها بشكل مباشر وتوفر المواد الأولية اللازمة لتلك الصناعات اليدوية التي باتت تمثل جزءا من التراث الشعبي.
وحول صناعة كرسي القش يوضح أبو ميهوب أنه يقوم بإعداد الخشب اللازم لصناعة الكرسي بالمقاس المطلوب ويقوم بتسنين أطرافه لتتداخل وتتشابك بشكل زوايا قائمة ضمن مسافات مدروسة وبعد أن يقوم بشبكها يكون قد أعد حبال القش ليقوم بتدويرها حول أضلاع مقعد الكرسي لتلتقي في المنتصف بشكل متصالب فيما يتخذ الكرسي أشكالا متنوعة حسب الرغبة فمنها الواسعة بشكل أريكة ومنها كرسي السفرة وكرسي الحمام الصغير.
وتعتمد صناعة القش على النسج النباتية من قصب وقشور خيزران وسوق قمح وشعير وألياف بشتى أنواعها.
وعلى الرغم من تراجع صناعة كراسي القش في الريف إلا أنها لا تزال تأخذ حيزا واسعا من زوايا المقاهي الدمشقية القديمة التي يرتادها السياح ومحبي التراث كصورة من صور الحنين إلى الماضي وكل ما يشترك به حلم الإنسان ويده مع الطبيعة لذلك واجب علينا المحافظة على هذا التراث الشعبي ليبقى حيا في ذاكرة الأيام والأجيال القادمة .
صبا العلي